مقدمة العسّاس | إضافة للتوغل داخل الحيّز الرقمي عن طريق تطوير الصناعات المحلية في مجال السايبر، يعوّل الاحتلال الإسرائيلي على الشراكات الخارجية وبناء الحلفاء كيّ يضمن موقعه على خريطة السيطرة العالمية بمجال السايبر، أي كحارس للبوابة وكشريك إجباري لكلّ دولة تودّ تطوير قدراتها في المجال أو حماية نفسها معلوماتياً. عام 2016 حمل عدداً من الاتفاقات الإسرائيلية الخارجية، أهمّها الاتفاق مع الولايات المتحدة، وإن كان مفهوماً ضمناً.
ترجمة العسّاس | في يونيو/حزيران 2016 وُقِّعت وثيقةٌ إسرائيلية-أمريكية تدعو لتعاون مشترك بمجال الحماية الإلكترونيّة. تعبّر الوثيقة بشكل عامّ عن نجاعة توحيد القوى بين الدّول بغية التّغلّب على المهدّدات المشتركة المتشكّلة بسبب السايبر، بالإضافة إلى ضرورة توسيع وترسيخ التّعاون الإسرائيلي الأمريكيّ فيما يتعلّق بحماية الفضاء الإلكتروني الآخذ بالتطوّر في السّنوات الأخيرة.
تتطرّق الوثيقة للجهود المركزيّة التي تبذلها كلٌّ من الدّولتين فيما يتعلّق بإدارة أحداث السّايبر وحماية السّايبر للبنى التحتيّة الحيوية، بالإضافة إلى التعاون مع القطاع السايبري الخاصّ والبحثيّ لتطوير التكنولوجيا وتقديم حلول جديدة مبتكرة، كما تشدّد الوثيقة على بلورة آليات وعمليات بين السلطة القومية الإسرائيلية للسّايبر وما يوازيها في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، ووزارة الأمن الدّاخليّ، الأمر الّذي سيتيح تبادلاً معلوماتيّاً ذا قيمة دفاعيّة حقيقيّة وقت الخطر.
بالتّوافق مع حقيقة كون “إسرائيل” الرّائدة في العالم في مجال السّايبر، ستكون من أوائل المنضمين في العالم لمبادرة “مؤشّر المشاركة الآلي” (Automated Indicator Sharing) التي أطلقتها وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، بهدف بناء قاعدة أوتوماتيكيّة بين الحكومات والشركات للتبادل المعلوماتيّ السريع والناجع، وذلك لمنع هجمات السّايبر أو معالجتها ساعة حدوثها.
شارك الوفد رفيع المستوى لوزارة الأمن الدّاخلي الأمريكيّة في مؤتمر السّايبر الدوليّ السّادسّ المنعقد في جامعة تل أبيب، وذلك بمشاركة ممثّلين حكوميّين، وآخرين من مجال الصّناعة والأكاديميا في العالم. افتتح المؤتمر رئيس هيئة السّايبر الوطنيّة، د.أفيتار متانيا، بأقواله حول التغيّر في النّظرة العامّة لتهديد السّايبر والجاهزيّة المطلوبة للتصدّي له. تبعاً لوصفه، فهناك دول أخرى انضمت لمعالجة أسئلة مُركّبة كثيرة تُطرح حول تبنّي استراتيجيّات وسياسات نابعة من هذا التّحدّي المعقّد والمتغيّر.
أوضح د. متانيا، بالنّظر إلى السنوات الخمس المقبلة، أنّ الأفكار والمفاهيم الّتي تطوّرت حتّى اللّحظة تحوّلت بالتّدريج إلى حلول واقعيّة، كما أنّ “إسرائيل” في مقدّمة هذه الجهود. فقال: “ستستمر إسرائيل في بذل أقصى ما بوسعها لتبقى الرّائدة في الجهود المشتركة لحماية الفضاء الإلكتروني”. وعرض رئيس السلطة الوطنيّة الإسرائيلية لحماية السّايبر، بوكي كرملي، في المؤتمر مفهوم العمل الشّامل الأكثر تطوّراًا الّذي تبنّته السلطة لصالح الحماية الوطنيّة في الفضاء الإلكتروني. وأوضح كرملي بأنّ الهدف هو الحفاظ على حريّة استخدام التكنولوجيا بلا خوف من تهديد السّايبر، وذلك من خلال تقديم استجابة دفاعيّة أمينة ومتكاملة للحفاظ على خصوصيّة المدنيّين ومصالح الشّركات.
المصدر : القناة السابعة
http://www.inn.co.il/News/News.aspx/324503