مقدمة العساس | النساء في السياسة الإسرائيلية | من بين 18 فترة لرئاسة الوزراء في “إسرائيل” منذ عام 1948 حتى الآن، ترأست امرأة واحدة فقط أرفع منصب سياسي إسرائيلي، حين جاءت جولدا مائير عام 1969 خلفًا لليفي أشكول الذي قضى إثر أزمة قلبية، وتطرح هذه الحالة الوحيدة العديد من التساؤلات حول دور المرأة في المجتمع الإسرائيلي، ومدى قدرتها وفرصتها في تولي مناصب هامة ورفيعة.

هذا المقال يتحدث عن واقع التمثيل النسائي في “إسرائيل” ضمن المناصب الرسمية، ويشرح تاريخ التطور في هذا الشأن.

النساء في السياسة الإسرائيلية

ترجمة العساس | بدأت الزيادة الكبيرة في عدد أعضاء الكنيست النساء منذ عام 1999، ثم في انتخابات عام 2015 تم انتخاب عدد قياسي وصل إلى 29 امرأة للكنيست، أمّا في عام 2017 كان هناك 33 امرأة، وهو ما يُشكل أكثر من ربع أعضاء الكنيست.

وتجمعت الكتلة الأكبر من النساء في حزب المعسكر الصهيوني بواقع 9 نساء من أصل 24 مقعد تمثيل في الكنيست، وضمّ حزب الليكود 7 نساء من أصل 30 عضو، أمّا ميرتس فهو الحزب الوحيد الذي كان لديه أغلبية نسائية بوقع 3 نساء من 5 أعضاء، في حين استبعدت أحزاب شاس ويهودوت هتوراة ترشيح النساء في قوائمهم.

وتحتل “إسرائيل” المرتبة الـ 20 من أصل 35 ضمن ترتيب دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OCED في شغل النساء لمناصب سياسية، إذ يرتفع تمثيل المرأة السياسي في دول منظمة التعاون وكذلك في “إسرائيل”.

التمثيل الوزاري للنساء

أما التمثيل الوزاري، فلا يوجد الكثير من النساء في منصب الوزارة ضمن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، على خلاف الدول الديمقراطية في العالم، وعلى مستوى السلطات المحلية الإسرائيلية وفي 40 من البلدات والمدن الكبيرة ومنذ أعوام خلت لم تتبوأ إحدى هذه المناصب سوى امرأتين، بينما في عام 2019 ارتفع العدد ليصل لـ 14. (1) 

لسنوات عدة، استطاعت النساء رئاسة بعض من أكبر الأحزاب السياسية في “إسرائيل”، ومن الأمثلة على ذلك: تسيبي ليفني، التي ترأست حزب كاديما في انتخابات عام 2006 وفازت في قيادة أكبر حزب بعد حصولها على 28 مقعدًا في الكنيست مقابل 27 لحزب الليكود بقيادة نتنياهو.

كما ترأست شيلي يحيموفيتش حزب العمل وخاضت الانتخابات ضد بنيامين نتنياهو في 2010، في حين كان ميرتس هو أكبر حزب نسائي في تاريخ “إسرائيل”، إذ قادته الراحلة شولاميت ألوني، وزهافا غال أون، وتمار ساندبرج، واستطعن التأثير على الخطاب العام في “إسرائيل” في مجال حقوق الإنسان والعلاقة بين الدين والدولة. (2)

في عام 2014، تضمن تقرير مراقب الدولة انتقادًا حادًا لعلاقة انخفاض تمثيل النساء كلما زادت أهمية المناصب، إذ تغيّب النساء عن تقلد المناصب الإدارية في الوزارات المختلفة، ويغبن بالمطلق عن المراكز الإدارية في وزارتي الأمن والأديان، ولا يوجد نساء في المراكز الإدارية ضمن المستشفيات الحكومية.

اقرأ أيضًا.. تسيفي ليفني: حرباء السياسة الإسرائيلية

كما أن هذه الظاهرة العكسية مثيرة للاهتمام في المجال الأكاديمي، فمع ارتفاع المستوى الأكاديمي تنخفض نسبة تمثيل النساء، وقد وُجد أيضًا أن أربع مؤسسات أكاديمية من أصل خمس تم فحصها بين عامي 2009 – 2011، كانت برؤساء رجال فقط، باستثناء جامعة بن غوريون والجامعة العبرية في القدس. (3)

النساء في الجيش

مع إنشاء الجيش الإسرائيلي وتفكيك الحركات السرية عام 1948، تقرر تجنيد النساء بموجب قانون التجنيد الإلزامي، وهو إجراء استثنائي ناشئ عن الافتقار إلى القوى البشرية الكافية، والذي جاء تماشيًا مع خطاب بن غوريون المتضمن لمصطلح “جيش الشعب”. 

مع مرور الوقت لاسيما في العقود الأخيرة، دخل مفهوم المساواة أيضًا في المعادلة وتم فتح المزيد من الأدوار والرتب للنساء، ورغم أن الاعتبارين الأولين قد يختلفان وفقًا لوجهات نظر واحتياجات الجيش المختلفة، فلا شك أن الاعتبار الجندري وقيمة المساواة هما موضوعان يتم طرحهما في النقاش حول مسألة تجنيد النساء في هذا الوقت.

ويعتبر الجيش الإسرائيلي هو الجيش الوحيد في العالم الذي يفرض الخدمة الإجبارية على النساء منذ عام 1948، كما أن الحديث عن النساء في السياسة الإسرائيلية وتقلدهم المناصب والدخول للوحدات المختلفة في الجيش بدأ بعد الالتماس الذي قدمته أليس ميلر خلال فترة منتصف التسعينات حين رُفض طلبها للالتحاق بالقوات الجوية.

قرار المحكمة العليا

 وجاء قرار المحكمة العليا لصالح ميلر وبذلك كسرت الاحتكار الذكوري للمناصب والوحدات المحرمة على النساء في الجيش الإسرائيلي، وفتحت الطريق للنساء إلى الوحدات والمناصب العسكرية.

 ومنذ التماس ميلر، وبعد صدور قرار محكمة العدل العليا، تم إقرار تعديل قانون الخدمة العسكرية، الذي ينصّ على أن لكل امرأة الحق المساوي للرجل في أداء أي دور في الخدمة العسكرية، بغض النظر عن طبيعة المنصب.

كان أول منصب يتم فتحه للخدمة النسائية هو الطيران، وبعد ذلك تم فتح 14 دورًا بشكل تدريجي مثل: القبطان، ومقاتلي حرس الحدود، والمقاتلات المضادة للطائرات، والجنود المقاتلين في كتيبة كاراكال، والمقاتلين المحمولين جوًا.

وفي عام 2004، تم إنشاء أول كتيبة مشاة مختلطة، ومنذ ذلك الحين ارتفعت نسبة الوحدات العسكرية المفتوحة للنساء، قبل ذلك وفي الثمانينات كانت نسبة المهن والوحدات المفتوحة أمام النساء هي 55% وفي عام 1995 بلغت 73% ومنذ عام 2012 وصلت النسبة إلى 92% من وحدات الجيش الإسرائيلي.

أمّا في عام 2011، تم تعيين أول لواء امرأة وهي أورنا بربباي، وفي 2016 وصلت امرأة إلى منصب مستشارة رئيس هيئة الأركان لشؤون المرأة، وفي 2018 تم تعيين امرأة كقائدة فيلق الطيران العسكري. (4)

المصادر :

(1) المركز الإسرائيلي للديمقراطية : https://bit.ly/2jjzRfz
(2) يديعوت أحرنوت : https://bit.ly/2GnKhXz
(3) يديعوت أحرنوت : https://bit.ly/2YdFeTP
(4) المركز الإسرائيلي للديمقراطية : https://bit.ly/2GkFvf3

 

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

A post shared by العسّاس (@alassasnet) on