مقدمة العسّاس | “حماس تقول الحقيقة”

على مدار 11 يومًا، صعّد الاحتلال من اعتداءاته على قطاع غزة، مستهدفًا المدنيين العزل والبنى التحتية لمنطقة محاصرة منذ أكثر من 13 عامًا، ومع قرار وقف إطلاق النار، خرج العديد من السياسيين الإسرائيليين البارزين لينتقدوا العملية، مؤكدين أنها لم تحقق أهدافها المُعلنة، على عكس ما يروج رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير الأمن غانتس.

هذه المادة ترصد أهم ردود فعل السياسيين الإسرائيليين حول قرار وقف العدوان على قطاع غزة، ما بين انتقادات واسعة لنتنياهو وغانتس اللذين يدافعان عن “إجازات” العملية التي أداروها.

إعداد العسّاس |

في تمام الساعة الثانية عشر من 21 مايو أيار الجاري، بدأ سريان مفعول اتفاقية وقف إطلاق النار بين حماس و”إسرائيل”، وذلك بعدما أعلنت لجنة الوزراء لشؤون الأمن القوميّ، موافقتها للشروط الّتي نصّتها حماس عليها بوساطة مصريّ، ووقف حملة “شومير هحوموت” المُسماه “حارس الأسوار”. (1)

تنصّ الاتفاقية على وقف إطلاق النار وتهدئة الأمور، وليس على أيّ شروط أخرى، غير التزام الطرفين بـ “التهدئة مقابل التهدئة”، بالإضافة لتهديد حماس، بإبقاء يديها على الزناد، في حال إخلاف “إسرائيل” بوعدها.

وأدى قرار الحكومة الإسرائيليّة هذا لانتقادات واسعة من قبل أعضاء جميع التيارات في الكنيست، ولم يدعمه سوى وزير الأمن ورئيس الحكومة، كونهما المسؤولين المباشرين عن العملية. (2)(1)

وفي تعليق عضو الكنيست عن حزب كحول لافان، ووزير الأمن الإسرائيليّ، بني غانتس على الاتفاقية، قال: “أطلب تشجيع قوى الأمن والجيش التي حققت أهدافًا غير مسبوقة في مجابهة تنظيمات الإرهاب في قطاع غزة على مدار 11 يومًا “.

وأضاف غانتس: “سوف يواصل جهاز الأمن جاهزيّته للدفاع عن مواطني “إسرائيل”، وقوى الأمن والجيش تنتشر في الميدان، متأهبة للدفاع والهجوم، وواقع الميدان هو الذي سيحدّد كيفية الاستمرار”. (1)

“حماس تقول الحقيقة”:

أمّا عضو الكنيست المتطرف، ايتمار بين جفير، في مقابلة له عبر إذاعة راديو 103 إف إم، انتقد قرار وتصرّف الحكومة بشدّة قائلا: “هذا خزيّ وعار، أعتقد أنّ وقف إطلاق النار يبصق في وجوه سكّان غلاف غزّة”.

وشرح عن زيارته لمنطقة الغلاف في الأسبوع الماضي واقتبس من أقوال الناس “نحن مستعدّون أن نعاني، أن نتواجد في الملاجئ بقدر الحاجة، فقط على الجيش الإسرائيليّ أن يقوم بعمله (…) مع أسفي، هناك من أوقف للجيش عمله”.

وهاجم بين جفير القرار قائلًا: “إنهاء حملة قبل إسقاط حكم حماس، يعني هدنة مؤقتة لتسليح تنظيم هدفه لا يتغير: “محو دولة “إسرائيل”. كما أنّه غرّد على حسابه في تويتر: “وقف إطلاق نار كهذا هو خضوع للإرهاب، ضعف وتسليم لسكّان الجنوب لأتباع حماس، على رئيس الحكومة أن يفهم أننا لن ندعمه بكلّ ثمن”. (3)(2)

ليس هذا فحسب، بل أعرب العديد من أعضاء الكنيست من حزب العمل عن موقفهم من القرار بوقف النار باستياء واضح، بادّعاء أنّ الحملة كانت لصالح نتنياهو ولم تخرج “إسرائيل” منها بإنجازات حقيقيّة.

إقرأ أيضًا.. تطوّر القدرات الصاروخية أم فشل القبة الحديدية؟

وتساءلت، ميراف مياخائيلي، رئيسة الحزب: “ما هي إذا غاية الحملة؟ وقف إطلاق النار؟ تحقيق التهدئة؟ ما الذي سوف يفعل بالتهدئة؟ نتنياهو سوف يحوّل المال مرة أخرى ليتسنّى لحماس الحصول على صواريخ أخرى تطلقها علينا في الجولة القادمة؟”.

وأضافت: “حان الوقت لوقف الإنكار: الجيش الإسرائيلي يعمل لمهنيّة، الجمهور يُظهر مناعة وصمود، نتنياهو يستعمل كل ما سبق لتقوية حماس وتقوية نفسه”. (4)

بدوره، قال عضو الليكود السابق ورئيس حزب تكفاه حدشاه، جدعون ساعر، إن “وقف عمل “إسرائيل” العسكري دون فرض أيّ قيود على تعاظم قوّة حماس وتسليحها، ودون إرجاع الجنود والمدنيّين المأسورين في غزة، هو فشل دوليّ سوف ندفع ثمنه مع الفوائد مستقبلا”. (5)

بينما قال رئيس الائتلاف المقرب من نتنياهو، عضو الكنيست، ميكي زوهر: “القانون الساري على سكّان الجنوب وغلاف غزّة، نفسه سار على تل أبيب”.

في حين قال نائب وزير الأمن الداخليّ وعضو من حزب الليكود، جدي يبركان: “وقف إطلاق النار قبل إرجاع “أورون”، “آفرا” وهشام هي جائزة للإرهاب”، في إشارة إلى الجنود والمستوطنين الإسرائيليين الأسرى.

وأضاف: “لحكومة “إسرائيل” التزام أخلاقيّ وقيميّ في ترجيع أبنائنا الآن، وسوف تحرّر “إسرائيل” العديد من “المخرّبين” في المستقبل، إذا لم تنتهز فرضتها الآن”. (5)

من جهته، قال رئيس حزب “هتسيونوت هدتيت” المتطرف، “بتسلئيل سموتريتش”: “أسمع مختلف الأطراف في الدولة ينكرون تقرير حماس بأن اتفاق وقف إطلاق النار منوطا بانسحاب “إسرائيل” بالقدس. وإن كان التقرير كاذب، أنا أتوقّع أن أرى حرم المسجد الأقصى مفتوحا لليهود”. لكن لم يفتح فس اليوم التالي.

وأضاف سموتريتش: “كل شيء آخر يثبت مع الأسف أنّ  “حماس تقول الحقيقة” والمسؤولون في الدولة يكذبون، يختارون الخزيّ ويقبلون الحرب”. (2)

بالإضافة لانتقادات أعضاء الكنسيت للقرار الحكوميّ ورئيس الحكومة، عائلة جولدين باسمها توجّهت بالسؤال عن ابنها “هدار”، الجندي الذي تحتجز حماس جثمانه، إذا كان الاتفاق يشمل تحرير جثمانه.

وقال أبوه: “على نتنياهو أن يتوقف عن اللعب بمشاعر العائلات، ويعيد الجنود، نتنياهو وغانتس ورئيس الأركان العامة في الجيش، أرسلوا أبنائنا ليحاربوا، ولم يعودوا حتى الآن من ساحة الحرب”.

وأنهى تعليقه قائلا: “الاستهزاء بعائلات المحاربين يتعدى كل الحدود، وأحملهم كامل المسؤولية، نحن نريد أجوبة”. (2)

وخلال مؤتمر صحفيّ عقد حول اتفاقية وقف إطلاق النار، بحضور رئيس الحكومة، وزير الأمن الداخليّ ورئيس أركان الجيش، تحدّث فيها نتنياهو عن فخره بحملة “شومير هحوموت”، وعن الإنجازات التي حققتها “إسرائيل” أمام حماس.

واعتبر أنّه غيّر المعادلة ولن يقف ساكتا أمام “تقطير” حماس للصواريخ على “إسرائيل”، مشيرًا إلى إنجازات الحملة: “قمنا بتصفية ما يزيد عن 200 من “المخرّبين”، منهم ما لا يقلّ عن 25 قادة، كما وصفّينا قسما مهما من العمود الفقريّ لحماس وللجهاد”.

وأكمل مهدّدا: “ومن لم تتم تصفيته، يعرف جيدا أنّ يدنا طائلة، وباستطاعتها الوصول له في كل مكان”، وتابع عن انجازات الهجوم: “قمنا بهدم أجزاء كبيرة من البنى التحتيّة والأنفاق.. نسفنا عدة مباني استعملت لتخزين السلاح والصواريخ وكمقرّات لحماس، كل هذا بأقل ضرر للمدنيّين غير المختلطين في الأمر ومع إنذار مسبق لهم، والجيش الإسرائيلي هو الأكثر أخلاقًا في العالم””.

ودافع نتنياهو عن قراره بوقف إطلاق النار، قائلًا: إنه يضع أمن “إسرائيل” على سلّم أولويّاته، وأنهى حديثه بالرد: “ليس كل شيء معروف لدى الجمهور، ولا لدى حماس، ولكنّ حصيلة الإنجازات سوف تكشف فيما بعد، وفي هذه المرحلة أستطيع القول إننا قمنا بعمل بارز ومتجدد”. (6)

lلمصادر:

(1) “إن12”: https://bit.ly/3vpmEpf
(2) “حدري حريديم”: https://bit.ly/3yucDsM
(3) “معاريف”: https://bit.ly/3fF6YYb
(4) “آيس”: https://bit.ly/3f8dQhx
(5) “سروجيم”: https://bit.ly/34in2df
(6) “جلوبس”: https://bit.ly/2QCfQVS