مقدمة العسّاس |

استطاعت شاشات التلفاز منذُ انتشارها بكثافةٍ عالميّة في أواخر القرن العشرين، أن تُظهر للعالمِ مدى توحّش الاستعمار الصهيونيّ وآلةِ الحرب الإسرائيليّة، وتميّزت أنماط الرأي العالميّ تجاه “إسرائيل” بعدمِ الاستقرار، والتبدّل والتغيّر، في كلّ حربٍ أو مجرزةٍ أو اقتلاع ترتكبه.

وباتت الشاشات مليئة بالدمّ الذي تسفكهُ “إسرائيل” في فترةِ الانتفاضةِ الثانية والحروب التي تشنّها على قطاع غزّة.

لذلك ظهرت الحاجة الملّحة بإطلاقِ قناةٍ إسرائيليّة عالميّة توضّح للعالم، لماذا عليهِ القبول بل ودعم استعمار فلسطين، على يدِ الآلة العسكريّة والمستوطنين اليهود، وعدم إتاحةِ قيام دولة فلسطينيّة على حدودِ الـ 1967 كتسويةٍ على أساس ما يسمّى بـ “الشرعيّة الدوليّة”.

لذلك نهتمّ في كتابةِ هذهِ المادّة التي تعطينا لمحةً أساسيّة حولَ قناة i24 الإسرائيلية ونشأتها وأهدافها، وهي التي تبثّ مضامين استعماريّة صهيونيّة على أساسٍ عالميّ، تبرّر للعالم لماذا يجب قتل آلاف الفلسطينيين في قطاع غزّة، وهدم بيوتهم، وتجارتهم وحياتهم اليوميّة؟

ولماذا عليها استكمال المنظومة العسكريّة في الضفّة الغربيّة؟ بالإضافةِ إلى إنكارها المستمرّ للقوانين والممارسات العنصريّة والانتهاكات اليوميّة لحقوقِ الفلسطينيين داخل “إسرائيل”؟

 

View this post on Instagram

 

A post shared by العسّاس (@alassasnet)

إعداد العسّاس | i24

تأسست قناة i24 وإدارتها من قبل المسؤول التنفيذي السابق في قناة “فرانس 24” (France 24) فرانك مالول، وبتمويل من رجل الأعمال الفرنسي اليهودي باتريك دراهي، الذي يمتلك أيضًا من بين شركات أخرى قناة “هوت” (HOT). تُبث القناة بثلاثِ لغات في آنٍ واحد؛ الإنجليزية والفرنسية والعربية، بناءً على نموذج قناة France 24 الفرنسية.

 وتوظف المحطة حوالي 150 صحفيًا، معظمهم في “إسرائيل” وبعضهم يتمركز في أماكن مختلفة حول العالم.

وتُذاع القنوات، في مختلفِ الدول الأوروبيّة مثل فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ وسويسرا وإسبانيا والبرتغال وبولندا، إضافة إلى دولٍ أفريقية مختلفة.

ويتم بث القناة أيضًا عبر عدد من الأقمار الصناعية التي تغطي أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء معيّنة من آسيا. (1)

وتم إنشاء قاعدة القناة في لوكسمبورغ، في الوقت نفسه، تم بناء الاستوديوهات في ميناء يافا؛ وهي ثلاث استوديوهات تقف على واجهة بحرية، وستخدم ما هو في الواقع ثلاث قنوات: الإنجليزية والفرنسية والعربية.

كما تصل تغطية القناة جميع الدول العربية وكندا ومعظم دول أوروبا وآسيا وأفريقيا، وستبدأ قريبًا البث في الولايات المتحدة، أمّا “إسرائيل” يمكن مشاهدتها فقط على الموقع.

اقرأ أيضًا.. آلة نتنياهو الإعلامية: غزو الخليج

إحدى المواضيع التي وضعها ديفيد أمسالم، وزير الاتصالات الإسرائيلي السابق، على مكتبه وأجندتهِ، الدفع قدمًا قانونيًا بالمحطّات التي تتماهى مع اليمين في “إسرائيل”، وإتاحة فرصة لجعلها أيضًا باللغةِ العبريّة والسماح لـ دراهي بتأسيس قناة إخبارية باللغة العبرية تُبث من “إسرائيل”.

وتصنّف القناة نفسها على يمين الخارطة السياسيّة الإسرائيليّة، وتعمل على ترويج الرواية الإسرائيليّة بشكلٍ واضح، وفقدانٍ للموضوعيّة والحياديّة.

وحاجة قناة “i24” الإخبارية، إلى إسنادِ الوزير بسبب متطلّبات تشريعيّة، بموجبِ قانون الاتصالات، حيثُ أنه لا يُسمح لمالكي النظام الأساسيّ متعدّد القنوات “HOT” بامتلاك قناة إخبارية إضافيّة.

وفي أيّار/ مايو 2017، وافق الكنيست على مشروع قانون وقّعه أكثر من 40 عضوًا في الكنيست، من اليمين واليسار، يعتبر تشريعيًا خاصًا أتاح تحميل القنوات الأجنبية على منصّة “HOT” مما يتيح للقناة الوصول إلى الجمهور الإسرائيليّ أيضًا.

بينما أعلن مؤسس القناة مالول أيضًا أن الوجهة التالية هي قناة عربية في “إسرائيل”.

بينما كما أعرب الرئيس السابق لمجلس الكابلات والأقمار الصناعية، يفعات بن هاي سيغيف، عن دعمه لتغيير التشريع الذي من شأنه أن يجعل من الممكن تحميل قناة باللغة العبرية.

ويعد هذا تغييرًا مهمًا في التشريع منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، الذي تم تصميمه لمنع الرأسماليين من التحكم في الوعي من خلال الاحتفاظ بقناة إخبارية. (2)

خلال العدوان على غزة عام 2014، وصفت القناة نفسها بأنها “القبة الحديدية أمام الصحافة العالمية”.

 وفي شهر حزيران/ يونيو 2021، وقعت ( i24NEWS) سلسلة من اتفاقيات التعاون مع الشركات الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والقناة متاحة حاليًا للعرض في الإمارات، من خلال اثنين من مزودي المحتوى الرئيسيين.

 أمّا من وجهة نظر ملول، فإن القناة ستنافس على بثّ معدّ لشرق أوسط جديد، ومعدّة كذلك لنقل “الصورة الحقيقية والرائعة لكارهي “إسرائيل” وليس لمواطنيها”.

الشبكة لديها حوالي 400 موظف، بما في ذلك أكثر من 200 صحفي حول العالم.

ومنذ إطلاقها في تموز/ يوليو 2013، توسعت القناة وأنشأت المزيد من الاستوديوهات في باريس ولوس أنجلوس وواشنطن، وقبل حوالي عام أطلقت استوديوهات في تايمز سكوير بنيويورك.

كما تُبث القناة الأخبار على مدار 24 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع، ويتكوّن جدول البثّ من ملفيّن في أوقات الذروة: الأوّل أوروبيّ وشرق أوسطيّ والثاني أمريكيّ.

القناة مُتاحة اليوم لعشرات الملايين من الأسر حول العالم من خلال شركات الكابلات والأقمار الصناعية. (3)

المصادر:

(1) “ويكيبيديا”: https://bit.ly/3DfEfnp
(2) “ذي ماركر”: https://bit.ly/3otp57B
(3) “واللا”: https://bit.ly/3ndmM9v