ترجمة العساس | الصحف الصهيونية الناطقة بالعربية ، بادرت الحركة الصهيونية قبل تسعة عقود اعتمادًا على القسم العربي فيها برئاسة “حاييم كلافيرسكي“، بتقديم الرشاوى لصحفيين عرب محاولين شراءهم من أجل الفوز بتغطية صحفية إيجابية، لكن ذلك لم يحقق أي نجاح.
ففي نهاية شهر أكتوبر من عام 1930، بعد أحداث مختلفة غذّت حالة العداء بين العرب الفلسطينيين واليهود، صاغت اللجنة العليا للوكالة الصهيونية بالشراكة مع اللجنة الوطنية برنامج “تطوير العلاقات العربية-اليهودية” السرّي.
بداية الصحف الصهيونية الناطقة بالعربية
وذكر أن أحد البنود المركزية في الجلسة كان “الدعاية والعمل في الصحافة العربية”، والذي أفضت مناقشتها إلى العملي وفق توجهين. أولاً، نشر صحيفة عربية يومية تصدر عن السلطات اليهودية بجودة عالية وتحمل الطابع اليهودي. وثانياً تعزيز محاولات السيطرة على الصحف العربية القائمة بضخ محتوى داعم لأهداف اليهود.
في مقال صدر عن “يعكوف روئي” قال الباحث، إنه من أجل فهم قلق ناشطي الحركة الصهيونية يجب الأخذ بالحسبان أن المجتمع الفلسطيني المحلي بنظرهم كان يتأثر جدًا بالكلمة المكتوبة، وذلك لكونهم ترعرعوا على ثقافة تعطي الكلمة قوة وسلطة شبيهة بالسلطة الدينية.
وعليه، بحسب ناشطي الوكالة الصهيونية فإن العرب الفلسطينيين قد تبنوا حالة العداء مع الشعب اليهودي نتيجة لقراءتهم للمقالات العربية التي حذرت من الخطر الصهيوني. وفي عام 1910 قرر المكتب “الإسرائيلي–القُطري” وهو الجهاز التنفيذي “للهستدروت” (النقابة) الصهيونية، أن يتتبع عن كثب الصحافة العربية ويقوم بالرد على ما يُكتب فيها من مقالات ضد الصهيونية.
وفي شهر فبراير 1911 عقد اجتماع لأمناء ورجال أعمال في يافا تحت عنوان “تضخم الحراك ضد الحركة الصهيونية واليهود في البلاد”. وفي نهاية الجلسة صدر قرار بالكتابة في الصحف العربية ضد المقالات التي تُنشر وتحرض على اليهود، للاستفادة من كون العرب يقرؤون الصحف العربية.
لجنة تقصّي الصحف العربية
وفي هذا الصدد أقام المركز “الإسرائيلي–القُطري” لجنة تتقصى الصحف العربية وتتابعها عن كثب كي تكتب مقالات ردًا عليها لصالح الشعب اليهودي. وفي عام 1912 طلب “أرتور روبين” من رئيس “الهستدروت” الصهيونية في أمريكا تمويلاً للجنة الصحافة وفصل الغرض من وراء التمويل: شراء صحف وقراءتها، ترجمة ما يُكتب وكتابة مقالات بالعربية، دعم بعض الصحف العربية على شكل انتساب. وهنا يُذكر أن بعض الصحفيين العرب-اليهود أمثال “نسيم ملول” و “أهارون ماني” كتبوا مقالات نُشرت في صحف عربية حتى قبل تجنيدهم للعمل مع اللجنة بشكل مُنظم.
وظهر اقتراح إنشاء صحيفة صهيونية باللغة العربية قبل أن تتكون اللجنة. ففي عام 1909 كُتب في صحيفة “هحروت”: “يجب إنشاء صحيفة عربية كُبرى ومهمة، يُشارك ويكتب فيها خيرة الصحفيين اليهود الذي يكتبون بالعربية، في هذه الصحيفة سيتم تسليط الضوء على الحياة في “أرض إسرائيل”، ويمكن الرد على أية خطر. وهذا ما فعلته صحيفة “هحروت” بعد سنوات.
ويذكر أنه كانت هناك مخاوف من أن يعود إنشاء صحيفة عربية صهيونية بالضرر على الحركة وأن يجعل العرب أكثر عدائية تجاهها. وعليه نشرت مقالات توضح معارضة البعض لإصدار هذا النوع من الصحف، قائلين إن هذه الحلول كالحل الدبلوماسي، لا تقدم شيئاً.
وعليه، بدأت اللجنة في البحث عن قنوات شعبية لتمرير رسائل حول موضوع الصحف من خلالها ولتشكيل جمهور عربي داعم لها. فضمّت الخطة التوجه إلى “الأفندي”، أي للمثقفين في المقاهي، لكون التأثير عليها له مكاسب ولأن رفضهم للمشروع الصهيوني كان عميقًا جدًا.
في عام 1913 تلقت اللجنة تمويلًا بقيمة 15 ألف فرنك من البارون أدموند روتشيلد للعمل في مجال الصحف العربية، وظهرت مرة أخرى الاقتراحات التي تفيد بشراء إعلانات في الصحف العربية لتمرير رسائل صهيونية، بالإضافة إلى شراء صُحف وصحفيين ورشوتهم.
المصدر : http://www.globes.co.il/news/article.aspx?did=1000164213