مقدمة العسّاس | اتفاق كامب ديفيد

قبل 43 عاما، في 17 سبتمبر/أيلول 1978 أبرم الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن برعاية الولايات المتحدة اتفاقية كامب ديفيد التي هيأت للتوقيع بعد ستة أشهر على أول معاهدة سلام بين “إسرائيل” ودولة عربية، لكن ما هي التنازلات التي قدمتها مصر؟ وما علاقة العراق وسوريا؟ 

هذه المادة تتحدث عن أخطاء كبيرة ارتكبتها مصر خلال التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي قبيل توقيع اتفاقية كامب ديفيد.

إعداد العسّاس | عن ماذا تنازلت مصر في اتفاق كامب ديفيد ؟

كشفت مذكرات مائير روزين، المستشار القضائي لوزارة الخارجية والمستشار القضائي الذي تابع كل الإجراءات والمستندات القانونية في اتفاق كامب ديفيد، اتفاق السلام بين مصر و”إسرائيل” المُوقع عام 1977، عن تنازلات مصرية كبير من قبل الرئيس أنور السادات من أجل توقيع الاتفاق، مقابل انسحاب “إسرائيل” من سيناء وتفكيك البؤر الاستيطانية فيها.

وجاء في مذكرات روزين أن مفاوضات حثيثة وصعبة جرت مع الجانب المصري حول أولوية الاتفاق مع “إسرائيل” وتفضيله على معاهدات الدفاع المشترك مع دول عربية شقيقة مثل سوريا والعراق، إذ كانت مصر قد وقعت اتفاقيات دفاع مشترك مع سوريا والعراق ودول عربية أخرى، لكن “إسرائيل” ركزت على هاتين الدولتين باعتبارهن الأشد عداوة لها في حينه واللتان تملكان مقومات وجيوش جاهزة للحرب.

ومن أجل تفادي فتح جبهة جديدة في حال نشبت الحرب بين “إسرائيل” وإحداهن، أصرت “إسرائيل” على وضع بند في معاهدة السلام مع مصر، التي وقعت في كامب ديفيد، ينص على أنه “في حال حصل تناقض بين معاهدة السلام مع “إسرائيل” وأي اتفاقية سبق لمصر أن وقعتها، فالأفضلية تكون لصالح معاهدة كامب ديفيد”، أي أنه في حال قررت إحدى الدول العربية فتح حرب مع “إسرائيل” لا يمكن لمصر المشاركة فيها.

والتنازل الثاني كان، بحسب مذكرات روزين، عن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من هضبة الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة، والالتزام بإقامة دولة فلسطينية مستقلة أو منح الفلسطينيين حكمًا ذاتيَا على الأقل في هذه المناطق.

وكتب روزين أنه بعد الاتفاق على كل البنود وبدء تجهيز المستندات للتوقيع، أدخل المصريون بندًا في وثائقهم يجبر “إسرائيل” على الالتزام بالانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967، ومنحهم حكمًا ذاتيًا.

وقوبل هذا البند برفض إسرائيلي شديد، بلغ حد إلغاء الاتفاق وانفجار مفاوضات السلام بين الوفدين، وبعد تدخل الوفد الأميركي والرئيس الأميركي في حينه، جيمي كارتر، تنازلت مصر عن هذا البند.

واعترف روزين في مذكراته أن “إسرائيل” ندمت بعد سنوات على أنها لم تدخل بندًا في الاتفاق يلزم مصر بعدم مهاجمة “إسرائيل” علنًا في الإعلام وفي الأمم المتحدة وعدم تربية الأجيال المصرية على كره “إسرائيل” ومعاداتها وتنظيم حملات إعلامية موجهة ضدها.

وأضاف أن ذلك يأتي لأنه “من غير الممكن أن تعلن السلام مع دولة تبدي العداء في الإعلام والأمم المتحدة وتدير معك علاقات دبلوماسية وتجارية وعسكرية بشكل رسمي وتربي أبناءها على معاداتك”.

اقرأ أيضًا.. خفايا كامب ديفيد.. باراك يتحدث

المصادر:

(1) “هآرتس”: https://bit.ly/39eIjXE