في “إسرائيل”، وفي قسم من المؤسسة اليهودية، هنالك فكرة شائعة تصوّر “إسرائيل” عالميًا بأنها دولة رجولية، دينية، قاسية، خطيرة وذكورية، وتربط اسمها دائمًا بالصراعات والحروب. هذه الصورة وصعوباتها في الساحة الدبلوماسية نابعة من فشل في هسبراه .
تحليل استراتيجيات الهسبراه وطرق تطبيقها
– المركب الأول؛ إدارة وتنسيق الرسائل: حيث يتوجب ضمان تقديم رسائل موحّدة ومتماسكة من الأجسام الفاعلة في ساحة الهسبراه سواءً في الأوضاع العادية أو في حالات الطوارئ. لقد تمّ الإقرار على ضرورة إقامة وإدارة آلية تنسيق وتحديد أكثر لرؤية الهسبراه العامة؛ وفقًا لهذا القرار، أقدمت الحكومة على إقامة تنظيم هسبراه قومي في مكتب رئيس الحكومة، يديره “مكتب الهسبراه القومي”، والذي يقع على عاتقه التنسيق بين مركبات الهسبراه في دولة “إسرائيل”، من أجل تنفيذ سياسات هسبراه موثوقة، موحدة ومتّسقة. يشترك في هذا التنظيم كلٌّ من: رئيس مكتب الهسبراه القومي، المتحدث باسم الجيش، المتحدث باسم الشرطة، ممثّل الوزارة الخارجية للهسبراه، المتحدثون باسم الوزارات الخارجية، الأمن والأمن الداخلي، المستشارون الإعلاميون في هذه المكاتب والوزارات ومكتب الصحافة الحكومي.
– المركب الثاني؛ هسبراه غير رسميّة: تضمّ ممثلين غير رسميين إلى جانب الممثلين الرسميين. تطبق “إسرائيل” هذا لمبدأ من خلال إقامة منظمات في دول مختلفة من العالم، هدفها تمرير رسائل الهسبراه عبر “مسار غير مباشر”، ودون التعاطف معها بشكل رسميّ. لقد طوّرت حكومة “إسرائيل” في السنوات الأخيرة العديد من المشاريع في سبيل تجنيد مواطني “إسرائيل” وشبان يهود وغير يهود، من جميع أنحاء العالم، في سبيل تمرير رسائل الهسبراه إلى بيئتهم القريبة.
مشاريع هسبراه
في سبيل تعظيم إمكانيات الهسبراه لدى مواطني “إسرائيل”، طوّر مكتب الهسبراه مشروعين اثنين، الأول هو مشروع “جميعنا سفراء”، والذي يدرب المتحدثين بلغات أجنبية في “إسرائيل” على الظهور في الإعلام الخارجيّ خلال حالات الطوارئ والأحداث الخاصّة. المشروع الآخر هو “نفسّر “إسرائيل””، وهو عبارة عن موقع إنترنت مُعَدّ لتعزيز أثر الهسبراه على السكان الذين يخرجون من “إسرائيل”، وتطوير مهاراتهم الحوارية.
بالإضافة إلى هذه المشاريع، تستثمر “إسرائيل” موارد كثيرة لتطوير وكلاء الهسبراه لدى الطلاب اليهود في خارج البلاد؛ نذكر من ذلك تنظيم أحداث ثقافية إسرائيلية في الجامعات الأمريكية، واجتذاب طلاب أمريكيين إلى “إسرائيل”، بالإضافة للسعي المستمر إلى تقوية الدروس المتعلقة بـ “إسرائيل” في جميع أنحاء العالم.
اقرأ أيضًا.. منظمات الدعاية.. جيش “إسرائيل” الحقيقي
– المركب الثالث؛ التعاون: حيث يجب التقليل من استخدام الادعاءات، التبريرات، الشكاوى والتهديدات، في مقابل التركيز على التعاون من أجل تعزيز جاذبية “إسرائيل” وصورتها العامة الإيجابية.
في عام 2010، قررت وزارة الداخلية زيادة ميزانية التسويق للهسبراه من أربعين مليونًا، يُستخدم عشرة ملايين منها فقط من أجل التسويق ، إلى مئة مليون شيقل وهو مبلغ غير مسبوق ومعدّ بأكمله للتسويق والهسبراه. لقد تمّ الإقرار على أن يتمحور هذا المشروع حول الإنترنت، وبخاصّة المواقع الاجتماعية.
وتشارك أجسام الهسبراه الحكومية في الدولة في مشاريع أخرى، هدفها المعلن هو تعزيز الصورة العامة الإيجابية للدولة في جميع أنحاء العالم، وخلق حالة من التضامن مع قيمها. ينظّم مكتب الهسبراه، بالتعاون مع المركز متعدد المجالات في هرتسليا، مؤتمرًا سنويًا لإعلاميين وصحفيين مرموقين من أوروبا، يهدف إلى تأسيس علاقات وثيقة. كما يشارك مكتب الهسبراه، بالتعاون مع مؤسسات حكومية وغير حكومية في البلاد وخارجها في مشاريع تشمل إصدار موكب التحية السنوي في نيويورك.
شراكة طويلة الأمد
– المركب الرابع؛ شراكة طويلة المدى: ويسعى لتطوير استراتيجية لشراكة طويلة الأمد مع شركاء من الوسط الخاصّ، يلتقون مع التنظيم في أهدافه. واحدة من القرارات المشابهة كانت توطيد العلاقات مع مؤسسات يهودية في الشتات ومع مجموعات يهودية مركزية في جميع أنحاء العالم. ويقيم منتدى الهسبراه القومي “طاولة مستديرة”، مرة كل شهرين، مع ممثلين من مختلف المؤسسات اليهودية في الشتات، في سبيل تنظيم الشراكة بينهم وتعزيز أهداف الهسبراه الإسرائيلية.
– المركب الخامس؛ تطوير وتطبيق استراتيجية الإعلام متعدد الأبعاد: والتي تعمل في كلٍّ من الإعلام التقليدي والجديد. لقد طوّر التنظيم الإسرائيلي استراتيجية إعلام جديدة تملك مواصفات مركزية عدّة:
- تطوير كبير لآلية التنسيق والإعلام اليومي مع ممثلي الإعلام الأجنبي وما وراء البحار.
- تحديد توزيع واضح للعمل بين: أجهزة الهسبراه الداخلية والخارجية، وبين مكتب الهسبراه القومي ووزارة الخارجية، كما وتقع على عاتقهم مسؤولية إقامة تدريبات حكومية ثابتة لممثلي الإعلام المحلي والأجنبي في إسرائيل.
- تطوير قنوات إعلام مع العالم العربي- الإسلامي؛ حيث تمّ تحسين مدى البثّ لقنوات التلفاز باللغة العربية، وزيادة ساعات البثّ.
- استخدام واسع ومنظّم للإعلام الجديد وزيادة الحضور في المواقع. حيث يوجد حسابات فيسبوك، تويتر، يوتيوب وفليكر لغالبية أجسام الهسبراه الرسمية في “إسرائيل”. وبالإضافة لوجود حساب فيسبوك رسمي لوزارة الخارجية، يوجد صفحات فيسبوكية لما يقارب مائة سفارة دبلوماسية في جميع إنحاء العالم، باللغات الرّسمية المعمول بها، يدوّن من خلالها عشرات الدبلوماسيين.
– المركب السادس؛ الديناميكية: من المهم خلق آلية ديناميكية لإدارة الرسائل وملاءمتها للأوضاع المتغيرة، والتركيز على ردود الفعل الفورية للأحداث التي قد تمسّ بشكل كبير صورة الدولة. في تنظيم الهسبراه القومي، تمّ تطوير آلية لجعل رسائل الهسبراه ملائمة للتطورات في الساحات الداخلية والخارجية. وقد تمّ التركيز بشكل خاصّ على توزيع المسؤوليات في حالات الطوارئ؛ نتيجة لذلك، تمّ تقسيم المهام بين تنظيم الهسبراه الداخليّ والخارجيّ، مع إقامة تدريبات حكوميّة ثابتة، في حالات الطوارئ وفي الأيام العادية، للإعلام المحليّ والأجنبيّ، في “إسرائيل” والخارج. هذا بالإضافة إلى مراقبة المدوّنات والصفحات المعارضة لـ “إسرائيل”.
– المركب السابع؛ الاستهداف الاستراتيجي: من الضروري التركيز على جمهور استراتيجي فقط، سواء في اختيار الدول المستهدفة التي سيُستثمر من أجلها مجهود الهسبراه، أو في اختيار الشخصيات المهمة في الدول المستهدفة. تمثّل ذلك في توجيه مشاريع وزارة الخارجية ومكتب الهسبراه للنخبة التجارية، الأكاديمية والإعلامية في خارج البلاد.
- الهسبراه هي كلمة عبرية تعني “الشرح”.
رابط المصدر: