مقدمة العسّاس | يوم “القدس العبري”

منذ شهور تتجهز وتحشد المنظمات الصهيونية والمستوطنون لـ “الاقتحام الكبير” للأقصى في يوم 28 رمضان، الذي سيرافق الاحتفال بما يسمى “يوم توحيد القدس” حسب التقويم العبري.

فما هو هذا اليوم؟ وما هي دلالاته التي يحاول الاحتلال تلفيقها للتاريخ؟

هذه المادة تتحدث عن يوم “القدس العبري” أو يوم “توحيد القدس”، الذي يرافقه سنويًا اقتحامات انتهاكات كبيرة للقدس والأقصى.

إعداد العسّاس |

يوم القدس العبري

يحتفل اليهود سنويًا بـ “يوم القدس” بحسب التقويم العبري الموافق في حينه يوم 5 يونيو/حزيران، الذي يشير إلى التاريخ الذي احتلت فيه القوات الإسرائيلية مدينة القدس بالكامل خلال حرب الأيام الستة عام 1967، وكانت تحت السيادة الأردنية، وحينها فرضت سيادتها على جميع أحيائها، الشرقية والغربية.

في كل عام، يُحيي المستوطنون هذا اليوم بعدد من الأحداث والمناسبات، إذ يقيمون مسيرة احتفالية قبل يومين من الذكرى تحت عنوان “الاستيطان يحيي القدس”، ويشارك فيه الآلاف معظمهم من نشطاء الاستيطان ومن يعيشون في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة.

وفي ليلة ويوم الذكرى، يقيم الحاخامات جلسات في الكنس والمناطق الدينية بمشاركة منتخبي جمهور (مثل السياسيين وأعضاء الكنيست)، في حين تنظم وقفات وطقوس إحياء لذكرى الذين سقطوا خلال هذه المعارك، خاصة عند النصب التذكاري في منطقة “جفعات هتحموشيت” (بين الشيخ جراح والتلة الفرنسية)، التي شهدت أصعب المعارك.

أما الحدث المركزي في هذا اليوم فهو “رقصة الأعلام”، التي تقام في ساعات بعد الظهر ويشارك فيها عشرات آلاف المستوطنين، معظمهم من صغار السن الذين ينقلون بالحافلات للقدس، من أجل المشاركة في الحدث، وينفذون الرقصات الاستفزازية. (1)

إقرأ أيضًا.. أحداث القدس: تجند للصحافة ضد الفلسطينيين

رقصة الأعلام

رقصة الأعلام هي الحدث الأكثر استفزازًا خلال يوم القدس، إذ يقوم عشرات آلاف المستوطنين بالوصول إلى باب العامود عن طريق شارع يافا والرقص بالأعلام الإسرائيلية احتفالًا باحتلال المدينة، وقد بدأت هذه الاحتفالات في العام 1974، عندما بادر مستوطن يدعى، يهودا حيزني، لإدخال الأغاني والرقصات الاحتفالية للمسيرة، وكانت تقام في المساء.

 لاحقًا تقرر إقامتها في ساعات النهار، وباتت تنظمها جمعية “عام كالفي”، ويترأسها حاخام المستوطنين الراف حاييم دروكمان.

وبعد تنفيذ الرقصة الاستفزازية في باب العامود، يتفرق المستوطنون ليقتحموا البلدة القديمة عند باب العمود، تحت حماية الشرطة وحرس الحدود، وصولًا إلى حائط البراق، حيث يقيمون الرقصة الأخيرة والطقوس الاحتفالية.

في أعوام ما بين 2010 – 2016، منعت الشرطة الإسرائيلية المستوطنين من اقتحام البلدة القديمة من باب الأسباط، بعد مواجهات مع الفلسطينيين ولأسباب أمنية.

بينما كل عام تحصل مواجهات بين المستوطنين وبين الفلسطينيين في القدس في مختلف المناطق، ما يجبر الشرطة على تحويل المسار وفقًا لمقتضيات الظروف. (2)

قوانين يوم القدس

في 27 يونيو/حزيران 1967، صادق الكنيست على ثلاثة مشاريع قوانين قدمتها الحكومة، وهي تعديل قانون صلاحيات البلديات، وقانون لتعديل أمر الحكم والقضاء، وقانون حماية الأماكن المقدسة.

هذه القوانين رسخت فرض السيادة القانونية الإسرائيلية على كل القدس من الناحية القضائية، وعلى أثرها تغيرت حدود المدينة ومنحت “إسرائيل” الفلسطينيين في شرق القدس مكانة قانونية تحت اسم “مقيم دائم”، وحق المشاركة في الانتخابات المحلية دون المشاركة في انتخابات الكنيست.

عام 1968، بتاريخ 12 مايو/أيار، أصدرت الحكومة قرارًا يعتبر التاريخ العبري لاحتلال المدينة هو “عيد القدس”، وشددت على الرابط التاريخي بين المدينة والشعب اليهودي.

ثم في 1980، بعد 13 عامًا من احتلال المدينة، تم سن قانون أساس: القدس عاصمة “إسرائيل”، الذي ينص على أن القدس عاصمة “إسرائيل” ويجب نقل كل السلطات الحاكمة والمكاتب الحكومية إليها.

وكذلك ينص القانون على ضمان حرية العبادة وحماية الأماكن المقدسة لجميع الأديان وحرية الوصول لهذه الأماكن.

أمّا في 23 مارس/آذار 1998، صادق الكنيست على قانون يوم القدس، وتم إعلان يوم القدس عيدًا قوميًا في “إسرائيل” بحسب القانون. (3)

المصادر:

(1) “الكنيست”: https://bit.ly/2RHopyK
(2) “همخلول”: https://bit.ly/3ezstKF
(3) “الكنيست”: https://bit.ly/3o6lV9C