مقدمة المترجم | اعتمد كاتب هذا المقال على تحليل مقابلات للمتحدثين باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي، والتي حاولوا خلالها شرعنة العدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين. يظهر الكاتب أبرز أساليب الحوار المستخدمة من قبل المتحدثين باسم الجيش وطرق تعامل الشخصيات الرسمية وقت الأزمات مع الإعلام العربي.

ترجمة العسّاس | خرج المتحدّثون الإسرائيليون لوسائل الإعلام العربيّة إلى البث في الأزمات، أي في الوقت الذي كانت فيه صورة “إسرائيل” في خطر. إذ حاولوا تعديل هذه الصورة أو منع تعزيز النظرة السلبيّة لها على الأقل. ومن أجل ذلك استخدمت ثلاثة أساليب مركزيّة أثناء الظهور الإعلامي: إنكار الأفعال المنسوبة لـ “إسرائيل” و/أو القاء المسؤوليّة على جهة معادية; ثانياً، التملّص من المسؤوليّة من خلال إبراز الأفعال الاستفزازيّة للخصم; ثالثاً، التقليل من حجم الحدث الهجومي من خلال إظهار معاناة الجانب الاسرائيلي وتكذيب الخصم.

واستخدم المتحدّثون أساليب حوار عدة تهدف لنقل رسائل صارمة بصورة واضحة ومقنعة، دون حاجة للمواجهة والجدال. واحدة من هذه الأساليب كانت توجيه الأسئلة لموجّه الحوار، أي تبديل الأدوار ومحاولة السيطرة على مجرى المقابلة. لقد فعلوا ذلك بالرغم من كون دورهم الأساسي في المقابلة هو الإجابة على الأسئلة، وليس توجيه الأسئلة وإثارة مواضيع معينة. وفي هذا السياق يذكر أن هذا النوع من الأسئلة انقسم إلى قسمين –أسئلة بسيطة وأخرى استنكاريّة.

إلى جانب ذلك، ومن أجل تدعيم أقوالهم استخدم المتحدّثون أسلوباً آخر وهو الإشارة إلى مضامين عرضتها القناة المُستضيفة. وهنا أظهر المتحدّثون الاسرائيليون معرفة واطلاعاً على المضامين الإعلاميّة للقناة واقتبسوا أقوال المراسلين والإعلاميين العاملين فيها، والتي تضمنت في الغالب مواداً يمكن استخدامها لإظهار “إسرائيل” بصورة أكثر إيجابيّة.

إضافة لذلك استخدم أسلوب استعمال مصطلحات وأمثال وكلمات شائعة في الثقافة العربيّة، مثل “أهلًا وسهلًا”، وهي محاولة من قبل المتحدّث الاسرائيلي للتوجّه للجمهور الهدف بلغته. إلى جانب ذلك، في غالبية المقابلات استخدم المتحدّث الإسرائيلي صيغة الجمع، وتحديدًا كلمات مثل “لنا” و”نحن”، للتعبير عن الجمهور الإسرائيلي أجمع، لا الحكومة أو الجيش الذي يتحدث باسمه.

وفي بعض المقابلات استعمل المتحدّثون كلمة “أنتم” بالإشارة إلى القناة المُستضيفة أو وسائل الإعلام العربيّة بصورة عامّة، أو بكلمة “هم” للإشارة “للعدو”. وهنا يذكر أن هذا الأسلوب يقوّي الانقسام بين الأطراف، وبذلك يزيد الصراع بينهما. وفي مقابلات أخرى طلب المتحدّثون نقل رسالة مباشرة إلى “العدو”، لشعبه أو للمشاهدين. وبذلك استغلوا الفرصة بالتوجه إلى “العدو” في ظل عدم وجود قناة رسميّة وطريقة اتصال مباشرة للتفاوض معه.

وفي الوقت الذي شعر فيه المتحدّثون أنّ إجاباتهم قد تمسّ بصورتهم أو بصورة “إسرائيل”، حاولوا التملّص من السؤال، وإعطاء إجابة مزدوجة المعنى أو إجابة جزئيّة أو قاموا بتغيير موضوع الحوار. وفي جزء كبير من المقابلات تجاهل المتحدثّون الإسرائيليون سؤالاً واحداً على الأقل من الأسئلة التي طُرحت عليهم. ومن أجل منع تمييز المشاهدين لمحاولتهم تجاهل السؤال، صرّح المتحدثون في الغالب أن ليست لديهم النيّة بالتملّص أو الهروب من الإجابة وأنهم يتحدثّون بصدق. واستخدموا لهذا الغرض لقباً فخرياً لموجّه الحوار مثل “سيّدي العزيز”، أو خلق تقارب بواسطة استعمال اسمه الشخصيّ.

كما عمل المتحدثون الإسرائيليون على إيصال رسائل هجوميّة ضد الخصم الفلسطيني، وإبراز موقف “إسرائيل” على أنه ثابت، إضافة لإنكار معلومات والهروب من حمل المسؤوليّة ومحاولة من تقليل حجم عدوانيّة الحدث المطروح للنقاش، وكل ذلك دون اللجوء لأي جدال قويّ مع موجّه الحوار.

وتتلخص أساليب المتحدّثين الإسرائيليين في الحوار لوسائل الإعلام العربية، بالتالي: توجيه أسئلة كثيرة ومحرجة إلى موجّه الحوار، استعمال مصطلحات من اللغة العربيّة، استعمال المضامين التي عرضتها القناة، وفي واحدة من المرّات استخدمت صورة خادعة.

المصدر : http://bit.ly/2bbhNjD