مقدمة العساس | مع احتدام المنافسة في الانتخابات الإسرائيلية المقررة في أبريل/ نيسان 2019، تعود الشبهات الجنائية ضدّ نتنياهو في قضية الغواصات إلى الواجهة من جديد، وهذه المرة عبر علاقته مع النظام السياسي المصري الحالي، الذي يلعب دور الوساطة مع قطاع غزة، خلال فترة التصعيد الحالية، وافتتاح السلطات الألمانية تحقيقا حول قضية بيع غواصات متطورة للنظام المصري.

هذا المقال المترجم عن موقع جلوبس، يتحدث عن قضية الغواصات، المتهم فيها نتنياهو منذ 2017، بالموافقة على بيع غواصات متقدمة لمصر.


ترجمة العساس | كشف نتنياهو في مقابلة تلفزيونية على القناة 12 الإسرائيلية، أن “سرًا أمنيًا” يقف في مركز قراره قراره بمنح الألمان إذنًا ببيع غواصات تايسنكروب(Tysenkrupp) المتقدّمة إلى مصر، موضحًا أن طبيعة السر قد أجبرته على حجبه عن المؤسسة الأمنية والجيش، ومشاركته فقط مع رؤساء مجلس الأمن القومي، والمدعي العام وفريقه، أثناء تحقيقهم بالقضية.

لا يهم ما طبيعة السرّ، لكن كل الدلائل تشير إلى ارتباطه بالعلاقة الثلاثية بين “إسرائيل” وألمانيا ومصر، لاسيما خلال فترة الاضطرابات السياسية والأمنية في مصر، حتى قبل الربيع العربي، وعندما كان حسني مبارك رئيسًا، وقعت القاهرة وبرلين اتفاقية بيع غواصتين ألمانيتين تايسنكروب للبحرية المصرية، التي كانت حينها مجرد نوع بسيط نسبيًا.

وحسب التقارير توجهت برلين إلى الحكومة الإسرائيلية، حتى قبل إقالة مبارك من الرئاسة، وحصلت من نتنياهو ومن وزير الأمن إيهود باراك على موافقة شفهية لبيع غواصات إضافية، وبعد ذلك دخلت مصر حالة من عدم اليقين في يونيو 2012، بعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في البلاد، بات واضحًا أن مرسي سيكون رئيسًا لمصر.

في فبراير/ شباط من ذلك العام، بدأ بناء أول غواصتين لمصر، والتي استمرت دون عائق، ووفقا لتقارير بلغت تكلفة الصفقة ما لا يقل عن 900 مليون يورو، بينما في سبتمبر من ذلك العام، ذكرت وسائل الإعلام الألمانية رسميًا، أن النظام المصري الجديد كان مهتمًا بشراء غواصتين أخريين متقدمتين، وأن برلين وافقت على ذلك.

وفي حينها في سبتمبر من ذلك العام، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفان زايبرت، الذي ما زال يشغل منصبه حتى الآن: “هذا لا يغير التزامنا بأمن إسرائيل”، ورفض تأكيد أو نفي الموافقة على الصفقة.

لماذا تبيع ألمانيا غواصات لمصر رغم وجود مرسي والإخوان بالحكم؟

وفقًا لأحد التفسيرات، كان هذا بسبب الرغبة في تقوية الجيش المصري، الذي يعمل كهيئة شبه مستقلة في مصر، بمعنى آخر كان الهدف من صفقة الغواصة المتقدمة هو جلب الأموال إلى الجيش المصري، حيث أجرت “إسرائيل” وألمانيا اتصالات مباشرة مع الرئيس المصري ورئيس الوزراء.

وفقًا لذلك، تم التخطيط للخطوة التالية في الدراما المصرية وهي: انقلاب مضاد قام به الجيش ضد الرئيس مرسي في يوليو 2013، مما أدى إلى إقالته وسجنه وقادة الحركة في مصر، وما حدث بعد تولي الجنرال عبد الفتاح السيسي السلطة يمكن أن يشرح الواقع، من المساعدة العسكرية للجيش المصري تحت حكمه، والعلاقات الأمنية التي توطدت جيّدا مع “إسرائيل”.

فيما بعد، أصبح السيسي شريكًا مهمًا ومربحًا، وأصبحت مصر تحت حكمه  واحدة من أكبر الدول المستوردة للأسلحة الألمانية المتطورة في العالم، مع غواصتين زودت بهما بالفعل، وكذلك حصلت على حوالي 330 صواريخ أرض-جو، وأسلحة خفيفة، وناقلات جند مدرعة وأكثر.

وبلغت صادرات ألمانيا الدفاعية إلى مصر، عام 2017، حوالي 708 مليون يورو، وفي السنوات الخمس الماضية، وزادت صادرات الدفاع الألمانية إلى مصر بنسبة %205، مقارنة بإجمالي الصادرات في السنوات الخمس الماضية، كما أصبحت مصر ثالث أكبر مستورد للأسلحة في العالم، وفقًا لمعهد البحوث السويدي SIPRI، إضافة إلى توقيع صفقة ضخمة بقيمة ثمانية مليارات يورو لبناء توربينات كهربائية من قبل شركة سيمنز الألمانية.

ستايبكروب: جرافتيك – واحدة من مئات الموردين

ردت الشركة الألمانية على الاتهامات التي أثيرت مؤخرًا فيما يتعلق بالربح غير المباشر المحتمل لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من شركة الغواصات من خلال امتلاك أسهم في الشركة التي يسيطر عليها ابن عمه، رجل الأعمال الأمريكي ناتان ميليكوفسكي.

وأوضح المتحدث باسم الشركة: “أن جرافتيك، هي واحدة من مئات شركات التوريد لمواد الصلب  للشركة، ومجمل التعامل معها في نطاق تجاري منخفض مقارنة مع شركاء آخرين”، مضيفًا أنه بعد إجراء تحقيق شامل، “لم تكن جرافتيك على اتصال تجاري مباشر مع القسم البحري للشركة تايسنكروب  (TKMS)، بل أنها تتعامل مع قسم المواد الصلبة التابع للشركة فقط”.

يذكر أن قسم تايسنكروب البحري مسؤول عن تزويد أسطول البحرية الإسرائيلية بالغواصات، وهو أيضًا شريك مع حوض بناء سفن ألماني آخر لبناء أربع سفن حربية إلى “إسرائيل”.

ولا تكمن أهمية تصريح تايسنكروب في إنكار أي صلة بين الشركة التي امتلك بها نتنياهو أسهمًا، وترأسها ميليكوفسكي في ريادتها حتى أغسطس 2015،  ولكنها تكمن في قطع العلاقة بين قرار شراء الغواصات والبوارج والأرباح المستقبلية لشركة جرافتيك(Graptech) .

ومع ذلك، أعلنت الشركة الأمريكية أن تايسنكروب هي “عمليتها الرئيسية”، ولأن القسم البحري هو جزء من الشركة بأكملها، هناك اتصال بين الشركات، وإذا حققت سلطات القانون الإسرائيلية في هذه القضية، فسيتعين عليها فحص مدى أهمية هذه العلاقة.

المصدر:جلوبس
عنوان المادة الأصلي:مثلث العلاقات الألمانية الإسرائيلية المصرية: ماذا يمكن أن نقول عن “السر الأمني” الذي لم يكشفه نتنياهو؟
تاريخ نشر المادة:24.3.2019
رابط المادة:https://bit.ly/2TzwYXS