على مدار شهر مضى من اليوم، حاول “العسّاس” من خلال ملفه الأول المعنون بـ “ما قبل النكبة”، الوقوف عند بعض الجوانب التي توضح الأسس المعرفية اللازمة لفهم حيثيات احتلال فلسطين وتحويل الكيان الاستعماري الذي تمثل بجماعات عمّالية ومنظمات اقتصادية وجماعات ضغط إلى دولة “إسرائيل”.
من خلال الملف، يتضّح الدور الجوهري الذي لعبه كلّ من “حزب العمل” “والصندوق القومي” والحركة الصهيونية، قبل النكبة من أجل تحويل اليهود العاملين والقاطنين في فلسطين من أفراد إلى مجتمع له هوية قوميّة منفصلة، وذلك باستخدام أدوات اقتصادية كفرص العمل ونشر أيديولوجية موحدة لبناء هوية جامعة.
كما يتضّح الخلاف الداخلي الذي نشب بين الحركة الصهيونية والقادة الأوروبيين حول عدة أفكار منها الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتوظيف نفوذ الحركة النازية في أوروبا لدعم هذا الهدف الصهيوني. إلى جانب ذلك، يعرض الملف التغيرات التي طرأت على فكرة “الترانسفير” سواء على مستوى النظرية أو التطبيق، والذي تمثل بتقديم مقترحات مختلفة من قبل لجان دولية، طبّقها بن غوريون بشكل مختلف انتهى بتحويل أكثر من نصف مليون فلسطيني إلى لاجئين ونازحين.
ولا يتجاهل الملف الدور الأساسي الذي أدّاه الانتداب البريطاني تمهيداً لتسليم مفاتيح البلاد للاحتلال الإسرائيلي، بعد أن شارك بتهجير الفلسطينيين وتوفير البيئة التنظيمية والاقتصادية المناسبة لتضع الحركة الصهيونية ووكلائها الأسس اللازمة لبناء دولة الاحتلال الإسرائيلي المستمرة بتطبيق عقيدتها العسكرية الدموية واستراتيجيتها الاستعمارية حتى اليوم.
ملف ” #ما_قبل_النكبة “، يتكوّن من 10 مواد معرفية ترجمها فريق ” #العسّاس “، للاطّلاع: