مقدمة العساس | السلام يُصنع مع الأعداء وليس الأصدقاء، ربما هذا ما فهمته “إسرائيل” حاليًا، وانعكس على توقف مساعيها بإبرام اتفاقيات سلام جديدة مع الدول العربية، وذلك بعدما فتحت قنوات اتصال جديّة، وحققت تعاون ملحوظ في أكثر من مجال مع دول عربية خليجية كبيرة.

هذا المقال المترجم عن صحيفة معاريف، يناقش جدوى إعلان أصدقاء “إسرائيل” الأربعة في المنطقة العربية، للعلاقات العلنية والدبلوماسية مع الاحتلال.


ترجمة العساس | في وسط فبراير شباط 2019، اجتمع بنيامين نتنياهو مع وزراء عرب من الخليج، للنقاش بشكلٍ مغلق حول موضوع إيران، وذلك على هامش مؤتمر وارسو، وخلال الاجتماع قام أحد رجال رئيس الوزراء الإسرائيلي بتصوير جزء من النقاش عبر الهاتف، ثم قرر أحد القادة تسليم المقطع المصور إلى الصحفيين الإسرائيليين، حيث ظهر فيه وزير خارجية البحرين وهو يُشبه إيران بـ “السم”.

بعد وقتٍ قليل تمت إزالة المقطع، إلا أنه تصدّر العديد من العناوين الرئيسية والنقاش حول ما إذا كانت صورة “إسرائيل” قد تضررت في عيون العرب، وهل أن القادة العرب سيترددون مثلًا في فتح أفواههم أمام الإسرائيليين، خشية أن يتم تسريب كلماتهم.

ويعتبر هذا الجدال ثانويًا، أمّا المهم أكثر هو الوقوف على أن العرب لم يكونوا منزعجين من ذلك العمل، ولم تكن واحدة من الدول المتأثرة بما فعلته “إسرائيل”، مثل البحرين، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، قد أبدت انتقادًا اتجاه “إسرائيل”.

بهذا السياق، هل يمكن اعتبار ذلك بمثابة التقدم في العلاقات مع دول الخليج؟ الجواب: نعم ولا، نعم لأن العرب أظهروا أهمية “إسرائيل” بالنسبة لهم، وأنهم كانوا على استعداد لتجاوز هذا الحدث، ويكون الجواب لا، لأن العلاقات مع هذه الدول ليست مثالية، فهي تتبسم إلى “إسرائيل”، بهدف جعلها وسيلة يصعدوا من خلالها.

مرّ عهد الاتفاقيات

مرّت 40 سنة على اتفاقية السلام مع مصر، و25 سنة على اتفاقية السلام مع الأردن، ومن المشكوك فيه رؤية المزيد من الاتفاقات المماثلة، وأصدقاء “إسرائيل” في المنطقة المتمثلين بـ السعودية، والبحرين، وعُمان، والإمارات، لن يقوموا بافتتاح السفارات في وقت قريب، كما أنه لا حاجة لذلك، فهم يحصلون على ما يريدونه الآن، من علاقات أمنية وتجارية، ودبلوماسية عند الضرورة، فمن يحتاج السياح الإسرائيليين، أو العلاقات العامة في العلن؟، وهي التي ستجلب فقط قليل من المال، والكثير من الضجيج.

عدم وجود اتفاقيات سلام جديدة ليس أمرًا سيئًا، إذ أن الاحتفال بالاتفاقيات يدلّ على أن الأمور غير طبيعية، بينما عندما تكون العلاقات جيّدة تكون الاحتفالات طقوسًا زائدة. العلاقات القوية تتطلب نية حسنة، ويوجد جوهر هذه النوايا في الرياض والمنامة ومسقط وأبو ظبي، كما أن إعلان العلاقات مع “إسرائيل” علنيًا هو تصريح عن إهمال القضية الفلسطينية، وكذلك اعتراف تاريخي بـ “إسرائيل”.

ويمكن أن تكون علاقات “إسرائيل” مع الدول العربية بمثابة اتفاقيات سلام، وخلال السنوات الأخيرة هناك سياحة مع المغرب، وتجارة مع السعودية والإمارات، وعلاقات تكنولوجية مع عُمان (لتحلية المياه)، وخط مفتوح مع قطر (فيما يتعلق بحماس).

المصدر:معاريف
عنوان المادة: إسرائيل ودول الخليج: العلاقات بعيدة كل البعد عن جنة عدن
تاريخ نشر المادة: 22.02.2019
رابط المادة:https://bit.ly/2IEaTqN