مقدمة العساس | في العقدين الأخيرين من الألفية الماضية، كانت أفريقيا تعاني من مجاعات كبيرة تسببت بها الحروب الأهلية التي سلّحتها “إسرائيل” في أكثر من مناسبة، لكن خلال السنوات الأخيرة استطاعت العديد من الدول الأفريقية النهوض وتحقيق نموًا اقتصاديًا يعتبر الأكبر في العالم، ما جعل “إسرائيل” تعود مرة أخرى لكن هذه المرة بصفة الصديق.

هذا المقال يتناول موضوع السعي الإسرائيلي لخلق علاقات قوية مع دول أفريقية حققت نموًا اقتصاديًا بارزًا في مجالات مختلفة.

ترجمة العساس | في شهر يونيو 2016 بدأت الحكومة الإسرائيلية تتجه لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون مع دول أفريقيا، بهدف تنويع الشركاء التجاريين وتقوية العلاقات الاقتصادية مع أسواق إضافية.

ويُدير مكتب الاقتصاد والصناعة في أفريقيا بالتعاون مع البنك الدولي، ثلاث اتفاقيات لتطوير المشاريع وتحدّي التطوّرات في مجالات المياه والزراعة والمجال الإلكتروني، وعمّا قريب سيتم افتتاح مرفقين اقتصاديّين جديدين ودمجهما بالسفارات القائمة.

أمّا في يوليو من نفس العام، سافر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو في زيارة تاريخية لأربع دول في شرق أفريقيا، رافقه خلالها وفد من رجال أعمال مكوّن من ثمانين رجلًا مثلوا خمسين شركة مختلفة.

وكانت الزيارة ضمن قمّة مدينة إنتيبي في أوغندا، التي ضمّت قادة من سبع دول، وخلالها تم تمرير رسالة واضحة مفادها بأنّ “إسرائيل” ستعود إلى أفريقيا.

وخلال القمة قال رئيس كينيا خلال خطابه: “إن العالم يتغير وبالتالي من المهم إقامة شراكات، ومشاركة “إسرائيل” في القارة مفيد لكينيا ولأفريقيا وللسلم العالمي”.

وعقب القمة، سافر نتنياهو إلى ليبريا، كضيف رئيسي وأول زعيم غير أفريقي يشارك في قمة بلدان الجماعة الاقتصادية لغرب أفريقيا، واجتمع مع رؤساء عشرة بلدان ليس لـ “إسرائيل” علاقات دبلوماسية معها.

ووصل التقارب للذروة في قمة أفريقيا – إسرائيل التي عقدت في توغو خلال أكتوبر 2016، وتم دعوة قداة أفريقيين إليها، إذ اعتبرت بمثابة الحدث التاريخي غير المسبوق، وجاء بعدها العديد من اللقاءات التي ساعدت “إسرائيل” بإظهار نفسها من عدة جوانب في المجالات المختلفة، ومن بينها الجانب الاقتصادي.

وتعمل نحو مائة شركة إسرائيلية في مجال الصناعة المتعلقة بدول أفريقيا، ومثلت نفسها في القمة، وعرضت التكنولوجيا والمنتجات أمام رؤساء الدول وصانعي السياسات من شتى أنحاء القارة، وبهذا وصل التقارب الإسرائيلي لذروته في أفريقيا، وكذلك التعاون بين القطاعات الحكومية والخاصة بما يتعلق بأفريقيا.

رغم هذا ما زال الطريق طويلًا، إذ أن محصول الإنتاج الإسرائيلي لأفريقيا كان 2% فقط من إنتاج عام 2016، ما يفتح المجال أمام فرص كبيرة غير مستغلة، فالشركات الإسرائيلية المتخصصة بتزويد الحلول والتكنولوجيا في المجالات المتعلقة بأفريقيا يجب عليها رفع العلاقات من المستوى الدبلوماسي إلى المستوى الاقتصادي والتجاري، والقصد هنا يتعلق بالشركات المختصّة بالتكنولوجيا الزراعية، وإدارة المياه واستخدامها، والتكنولوجيا الطبية، والأمن الإلكتروني، والأمن الوطني، وتطوير مصادر الطاقة المتجددة ومختلف المجالات التي تحتاجها أفريقيا.

وتساهم عوامل ازدهار الصناعة والابتكار والاقتصاد الإسرائيلي والإنجازات التعاونية والتعاطف الأساسي لـ “إسرائيل” في العديد من البلدان والاعتراف بالمساعدات الإسرائيلية طويلة الأمد وغياب التقاليد الاستعمارية، في تحسين السمعة الجيدة للشركات الإسرائيلية في أفريقيا.

ويزداد عدد الشركات الإسرائيلية في أفريقيا، بالتزامن مع زيادة عدد الزوار الرسميين من أفريقيا إلى “إسرائيل”، الذين يحملون معهم المحتوى الاقتصادي الكبير.

ويجب على “إسرائيل” أن تستوعب “المفاهيم الرومانسية” لأفريقيا كأخت شابة بحاجة إلى المساعدة، وهذه المرة للتركيز على الاقتصاد وتعزيز العلاقات مع أفريقيا، وهذا النهج المتبع تجاه أفريقيا سيساهم في تحقيق إنجازات سياسية طويلة الأمد، بينما يساعد في نفس الوقت الصادرات والشركات الإسرائيلية.

المصدر: لتشاو اند لتشاو

العنوان الأصلي للمادة: آسيا وأفريقيا – الهدف التالي للتكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية

تاريخ النشر: د.ت

رابط المادة:https://bit.ly/2zrLp89