مقدمة العساس | مع تحديد موعد الانتخابات الإسرائيلية المبكرة في أبريل نيسان 2019، ازدحمت الساحة السياسية بأحزاب جديدة تقودها شخصيات خدمت طويلًا في أعلى مراتب الجيش، ما يعزز النظرية حول التأثير العسكري الكبير على صنع القرار في “إسرائيل”.

هذا المقال يُسلّط الضوء على القيادات الإسرائيلية التي خدمت في منصب رئاسة أركان الجيش، ثم خاضت تجربة العمل السياسي.

ترجمة العساس | أصبح رئيس الأركان الإسرائيلي السابق بيني غانتس أحد أبرز الشخصيات السياسية مؤخرًا، وذلك عقب إنشائه لحزبٍ سياسي جديد، إلا أنه ليس رئيس الأركان الوحيد الذي يدخل مهنة السياسة بعد خلع الزي العسكري، إذن ماذا فعل رؤساء الأركان بعدما قرروا خوض المعترك السياسي؟

إيهود باراك – رئيس الحكومة

أصبح إيهود باراك رئيسًا للأركان في الجيش الإسرائيلي عام 1991، إذ أشرف على إعادة نشر الجنود في غزة وأريحا وفقًا لاتفاق أوسلو، وفي هذه الفترة أيضًا التقى عدّة مرات رئيس الأركان في الجيش السوري كجزءٍ من مفاوضات السلام بين الدولتين.

وفي شهر يوليو عام 1993، وعقبَ التصعيد على الحدود الشمالية، بادر باراك ورئيس الحكومة ووزير الأمن آنذاك، إسحاق رابين، بعملية “تصفية الحساب”. (المحرر: حرب واسعة شنتها “إسرائيل” على لبنان، كانت في شهر تموز من العام 1993، بغرض القضاء على المقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله)

أمّا في شهر يناير كانون الأول عام 1995، أنهى باراك خدمته العسكرية، ثمّ سافر إلى واشنطن وأقام مكتب استثمارات، وبعد نصف سنة، وتلبيةً لطلب رئيس الحكومة إسحاق رابين، دخل باراك في السياسة وأصبح وزيرًا للداخلية.

بينما في شهر نوفمبر تشرين الثاني عام 1995، وبعد مقتل رابين، عيّنه شمعون بيرس كوزير للخارجية في حكومته، وفي هذا النصب كان باراك من أحد قادة عملية “عناقيد الغضب” ضد لبنان التي اندلعت في أبريل نيسان عام 1996، وذلك بعد التصعيد الذي بادره حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي.

مع حلول انتخابات 1996، تم اختيار باراك للكنيست من قِبل حزب العمل “عفوداه”، ثم في عام 1997، أصبح رئيسًا للحزب بدلًا من شمعون بيرس، وكذلك عُيّن كرئيس للمعارضة، بينما في 1999 أُنتخب كرئيس للحكومة بعد نجاحه في الانتخابات ضد بنيامين نتنياهو.

وقاد باراك بصفته رئيس الحكومة في نهاية شهر مايو أيّار عام 2000، الانسحاب أحادي الجانب للجيش الإسرائيلي من لبنان، وهكذا أنهى مرحلة امتد امتدت لـ 18 سنة.

في حين كان شهر فبراير شباط عام 2001 مفصليًا في حياة باراك، حيث جرت انتخابات رئاسة الحكومة والتي هُزم فيها أمام آرئيل شارون بفارق كبير، وعقبَ خسارته أعلن استقالته من الكنيست ورئاسة حزب العمل، وعلى إثر ذلك أصبح محاضرًا مطلوبًا، ومستشارًا لشركات عديدة في “إسرائيل” والخارج، ورجل أعمال.

وفي شهر يونيو عام 2007 أُنتخب مرةً أخرى كرئيس لحزب العمل، ونتيجةً لانتصاره أصبح وزيرًا للأمن في حكومة إيهود أولمرت، إذ خلف من سبقه في رئاسة حزب العمل، عمير بيرتس.

ومع سقوط حزبه في انتخابات عام 2009، انضم باراك إلى حكومة اليمين التي يترأسها نتنياهو عائدًا إلى وظيفته السابقة، كوزير للأمن، بينما في شهر يناير كانون الثاني عام 2011 استقال وأربعة آخرين من حزب العمل، وأقام حركة جديدة تدعى “استقلال”.

وأخيرًا، في شهر نوفمبر تشرين الثاني عام 2012، وبعد فترة وجيزة من انتهاء عملية “عامود السحاب” في قطاع غزة، أعلن باراك انسحابه من الحياة السياسية، إلا تصريحاته في المسائل الحساسة لم تتوقف، سيما بما يتعلق بالتصعيد على قطاع غزة.

شاؤول موفاز – وزير الأمن

في شهر يوليو عام 1998 عُيّن شاوؤل موفاز كرئيس للأركان الجيش الإسرائيلي، وذلك بعد أنْ فضّله وزير الأمن آنذاك إسحاق مردخاي على الجنرال متان فلنائي، وبعد استقالته من الجيش عام 2002، أصبح وزير الأمن من قبل رئيس الحكومة آنذاك آرئيل شارون، ثم في انتخابات 2003 وإقامة حكومة شارون مرة أخرى، حصل على نفس المنصب مجددًا.

أمًا في شهر مارس آذار عام 2006، دخل موفاز الكنيست ضمن قائمة “كاديما”، وبعد شهرين من نفس العام أصبح وزير المواصلات، ونائب رئيس الوزراء في حكومة إيهود أولمرت، ثم في شهر مارس عام 2012 فاز على تسيبي ليفني في الانتخابات التمهيدية لرئاسة “كديما”، حيث انضم إلى حكومة نتنياهو كنائب رئيس الوزراء ووزير بلا حقيبة، إلا أن موفاز استقال بعد 70 يومًا من الحكومة.

وأخيرًا في انتخابات الكنيست عام 2013، حظي حزب “كديما” بمقعدين فقط، وكان موفاز عضوًا في لجنة الشؤون الخارجية والأمن.

موشيه (بوغي) يعلون – وزير الأمن

في شهر يوليو عام 2002، أصبح موشيه (بوغي) يعلون رئيسًا للأركان في الجيش الإسرائيلي، لكن مع بداية عام 2005، أي بعد خدمته لمدة ثلاث سنوات، قرّر وزير الأمن حينها شائول موفاز ألّا تمتد خدمة يعلون لسنة أخرى.

وبعد تقاعده من الجيش تم تعيينه كزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط وبمعهد شاليم، وفي نوفمبر عام 2008 أعلن عن انضمامه إلى حزب “الليكود”، حيث تم اختياره ضمن انتخابات فبراير عام 2009 كعضو في الكنيست، ثم أصبح وزير الشؤون الاستراتيجية، بينما في عام 2013، تم تعيينه كوزير للأمن.

وحصل يعلون على منصب وزارة الأمن مجددًا في حكومة نتنياهو عام 2015، ولكنّه استقال عام 2016، وأرجع السبب إلى “تصرفات نتنياهو وعدم الثّقة به”، والآن أعلن يعلون ترشحه لانتخابات الحكومة الحادية والعشرين، مترأسًا حزبه الجديد.

جابي أشكنازي – رئيس مجلس إدارة شركة النفط

بعد استقالة حالتوس من منصبه، في شهر يناير كانون الأول عام 2007، أعلن وزير الأمن أنّه يرى جابي أشكنازي مرشحًا لمنصب رئاسة أركان الجيش، وبعد وقتٍ قصير وافقت الحكومة على تعيينه في ذلك المنصب، وشغله ابتداء من شهر فبراير عام 2007، وأنهى فترة عمله بعد 4 سنوات.

عقب هذه المرحلة من مسيرة أشكنازي، أصبح رئيسًا لمجلس إدارة شركة النفط والغاز – واستقال من هذا المنصب في أكتوبر عام 2013.

بيني غانتس – على درب السياسة

أعلن بيني غانتس في سبتمبر أيلول عام 2010 انسحابه من جيش الإسرائيلي، ولكن بعد استقالة يوآف غالانت من منصبه في فبراير آذار عام 2011، عقب الشكوك في مخالفات تخطيط وبناء قام بها في بيته، تم تعيين غانتس لرئاسة وحدة أركان الجيش، وأنهى عمله بها عام 2015، وأخذ مكانه رئيس الأركان الحالي، الجنرال غادي أيزنكوت.

حاليًا، دخل غانتس بشكل رسمي إلى السباق السياسي، حيث أعلن عن اسم حزبه الجديد “الصمود لإسرائيل”، لخوض الانتخابات المقبلة في 2019.

المصدر: يديعوت أحرنوت
تاريخ المادة:28.12.18
رابط المادة:https://bit.ly/2ToJQk2