مقدمة العساس | في حين يروّج لأن الخطوة الأمريكية التي اتخذها ترمب مرتبطة به كقائد “أرعن ومتهوّر”، إلا أن معطيات عدة تشير إلى أن القرار نتيجة لسياسة معدّة مسبقة وفيها عدة أطراف لاعبة. من بين هذه الأطراف منظمات إنجيلية مسيحية داعمة للصهيونية. يبيّن هذا التقرير المترجم عن “يديعوت أحرونوت” جزءاً من دول هذه المنظمات بالضغط على البيت الأبيض.
ترجمة العساس | الحملة على شبكة الإنترنت، البرقيات والرسائل، باب الإدارة الأمريكية المفتوح، المستشارون المحافظون ووالد المتحدثة باسم لرئاسة البيت الأبيض مايك هاكبي. عن الضغط الكبير الذي مارسه الإنجيليون في الآونة الأخيرة على ترمب لإعلان القدس كعاصمة لإسرائيل: “إن لم تفعل هذا الآن، فلن يحدث ذلك أبدًا”
إن الضغط الكبير والمتواصل من طرف الإنجيليين على البيت الأبيض هو أحد العوامل المهمة التي أدت بالرئيس الأميركي ترامب إلى الإعلان رسمياً عن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل. فبحسب وكالة “رويترز” فإن فريقًا من المستشارين المتدينين وآخرين محافظين ضغطوا على الرئيس الجمهوري ترامب مرة بعد مرة كي ينفذ وعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، الأمر الذي كان ترامب قد وعد به في السابق ضمن لقاءاته مع مستشاريه هؤلاء في البيت الأبيض عقب توليه سدة الرئاسة وقبل ذلك خلال حملته الانتخابية.
“ليس لدي شك بأن للإنجيليين دورٌ محوريٌ في اتخاذ هذا القرار”, صرّح جوني مور، الكاهن من كاليفورنيا والذي يشغل منصب المتحدث باسم مجلس الولاية الذي يضم بين أعضائه عددًا من الانجيليين الكبار وبعض مستشاري البيت الأبيض. وأضاف مور: “أنا لا أؤمن بأن اتخاذ هذا القرار كان ممكنًا بدونهم”. في حين لم يعلّق البيت الأبيض على تقرير رويترز أو ينفي بأي صيغة ما يتم تداوله عن التدخّل الإنجيلي وتأثيره على قرار الرئيس إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
إنجيليون كثر يعبّرون بشكل واضح و دائم عن تضامنهم مع حركات اليمين المتشدد في “إسرائيل” ويشعرون برابط قوي بينهم وبين الدولة اليهودية، ومصدر هذا الرابط من وجهة نظرهم هو التوراة.
ادعى المسيحيون المحافظون في الولايات المتحدة الأمريكية أن اعترافًا رسميًا بالقدس، المدينة التي تضم أماكن مقدسة لليهود كما للمسلمين والمسيحيين، هو أمر كان ينبغي تنفيذه منذ وقتٍ طويل بعد أن سن الكونغرس القانون الذي اعتبر القدس عاصمة لـ “إسرائيل” وفوض الإدارة الأمريكية بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس في العام 1995.
مؤخرًا، وجد الإنجيليون في شخص الرئيس ترامب ونائبه مايك بنس المنتمي إلى التيار الانجيلي المسيحي ويعتبر شخصًا محافظُا جدًا جمهورًا داعمًا لمواقفهم.
إن الجهد البالغ للناشطين الإنجيليين لإقناع ترامب للاعتراف رسميًا بالقدس لتكون عاصمة “إسرائيل” تضمن حملة واسعة قامت بإدارتها المنظمة الإنجيلية المسيحية “My Faith Votes” التي يرأسها مايك هاكبي, والد المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض سارة هاكبي ساندرس، وسابقاً موشل اركنسو المرشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية. لقد نشرت المنظمة في الموقع الإلكتروني الخاص بها عريضة نادت من خلالها الناس إلى التواصل مع البيت الأبيض والضغط عليه لإعلان القدس عاصمة لـ “إسرائيل”.
كما أن منظمة إنجيلية أخرى تدعى “American Christian Leaders for Israel” ينشط فيها جاري باوار (مرشّح رئاسيّ سابق) وبانسي نانس، أرسلت برقية إلى الرئيس ترمب تطالبه بالإعلان الفوري عن القدس عاصمة لـ “إسرائيل”.
واجه قرار ترامب هذا نقداً لاذعاً من جهة القادة الفلسطينيين إضافة لقادة أجانب في العالم، يشمل هؤلاء حلفاء مقربون للولايات المتحدة الأمريكية، الذين عبّروا عن قلقهم من اندلاع عنف شديد في المنطقة. يذكر أن الفلسطينيين يريدون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، ولا يوجد أي سفارة لأي دولة في العالم في مدينة القدس.
المصدر: https://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-5053326,00.html