مقدمة العساس | بدأ نشاط الحركة العالمية لمقاطعة “إسرائيل” (BDS) يتخذ زخمًا متصاعدًا، ما دفع الاحتلال إلى اعتباره بمثابة الخطر الاستراتيجيّ الذي يواجهه. واقعيًا من غير المُرجح خضوع “إسرائيل” إلى ذلك، إلا أن المقاطعة تشكل مرتكزًا حيويًّا في مراكمة الإنجازات التي يمكن البناء عليها مستقبلًا في التأثير على القرارات الإسرائيلية الاستراتيجية.

هذا المقال المترجم عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، يوضح إنجازات حركة BDS خلال عامي 2017 و2018، ويُناقش مدى تأثيرها على “إسرائيل” على المدى الطويل.


ترجمة العساس | مع مرور 12 عامًا على نشاط BDS، تعرض حركة المقاطعة قائمة إنجازاتها التي تلخص عامي 2017 و2018، إذ تتضمن إلى جانب القضايا المتعلقة بمقاطعة “إسرائيل”، الفعاليات المقامة من أجل إحياء ذكرى النكبة، وأحداث للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني على خلفية مسيرة العودة على حدود قطاع غزة.

وتحاول BDS من خلال هذا أن تربط العناصر الرئيسية لحركة مقاطعة “إسرائيل”، مع الأيام التذكارية الوطنية الفلسطينية، والأحداث على أرض الواقع، وأحدث القضايا في قلب اهتمام الرأي العام الدولي.

وتتضمن قائمة إنجازات حركة المقاطعة إعلان جهات مختلفة ممثلة بشخصيات عامة وسياسيين وفنانين وأدباء ومنظمات وحكومات، إلغاءها لعروض وزيارات ومناسبات وإجراءات قانونية وقضائية، ما يعكس مدى تنوع المجالات والانتشار الجغرافي الواسع للمقاطعة.

وعند النظر إلى قائمة الإنجازات من جهة جوانب النشاط، يتبين أن نشاط حركة المقطعة تركز في الجوانب السياسية والثقافية خلال عام 2018، ما أدى إلى بروز نشاطات في حلبة السلطات المحلية.

أمّا من ناحية الانتشار الجغرافي، تقوم أغلب النشاطات في الدول الأوروبية وشمال أمريكا، حيث كانت إيرلندا من بين أبرز الدول الأوروبية التي استقطبت ثماني مناسبات لإحياء ذكرى النكبة، كذلك في بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، ويبدو أن هذا الانتشار الواسع يعزز المعتقد الذي بحسبه أسست حركةBDS  قاعدة في دول كثيرة وبأوساط جماهير متنوعة.

التفكّر في نتائج تحليل القوائم

في السنوات الأخيرة، تآكلت مكانة “إسرائيل” العالمية تدريجيًا في أوساط المجتمعات الليبرالية التقدمية في الغرب، ومن الصعب نسب ذلك إلى حركة المقاطعة فقط، إلا أنها عملت على تعزيز هذه التوجهات واستغلالها لتمرير أهدافها وتوسيع دوائر دعمها.

وتعمل كل فعاليات المقاطعة التي وردت في قائمة الإنجازات على رفع الوعي والحد من مكانة “إسرائيل” في أوساط مجتمعات عالمية واسعة، وجراء ذلك حظيت العديد من هذه الفعاليات بتغطية إعلامية كبيرة أدت إلى توجيه ضربة أضرّت بـ “إسرائيل” وبصورتها، مثل إلغاء مباراة ودية بين المنتخب الأرجنتين والإسرائيلي لكرة القدم عام 2018.

كما أن ضرر إنجازات المقاطعة لا يكون بتأثيره الحالي فقط، بل بتراكمه وتعاطيه مع الفعاليات البارزة التي تحظى بتغطية إعلامية تؤثر على الجماهير، ما يُؤسس إلى تبني مواقف سلبية تجاه “إسرائيل”.

وتُعبّر محتويات القوائم عن الحجم الكبير للمجالات والأفكار التي برزت في إعلانات سابقة لحركة BDS، وكذلك تظهر المؤتمرات التي نظمتها حركات المقاطعة البارزة في والولايات المتحدة وبريطانيا بين السنوات 2017 و2018، وهذا يُوضّح ظاهرة التقاطعية كمنصة مركزية للنشاط وسردية الأبارتايد كفكرة رائجة الاستخدام.

التقاطعية

تميزت حركة BDS بوجود تقاطعية مع النضالات العالمية المطالبة بحقوق الأقليات في المستويين المحلي والعالمي، والتي تعمل في مجالات حقوق ذوي البشرة السوداء والمهاجرين والنساء ومنظمات حقوق الإنسان، في محاولة لإنشاء حلف أو رابطة تجمع الفئات المقموعة والمهمشة حول العالم.

في قائمة الإنجازات لعام 2017، تبرز عدة أحداث من بينها إلغاء زيارة فريق لكرة القدم الأمريكية (NFL) في شباط/فبراير 2017، وتبيّن أن أغلب الموقعين على العريضة التي وجهت إلى الفريق كانوا من الأفروأمريكيين (أي أمريكيين من أصل أفريقي).

أمّا في 2018، تضمنت الإنجازات وجود دعم من حراك (MBL) للفلسطينيين، من خلال مطلب رئيسي ينادي بوقف الدعم الأمني الأمريكي لـ “إسرائيل”، إضافة إلى دعم حركات السود في أمريكا لحركة دريم ديفندير Dream Defenders لتحرير عهد التميمي.

دعم المنظمات اليهودية وادعاء معاداة السامية

وتضمنت قوائم إنجازات BDS، دعم حركات يهودية لجهود المقاطعة، ويظهر ذلك في الدعوة إلى مقاطعة مهرجان برلين (PopKultur) كوسيلة لمنع اتهام حركة المقطعة بمعاداة السامية، ومن الواضح أن الدعم البارز من قبل هذه المنظمات يظهر الاختلاف بين “إسرائيل” والصهيونية من جهة والمنظمات اليهودية حول العالم من جهة أخرى، ضمن مفهوم أن “إسرائيل” لا تمثل كل اليهود في العالم.

العمل أمام السلطات المحلية

تتسم قائمة مناسبات إحياء ذكرى النكبة بالتجدد والاختلاف عن القوائم السابقة من النشاطات، بل أنها أصبحت فرعًا منفصلًا للعمل مع السلطات المحلية، كما أن القرارات التي اتخذتها السلطات المحلية المختلفة في دول أوروبا والولايات المتحدة وجنوب أميركا عام 2018 تشهد على تكثيف جهود الحركة في هذا المجال.

 

المصدر: معهد أبحاث الأمن القومي
عنوان المادة الأصلية: قوائم انجازات BDS ماذا تعلّمنا عنها؟!
تاريخ نشر المادة:06.05.2019
رابط المادة:https://bit.ly/2YpZAWu