مقدمة العساس | الدبلوماسية الإسرائيلية | إذا جلس نتنياهو مع نفسه، فهو بذلك يعقد اجتماعًا مصغرًا لمجلس الوزراء، كونه رئيس الحكومة ووزير الخارجية والأمن والهجرة والصحة، في توجه لا يزداد إلا تطرفًا على أعتاب الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، مطلع أبريل نيسان 2019، ووسط تحديات أمنية ودبلوماسية كبيرة.

هذا المقال المترجم من صحيفة يديعوت أحرونوت عن الصحافي ايتمار أيخنر، المتخصّص بالعلاقات الدبلوماسية، يلخص مستجدات العلاقات الخارجية الإسرائيلية بالعام 2018.


ترجمة العساس | يتفاخر نتنياهو بجعل “إسرائيل” قوة عالمية صاعدة، ولا يمكن الفصل بين نشاطه كرئيس للحكومة، وبين نشاطه كوزير للخارجية، إذ أن بعض إنجازاته مختلف عيلها، مثل العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية مع رؤساء دول من اليمين وعلى رأسهم رئيس المجر (هنغاريا) أوربن، ورئيس الفلبين، ورئيس البرازيل بولسونارو.

استطاع نتنياهو بناء علاقات شخصية مع قادة كثر، لكن غالبيتهم لم يكونوا من الليبراليين، لهذا شعر نتنياهو بالتقارب مع قادة اليمين الشعبوي في العالم، وهو ما قد يفسر تساهله في قانون المحرقة البولندي، ورفضه إدانة حملة الحكومة المجرية ضد الملياردير اليهودي جورج سوروس.

منصب وزير الخارجية الإخفاقات والانجازات

نسج نتنياهو من خلال منصب وزير الخارجية تطبيع العلاقات مع الدول العربية الخليجية، وتجند للدفاع عن محمد بن سلمان على إثر قضية قتل الصحفي جمال خاشقجي، وكانت ذروة هذه العلاقة هي العلنية لسلطنة عُمان.

كما تمكن نتنياهو من توطيد العلاقات مع مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي، ويشمل ذلك شراكة عسكرية في سيناء، إضافة لتعزيز العلاقة مع الرئيس الأمريكي ترامب ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

أمّا فيما يتعلق بجواتيملا والباراغواي، تم تعريف الإنجاز في النهاية على أنه إخفاق تام، إذ أنه بعد ثلاثة أشهر من نقل الباراغواي السفارة إلى القدس، أعادتها إلى تل أبيب، حينها ردت “إسرائيل” بإغلاق سفارتها لدى باراغواي.

وكذلك الأمر بالنسبة للولايات المتحدة حيث لم يكن هناك انتقال فعلي للسفارة غير اللافتة، والسفير ومساعده لم ينتقل أحد إلى القدس، ويدور الحديث حول تجهيزات بمبنى القنصلية الأمريكية بالقدس، ليشمل موظفي السفارة في حال الانتقال.

بالنسبة إلى الحليف الأكبر، لم تتلقى “إسرائيل” سوى الصفعات من ترامب، مع قرارات إجلاء القوّات الأمريكية وترك المجال لبقاء القوات الإيرانية، بينما الأمر الوحيد الذي كان لصالح “إسرائيل” هو إلغاء الاتفاقية النووية مع إيران وفرض عقوبات عليها.

الدبلوماسية الإسرائيلية

حافظ نتنياهو على علاقات جيّدة مع بوتين تمثلت بتنسيق العمليات لمنع الاحتكاك العسكري بينهما في سوريا، إضافة إلى علاقات ممتازة مع الزعيم الهندي ناندرود مودي، التي زادت قوتها بسبب سلسلة من الصفقات الأمنية، وانعكست على الصعيد السياسي بامتناع الهند لأول مرة في التاريخ عن التصويت على قرارات مهمة متعلقة بـ “إسرائيل”.

عودة العلاقات مع البرازيل كانت خطوة كبيرة، سيما مع زيارة نتنياهو التاريخية وتقوية العلاقات مع رئيسها الجديد جايير بولسونارو، التي جاءت بعد سنوات من العداء في العلاقات بين البلدين، واستبعاد سفير “إسرائيل” لدى البرازيل داني ديان، لأنه مستوطن.

وتراجعت العلاقات مع الأردن مع طرد السفير الإسرائيلي من عمان وتجميد العلاقات على خلفية هبة بوابات الأقصى، وتوترات على أثر قضية الباقورة والغمر وتهديد معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية.

أما العلاقة مع تركيا تتسم بالهبوط والصعود، إذ تفاقمت مع دفع 20 مليون دولار كتعويض عن قتل “إسرائيل” لـ 9 أتراك على متن سفينة مرمرة، ثم بطرد الأتراك السفير الإسرائيلي من أنقرة بسبب الأحداث العنيفة على طول السياج مع غزة.

بينما الحال مع أفريقيا كان برصد ميزانيات هائلة لبناء علاقات على أساس التجارة العسكرية والدفع بالعلاقات التجارية نحو شرق آسيا  خصوصا الصين وأستراليا. 

المصدر: يديعوت أحرونوت
العنوان الأصلي للمادة:أيام وزير الخارجية نتنياهو: العلاقات التاريخية مع دول الخليج – ومع اليمينيين المتطرفين
تاريخ النشر:10.01.2019
رابط المادة:https://bit.ly/2DSIZmM