مقدمة العساس | أسهمت الممارسات والانتهاكات اليومية التي يرتكبها الجيش “الإسرائيلي” ضد الفلسطينيين في تعزيز الوعي لدى الجمهور عن عدوانية كيان الاحتلال؛ مما دفع “إسرائيل” لإعادة النظر في الأسلحة الموجهة نحو هذا الوعي المتزايد، وجعلها تكثف من تجنيدها للدعاية المحكومة بمقص الرقابة.

هذا المقال يتحدث عن آليات تواصل جيش الاحتلال “الإسرائيلي” مع الجمهور ووسائل الإعلام التقليدية والجديدة.

ترجمة العساس | لواء الناطق بلسان الجيش “الإسرائيلي” هو لواء يمثل الجيش في تواصله مع الجمهور ووسائل الإعلام، ويرأسه ضابط برتبة عميد ويحمل صفة ناطق باسم الجيش، وتكمن أهميته بسبب الدور المتنامي لوسائل الإعلام الجديد في الحروب الحديثة.

ويعمل اللواء على نشر إعلانات الجيش “الإسرائيلي” الرسمية واجتماعات الأفراد العسكريين مع وسائل الإعلام المختلفة، كما أن المتحدّث باسم الجيش ملحق بقسم العمليات، وهو عضو في مجلس هيئة الأركان.

التاريخ:

بدأ اللواء تحت اسم “وحدة الاتصال الصحفي” التي أنشأها كاتريل كاتز، الذي كان في السابق المتحدث باسم الهاغانا.

وخلال فترة أرييه شاليف من 1967 – 1963 تغيّرت الوحدة إلى وزارة الأمن والهسبراة، وتم دمج مجال الاتصال مع الصحافة مع فرع الأمن الميداني، وعقب حرب أكتوبر كانت الوحدة ملحقة بمجلس رئيس الأركان، بينما في عام 1999 تم نقل الوحدة إلى فرع العمليات، وكان رئيس القسم يتبع لرئيس الشعبة، باستثناء المسائل التي سيتم تعيين رئيس الأركان فيها مقدمًا وكتابيًا، حيث يتبع له فيها مباشرة.

مبنى وحدة الناطق بلسان الجيش:

تتشكل وحدة الناطق بلسان الجيش من عدّة فروع، وهي تشغل موقع الانترنت الخاصّ بالجيش “الإسرائيلي”، وابتداءً من عام 2006 تكونت الوحدة من خمسة فروع ملحقة بقسم الإعلام.

ويضم قسم الناطقين باسم الجيش “الإسرائيلي” ممثلين في المناطق الأربعة: الشمالية، والمركز، والجنوبية، والجبهة الداخلية، بالإضافة إلى أقسام الاتصالات والعلاقات العامة (الجوية والبحرية والبرية)، والناطق باسم القيادة أو الذراع أو الفرقة هو ضابط برتبة رائد.

ويوجد من ضمن الوحدة مسؤول عن المعالجة المستمرة لوسائل الإعلام “الإسرائيلية” ومختلف الجماهير المستهدفة التي تتلقى المعلومات من خلال الأقسام المختلفة، كما يتم توجيه الأقسام إلى وسائل الإعلام التي تعمل معها، مثل: قسم مكتوب يعمل على أنظمة الطباعة والمجلات، وقسم راديو وإنترنت يعمل مع محطات الإذاعة الوطنية والمواقع “الإسرائيلية”.

ويُعد قسم المراسلين العسكريين أقدم قسم في قطاع الإعلام، حيث يعمل المراسلين والمحلّلين على الأمور العسكرية والأمنية (مثل روني دانيال، ألون بنداود، كارميلا منشه)، وإضافة إلى هذا القسم هناك من يعمل على الصحافة “الإسرائيلية”، وهي المسؤولة عن المحطات الإذاعة (راديو داروم، إذاعة القدس، راديو كول ريكا، وما شابه ذلك)، بينما يعمل قسم التلفزيون على إنتاج مختلف البرامج التلفزيونية كالأخبار، وبرامج الصباح، وبرامج التحقيق المختلفة.

وتضم الوحدة قسم للإعلام الجديد، وهو المسؤول عن تشغيل الموقع الإلكتروني للجيش “الإسرائيلي” وصفحاته على الشبكات الاجتماعية، بالإضافة إلى قسم الإعلام الدولي المسؤول عن التعامل مع وسائل الإعلام الأجنبية على مدار اليوم حسب المنطقة واللغة.

نقل الأكاذيب:

وتعرضت موثوقية وعدالة التقارير الصادرة عن الناطق بلسان الجيش “الإسرائيلي” إلى انتقادات، لاسيما في الحالات التي نشر فيها المتحدث معلومات خاطئة، بينما ظهرت معلومات دقيقة من قبل جهات خارج الجيش.

ويتهم بعض المنتقدين الناطق بلسان الجيش “الإسرائيلي” بمعرفة الأكاذيب، بينما ينتقد آخرون المعلومات المضللة قبل إجراء تحقيق شامل، وأبرز المنتقدين هو مراقب الدولة، وصحيفة هآرتس، ولجنة مستوطني السامرة.

ومن بين الانتقادات الموجه إلى الناطق بلسان الجيش، هو أنه يخضع لرقابة العسكرية والأمنية المطبّقة في “إسرائيل”، وتكون هذه الرقابة في أوضح صورها خلال فترات الحرب، وتظهر من خلال احتكار الناطق للمعلومات العسكرية، ومنع التغطية المجانية وإنشاء نظام علاقات مبني على “الأخذ والعطاء” بين النظام العسكري والمراسلين الذين يعملون بالتغطية.

لكن هذا الاحتكار لم يكن موجودًا في حرب لبنان الثانية التي انتقدت بشدّة حيث مكّنت من التغطية المفتوحة للغاية، وبثت وسائل الإعلام عن مكان سقوط الصواريخ في “إسرائيل” (تكرر ذلك خلال حرب غزة قبل تشغيل نظام القبة الحديدية)، وتلك المعلومات تسمح لخلايا الإطلاق بتقييم الثغرة الأمنية، وكما تم تصوير مناطق المؤتمرات بطريقة تكشف عن موقعها.

وبعد تغطية الإغارة على سفينة مرمرة، كان هناك انتقاد للتأخير الطويل في نشر المعلومات، في حين نشرت معلومات كاذبة من جانب عناصر معادية لـ “إسرائيل.

وفي يناير كانون الثاني 2017، انتقدت مصداقية تصريحات الناطق باسم الجيش “الإسرائيلي” في قضية إيلور آزاريا. (المحرر: الجندي المتهم بقتل الشهيد عبد الفتاح الشريف)

وتعرض الناطق باسم الجيش “الإسرائيلي” لانتقادات بسبب الترويج لسياسة علمانية ليبرالية تتمثل بكتائب قتالية مختلطة، ودعم والمتحولين جنسيًا، ومنع المقابلات في وسائل الإعلام مع الحاخامات العسكريين.

 

المصدر: همخلول
تاريخ النشر: 31.05.2018
رابط المادة:https://bit.ly/2UXWrvO