مقدمة العساس | يقود الاحتلال الإسرائيلي حملة دعاية بصرية سريعة وموجّهة، عبر مختلف وسائل الإعلام التقليدي والحديث، حيث أن تصميم البوسترات كهوية بصرية كان دائما حاضرا في الوعي والتاريخ الإسرائيلي لطمس كل ما هو فسطيني وترسيخ المبادئ الصهيونية لدى الشعب اليهودي والعالم حيث قام المصمم أوتي فاليش بهذه التصاميم، ولا يُعتبر هذا الأسلوب جديدًا على “إسرائيل”، بل أنه يعود إلى فترة ما قبل نكبة 1948.
هذا المقال المترجم عن صحيفة هآرتس والذي نشر في تاريخ 17.06.2015، يُعرّف بالمصمم الصهيوني أوتي فاليش، الذي كان من بين أبرز الوجوه التي رسمت ملامح دولة الاحتلال اليهودية وطوابعها، وملصقات مؤسساتها وشعاراتها.
ترجمة العساس | كان 13 مايو/أيار عام 1948، يومًا حاسمًا ومثيرًا في حياة وكيل الإعلانات ومصمم الجرافيك، أوتي فاليش، إذ وَجَد على مكتبه دعوة للوكالة اليهودية، التي دعته لتصميم بوسترات استقلال”إسرائيل” وتنظيم وترتيب قاعة الاحتفال بالإعلان عن قيام “إسرائيل”. حينها كان فاليش مشغولًا في التحضيرات النهائية للمجموعة الأولى من الطوابع البريدية للدولة الجديدة، وزاد على ذلك مهمة التحضير لمؤتمر حفل إعلان قيام “إسرائيل”.
ولد فاليش في النمسا عام 1906، وكان في شبابه مصممًا شهيرًا في أوروبا يعمل في مجال الإعلانات، حيث سخّر موهبته لبناء النماذج المرئية لدعاية وتسويق الرواية الصهيونية ومؤسساتها. في بداية مشواره نشر فاليش منشورات ومواد مطبوعة عن شباب (كحلي – أبيض) في التشيك، ولاحقًا عمل على تصميم لصالح منظمة كاكال (دائرة أراضي “إسرائيل”) وشعارها (“كيرن يسود” تزرع، والشعب العبري يحصد).
بعد هجرته إلى فلسطين الانتدابية عام 1934، كان فاليش مسؤولًا عن الترتيبات التقنية والفنية للمؤتمرات الصهيونية، وصمم إلى جانب ذلك شعارات الشرطة والجيش الإسرائيلي، وحتى أنه قدم مقترحات لشكل علم “إسرائيل” وشعارها،التي رُفضت فيما بعد، إضافة إلى خطِّ وتصميم وثيقة الاستقلال الإسرائيلية.
وعمل فاليش فيما بعد على تصميم منتجات شركة الحليب الإسرائيلية “تنوفا“، وكذلك شركة صناعة الأغذية وشعارها المشهور، وعمل كذلك بكل مؤسسة صهيونية أخرى، وهناك ملصقات وبوسترات باسمه في معرض تل أبيب عن المهاجرين الأوائل، والمحرقة والنهضة، واستعمار البلاد، وتعبئة المستوطنات الأولى، والمشاركة بالحرب العالمية الأولى، وتصاميم للهستدروت وشعارها “الشعب العبري العامل- رافعة الدولة العبرية وهدفها”.
ويعكس الإعلان الذي صممه فاليش في سنوات الخمسينيات لشركة السفن تسيم “ZIM”، مدى التزامه الأيديولوجي الصهيوني، حيث تظهر في وسط الملصق، سفينة في عرض البحر من خلفها الشمعدان، رمز “إسرائيل”، وهو ذات الشمعدان الذي يظهر على قوس “تيتوس” في روما.
ويذكّر الملصق بالغنائم التي عاد بها الغزاة الرومان من القدس، ويأتي دمج رمز الشمعدان مع سفينة تسيم التي تحمل أسطول سفن الشركة الإسرائيلية القومية، حتى يعكس الأيديولوجيا الصهيونية التي تسوقها الشركة في العالم، بينما يأتي الإبحار وكأنه حملة انتصار وتغلّب على الصعوبات التي تواجه “الدولة الفتية”.
هناك من اتهم فاليش بأنه فنان مجند للدفاع عن الأيديولوجيا الصهيونية، بهذا الشأن تقول البروفيسور دانا أورلي: “إن تجنيد فنان مثل فاليش، ضمن دولة في طور البناء لا يمت بصلة للفن المجند في الديكتاتوريات” مضيفة “أن فاليش اختار تقليد أساليب فنّيّة أوروبية ظهرت في الحربين العالميتين، وهذا لا يجعل منه فنانًا فاشيًا أو بلشفيا”.
بينما قال فاليش، الذي توفي عام 1977، في مذكراته: “لقد اخترت رموزًا ظهرت على العملات اليهودية منذ ألف عام، أنا مقتنع أن اليوم التي ستظهر فيه الطوابع، سنكون في حالة حرب مع الدول العربية المجاورة، ولهذا السبب اخترت عُملات من فترة حرب اليهود وثورة بار كوخبا ضد الرومان”.
المصدر: هآرتس
عنوان المادة الأصلي: أوتي فاليش – الرجل الذي شكل الرواية الصهيونية
تاريخ نشر المادة:17.06.2017
رابط المادة الأصلي: https://bit.ly/2Ul1lWh
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…