مقدمة العسّاس | ازداد الحديث مؤخرًا عن معهد البحوث البيولوجية الإسرائيلي وأخبار اقترابه من إيجاد لقاح لفيروس كورونا، إلا أنه يمتلك تاريخًا مظلمًا في القتل وتوفير وسائل الاغتيال.
ما هو هذا التاريخ؟ وهل فعلًا اقترب المعهد من علاج كورونا؟
هذه المادة تُعرّف بـ معهد البحوث البيولوجية الإسرائيلي، وتكشف تاريخه الأسود في قتل الفلسطينيين منذ سنوات تأسيسه الأولى.
إعداد العسّاس |
بعد انتشار أخبار حول مساهمات معهد البحوث البيولوجية في الوصول إلى لقاح ضد كورونا، ما هي صحة ذلك؟
نُقلت عينة من فيروس “كورونا” المأخوذ من أحد المرضى إلى المعهد الإسرائيلي للبحوث البيولوجية في مطلع شهر آذار مارس 2020، ليتهافت الساسة والإعلام الإسرائيلي على تناقل الخبر الذي يعتمد بالأساس على ادّعاء نتنياهو بأنه أجرى اتصالًا مع رئيس المعهد وأكّد له أن المعهد في مرحلة تجريب الدواء على الحيوانات. (1)
بعد ذلك، خرج رئيس المعهد شموئيل شابيرا بتصريح ضبابي بأن المعهد “أحرز تقدّمًا كبيرًا في تطوير لقاح أولي وبدأ تجربته على الحيوانات”.
وقبل نحو شهرين أعلن رئيس المعهد قدرتهم على تطوير لقاح ضدّ كورونا خلال أشهر معدودة مقابل ميزانية ضخمة، وهو تصريح عارٍ عن الصحّة، لأن المعهد ما زال بالمرحلة النظرية من دراسة الفيروس واللقاح، وحتى مرحلة التجربة على الحيوانات لم تبدأ بعد، وأمامه طريق طويل ومراحل متسلسلة حتى الموافقة على تجريب اللقاح على البشر، في حين أن العالم وصل لمراحل متقدمة جدًا وفي طريقهم لإيجاد اللقاح. (2)
اقرأ أيضًا.. معهد أبحاث الأمن القومي: ميزان الموقف الإسرائيلي
منذ مطلع العام كان معهد البحوث البيولوجية على شفا الإفلاس، إذ تدهورت حالته الاقتصادية، الأمر الذي أثّر على كم ونوعية الأبحاث التي يجريها، وعليه كان لقاح كورونا حجة المعهد للحصول على التمويل لينقذ نفسه من الإفلاس.
ووفقًا لمصادر رفيعة المستوى فإن وزارة الأمن لا تحصل على المنتجات التي تدفع من أجلها مئات الملايين، كما أن هناك حالة من اضمحلال الجانب العلمي وإدارة يرى البعض فيها مشكلة كبيرة.
لذلك قام مسؤول وزارة الأمن في المعهد باتخاذ زمام الأمور بإنشاء وحدة من الخبراء تضمّ كبّار الأطبّاء وضباط الأمن لتوجيه المعهد صوب أهداف أمنية تخدم الأمن الإسرائيلي، والحديث يدور حول ميزانية تبلغ 100 مليون شيكل. (2)
في 2 فبراير/ شباط عام 1948، أرسل بن غوريون برقية إلى إيهود أفريل الذي عمل على شراء أسلحة من أوروبا، بأن عليه أن يجد علماء يهود من أوروبا الشرقية حيث يكون بمقدورهم قتل العديد من الناس، وليس شفاء العديد منهم.
أحضر بن غوريون علماء وطلّاب علوم لتأسيس وحدة العلوم في الجيش الإسرائيلي، وكانت أقسامها: كيمياء وبيولوجيا وجيولوجيا (النووية).
من بين هؤلاء العلماء، كان، ماركوس كلينبيرغ، وهو من أسّس معهد البحوث للأبحاث البيولوجية بعد حلّ وحدة العلوم، إذ أقيم المعهد عام 1952 في مكان تعود ملكيته إلى عائلة التاجي الفلسطينية المهجّرة إلى غزة عام 1948، وصاحبه شكري التاجي. (3)
اقرأ أيضًا.. قطاع الصحة الإسرائيلي: كورونا يكشف الواقع
ويتبع المعهد لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهو على صلّة مع وزارة الأمن ويعمل لصالحها على تطوير أسلحة كيماوية وبيولوجية، مثل تطوير الجراثيم والموادّ الكيماوية القاتلة والأمصال المضادّة للبكتيريا والسلاح الكيماوي. (4)
يعمل في المعهد حوالي 300 عالم، ومن أشهر تجاربه المشتركة مع الجيش الأمريكي، التي جنى من خلالها مقابل ملايين الدولارات، إخضاع جنود الاحتلال لتجربة المصلّ المضادّ للبكتيريا الإنتركس “الجمرة الخبيثة”، والإنتركس والمصل المضادّ هو أحد أشهر الأسلحة الجرثومية التي يتعامل معها المعهد. (5)
في الرابع من تشرين أول/أكتوبر عام 1992، تحطمت طائرة الشحن بوينغ 747-200 في مبنى سكني ضمن حي جنوبي العاصمة الهولندية أمستردام، وذلك بعد وقت قصير من إقلاعها.
قتل في الحادث 43 شخصًا، بينهم أفراد الطاقم، وكانت الطائرة تحمل 190 لترًا من ثنائي ميثيل ميثيل فوسفونات (DMPP) الكيميائي للمعهد البيولوجي نس تسيونا، وذلك لإنتاج مادة غاز الأعصاب من نوع السارين لاستخدامه كسلاح بيولوجي. (6)
حضّر معهد البحوث سمًا لقتل خالد مشعل، إذ خرج عميلان من الموساد، عام 1997 لتنفيذ مهمة الاغتيال في الأردن عن طريق رشّ السمّ عليه، بعد فشل العلمية اشترطت الأردن تحرير العميلين مقابل الترياق لإنقاذ حياة مشعل، وفعلا حضّر المعهد الترياق وتمت معالجة مشعل في المستشفيات الأردنية. (7) (8)
ومن تاريخ المعهد، اغتيال وديع حدّاد عام 1978 على يد عميل إسرائيلي دسّ سمًّا لوديع حدّاد في شوكولاتة بلجيكية، وكان يسرائيل هارتمان، هو رئيس المعهد البيولوجي حينها. (7)
أمّا ياسر عرفات، فإن الدلائل تشير إلى موته بسمّ قضى على حياته خلال 30 يومًا عام 2004، إذ تعدّدت الفرضيات ولغز وفاته لم يحلّ، رغم أن كلّ أصابع الاتهام تشير إلى “إسرائيل” والمعهد البيولوجي. (7)
وتضمن تاريخ المعهد اغتيال محمود المبحوح في دبي عام 2010، بعد حقنه بمادة سامّة تؤدي لسكتة قلبية، إذ تمّ تسميمه بطريقة لا تترك أثرًا ولا دليل على الاغتيال أو هوية الفاعل، إلا أن كل مراحل التنفيذ كشفتها كاميرات المراقبة في مدينة دبي، وكان من يقف وراء التخطيط والتنفيذ هم أفراد من الموساد.
رغم ذلك لم يتضح إذا ما كان للمعهد البيولوجي يد في تركيب السمّ، إلا أن دلائل أخرى تشير إلى تورطه تعزّز فرضية ذلك. (8)
المصادر:
(1) “هآرتس”: https://bit.ly/2XPURQD
(2) “يسرائيل هيوم”: https://bit.ly/2RP08Em
(3) “أرمجدون”: https://bit.ly/3aitSzN
(4) “هآرتس”: https://bit.ly/2VIiHLq
(5) “هآرتس”: https://bit.ly/34Ofnm1
(6) “جلوبس”: https://bit.ly/2Kc7nlA
(7) “هآرتس”: https://bit.ly/2xtNMKZ
(8) “قناة 13″: https://bit.ly/2ytJ8MQ
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…