منظومة الصحة العنصرية في إسرائيل

مقدمة العساس | منظومة الصحة العنصرية في إسرائيل | يبدو أن السياسة العامة في “إسرائيل” لا تتماشى مع قسم “أبقراط الطبي” الذي ينهى عن إيذاء المرضى ويؤكد على ضرورة الابتعاد عن جميع أعمال الظلم المتعمَّد، ويظهر ذلك من خلال تهميش المرضى من فلسطيني الداخل المحتل، وتمييز اليهود عنهم في المعاملة الطبية، ما انعكس سلبًا على أحوالهم الصحية.

هذا المقال يتناول موضوع الخدمات الطبية المقدمة للفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة، وبُبيّن سياسة التهميش والفصل العنصري التي تمارسها السلطات الإسرائيلية عليهم.

ترجمة العساس | أجرت المحاميتان حني بن يسرائيل وليلى مارجليت من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، بحثًا عن سياسة الإقصاء والتمييز داخل جهاز الصحّة الإسرائيلي، وتبيّن أن هناك ازدياد في عدد الأطباء والممرضين العرب في السنوات الأخيرة، مع وجود عربيين اثنين في منصب رئيس مستشفى حكومي، إلا أن الحال يختلف في مراكز اتخاذ القرار كون تمثيل العرب معدوم نسبيًا فيها ولا يتجاوز الـ 3%.

منظومة الصحة العنصرية في إسرائيل

وتعتبر لجنة سلة الدواء التي تقدم استشارة للحكومة الإسرائيلية حول الأدوية والتكنولوجيا الطبية خير مثال على ذلك، لكونها إلى جانب سلة الخدمات الطبية، من أهم أدوات اتخاذ القرار في وزارة الصحة.

وبالنظر إلى بروتوكولات اللجنة خلال السنوات السابقة، يمكن ملاحظة أن العرب غير ممثلين بهذه السلة، إضافة إلى
أنه بين عامي 2014 و2015 لم تتضمن السلة أكثر من عربيين اثنين، ثم في عام 2016 كان هناك ممثلًا واحدًا
للعرب، أمّا في عام 2017 كان بدون تمثيل، ثم في الوقت الحالي يوجد ممثل واحد عن العرب. (1)

ويعاني فلسطينيو الداخل من أمراض عدة أهمها سرطان الرئة، على ضوء تردي الأوضاع الصحية مقارنة باليهود
وسكان الدول المتقدمة، أما حول توّفر الخدمات الطبية وإمكانية الوصول لها في المناطق التي يعيش فيها العرب
بكثافة، يتضح أن في حيفا هناك نقص حاد في الطواقم الطبية، وفي القدس هناك نقص في عدد الأطباء، بينما في
الشمال والجنوب هناك نقص كبير في الأدوات الطبية، وفي قرى الشمال يعاني العرب من نقص مستمر في الأطباء
والممرضات.

اقرأ أيضًا.. “مراقب الدولة”.. الصحة ليست بخير!

المستشفيات والعرب

أمّا بالنسبة للمستشفيات والمراكز الطبية القريبة، يؤكد العرب أن أبعد مستشفى يبعد مسافة 22 كم عن البلدات التي
يسكنونها، بينما يبعد المستشفى 14 كم فقط عن المناطق السكنية اليهودية.

وتعتبر الفجوات في إمكانيات الوصول إلى العلاج بين المجموعات السكانية المختلفة مرتفعة نسبيًا عندما نتحدث عن
بعد المراكز الطبية والمستشفيات في البلدات العربية، وتبدو صورة الأوضاع جيدة حين نتحدث عن مستشفى “رمبام”
في حيفا ومستشفى “سوروكا” ببئر السبع.

يذكر أن هناك علاقة بين إمكانيات الوصول إلى المراكز الطبية وبين وجود الطب التخصصي بشكل عام والأطباء
المتخصصين بشكل خاصّ، وتعطى المسافات البعيدة عن المستشفيات صورة عن توفر الطب التخصصي البعيد عن
البلدات العربية.

اقرأ أيضًا.. قطاع الصحة الإسرائيلي: كورونا يكشف الواقع

وأبدى العرب حالة من القبول التام عن توفر خدمات طب الطوارئ، وكذلك الأمر بالنسبة لخدمات العيادات وطب
العائلة الموجودة في البلدات العربية، إضافة إلى شعورهم بالقبول الكبير عن عيادات المتخصصين الموجودة في
البلدات العربية، حيث أبدى 83% أن خدمات الطبية في عيادات طبّ العائلة تلبي احتياجاتهم، بينما قال 16% إن
الخدمات التي تقدمها العيادات ليست جيدة.

إضافة إلى ذلك، أشار 58% من العرب إلى صعوبات ومشاكل في استقبالهم بالمستشفيات الحكومية عند الحاجة،
وسط صعوبة وصول العرب عامة والمسلمين خاصة إلى الخدمات وحقوقهم الطبية. (2)

الفصل العنصري

وسط هذه الحالة يبقى الفصل العنصري حاضرًا في المستشفيات، إذ بيّن تقرير للقناة العاشرة أن الفصل على أساس العرق بين النساء العربيات والنساء اليهوديات موجود ضمن أقسام الولادة في مستشفيات العفولة والخضيرة وبوريا طبريا. (3)

وكان هذا الفصل عادة جارية منذ سنين طويلة، ويظهر أيضًا في مستشفى هداسا عين كارم في القدس، إذ يتم تصنيف الغرف إلى نوعين وهما: غرف لشخصين أو ثلاثة معدة للنساء اليهوديات مع حمام واسع ومريح، وغرف ضيقة ومزدحمة مخصصة لست نساء عربيات وبحمام واحد.

وهناك غرفة تحمل الرقم 6 تطلّ على المسجد الأقصى والبلدة القديمة يُمنع استقبال العربيات فيها، وبهذا الشأن تقول إحدى الممرضات: سمعت أكثر من مرة قابلة تقول بعد ولادة امرأة فلسطينية “ولد إرهابي آخر”.

أما عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش قال: “من الطبيعي أن زوجتي لا تريد أن تكون بجوار شخص أنجب طفلًا قد يرغب في قتل طفلها بعد 20 عامًا”. (4)

وعند النظر إلى القضية من جانب اقتصادي، يتبين أن المجتمع العربي بالداخل يستفيد من الخدمات الطبية التي يمولها الجمهور، وفي استطلاع للرأي تبين أن ثلث العرب في الداخل الذين استفادوا من الخدمات الطبية لم يشتروا دواءهم لأسباب اقتصادية، ووفقًا للأشخاص المستطلعة آراءهم تبين أن معدل الإنفاق الشهري للدواء هو 218 شيكل. (5)

المصادر :

(1) المعهد الإسرائيلي للديمقراطية : https://bit.ly/2Js3AAR
(2) مركز طاوب.
(3) ماكو : https://bit.ly/2XZWJqo
(4) هآرتس : https://bit.ly/32fAM61
(5) مركز طاوب : https://bit.ly/32hsRFp

فريق الترجمة

فريق الترجمة لموقع العسّاس

Recent Posts

طائرة القنابل: صنعت خصيصًا للفلسطينيين

طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…

3 سنوات ago

تهجير المسيحيين بعيد الفصح

يستعدّ المسيحيون  للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…

3 سنوات ago

شهاداتهم عن تهجير حيفا

قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…

3 سنوات ago

مسيرة الرقص الاستيطاني

باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…

3 سنوات ago

10 أعوام من تاريخ منع الأذان

يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…

3 سنوات ago

وحدة الوعي.. رادار لاعتقال المقدسيين

لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…

3 سنوات ago