مقدمة العساس | مشاركة عرب 48 في انتخابات الكنيست | انعكس تراجع نسبة تصويت الأوساط العربية في الانتخابات الإسرائيلية على تمثيلهم في الكنيست المقبل، إذ حصلت الأحزاب العربية على 10 مقاعد فقط من أصل 120، وذلك في ظل انخفاض نسبة المشاركة في التصويت في الدورة السابقة التي حازت فيها على 13 مقعداً. تأتي هذه الحالة في ظل نقاش مستمر حول جدوى التمثيل العربي بالكنيست والعمل البرلماني.
هذه المادة المترجمة عن المعهد الإسرائيلي للديموقراطية وصحيفة معاريف، تناقش أسباب تغيّر نسب المشاركة السياسية بالتصويت وسط المجتمع الفلسطيني بالداخل.
العساس |
ارتفعت نسب التصويت لدى الأوساط العربية في الانتخابات الإسرائيلية بشكل ملحوظ خلال العقود الماضية، إذ وصلت عام 1951 إلى نسبة 82%، ثم في عام 1955 وصلت إلى 90%، بينما في عام 1959 استقرت عند نسبة 85%.
وتوضّح التحليلات أن سبب ارتفاع نسب المشاركة جاء نتيجة استغلال حزب مباي للمبنى التقليدي للمجتمع العربي في الداخل، وبهذا شكّل بأدوات السيطرة والرقابة التي فرضها الحكم العسكري على القرى والمدن العربية الباقية في حدود 1948، ضغطًا عسكريًا وسياسيًا، وفرض عليهم التصويت بالقوة لصالح قوائم تابعة لهذا الحزب، وعليه لم يكن التصويت برغبة وإرادة مطلقة منهم، واستمر هذا الوضع حتى فترة الستينيات. (1)
شهدت سنوات السبعينيات انخفاضًا طفيفًا في الإقبال على التصويت من المجتمع العربي، إذ انخفضت النسبة من
82% عام 1956، إلى 73% في عام 1973، حتى وصلت في سنوات الثمانينات، وبالتحديد عام 1982، إلى
68% فقط، ثم في العام 1992 وصلت النسبة إلى 70%.(2)
ويعزى هذا الانخفاض في نسب التصويت، أو ما بات يعرف بالمقاطعة إلى ثلاثة أسباب:
أول هذه الأسباب هو نشوء الوعي القومي لدى الوسط العربي اتجاه هويته، وبدأ يدرك تأثيره الهامشي على السياسة
الإسرائيلية، بينما شكل فقدان الجمهور العربي للثقة بممثليه بالكنيست ثاني هذه الأسباب.
اقرأ أيضًا.. كيف يتدخل الشاباك في المدارس العربية ؟
أمّا السبب الثالث هو الاحتجاج على الواقع السياسي والصراع العربي الإسرائيلي: إذ بدأ العرب في الداخل يشعرون
بأنهم جزء من الشعب العربي الفلسطيني ووحدة المصير، فقامت حركات ترفض المشاركة بالانتخابات مثل حركة
أبناء البلد، والحركة الإسلامية “الشقّ الشمالي” التي عزّزت الجانب الديني للمقاطعة. (3)
بين أعوام 1999 حتى 2009، وصلت نسبة تصويت العرب إلى مستوياتها الدنيا، فانخفضت من 75% إلى 53%،
ويأتي هذا تباعًا لتهمشيهم وإقصائهم من قبل “الديموقراطية” الإسرائيلية التي تحرم 20% من العرب في الداخل من
الخدمات التي تقدمها الحكومة. بينما في عام 2013، ارتفعت نسبة المصوتين لتصل حتى 57%، في حين ادعى
51% ممن لم يصوتوا أن صوّتهم لن يؤثر بعملية صنع القرار الإسرائيلي.
علاوة على ذلك، فإن أعضاء الكنيست العرب يتم تهميشهم من دوائر اتخاذ القرار في الكنيست، لاسيما من القرارات
التي تخصّ شريحة العرب التي يمثلونها، كما أنه حتى في حكومة رابين لم تُمنح لهم هذه الرفاهية، وبدوا كشركاء غير
شرعيين وغير مستعدين للجلوس في حكومة تكرّس الاحتلال.
ويذكر أن أدنى نسبة تصويت كانت عام 2001 ولم تتجاوز الـ 18%، وهو العام الذي جاء بعد انتفاضة الأقصى،
وفي خضم الانتفاضة الثانية التي شارك بها المجتمع العربي في الداخل.
أمّا في عام 2015، اجتمعت الأحزاب العربية “التجمع الوطني الديمقراطي” “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة”،
و”القائمة العربية الموحّدة”، و”الحركة العربية للتغيير”، في قائمة واحدة، وحصلت على 13 مقعدًا بانتخابات
الكنيست، وذلك بعد رفع نسبة الحسم التي تصل لـ (3.25%).في ذلك الوقت، وصلت نسبة التصويت لـ 65%،
بارتفاع ملحوظ عن الانتخابات السابقة في عام 2013، حين بلغت نسبة التصويت 67.8%. (4)
أما بالنسبة لعام 2019 بعد تفكّك القائمة المشتركة، خاضت الأحزاب العربية الانتخابات بقائمتين منفصلتين تمثلتا
بقائمة تحالف “الموحدة والتجمع”، وقائمة “الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة” والحركة العربية للتغيير”،
ووصلت نسبة التصويت إلى أدنى مستوياتها بـ 46% فقط، بحسب ما أوضحت صحيفة معاريف. (5)
المصادر:
1. المعهد الإسرائيلي للديموقراطية 2009، المشاركة والامتناع والمقاطعة: اتجاهات مشاركة المواطنين العرب في” إسرائيل” في انتخابات الكنيست.
2. المصدر السابق؛ وأيضا المعهد الإسرائيلي للديمقراطية 2013 الابعاد يليه الانسحاب الشكاركة السياسية للعرب في “إسرائيل”.
3. المعهد الإسرائيلي للديمقراطية 2009، المشاركة والامتناع والمقاطعة: اتجاهات مشاركة المواطنين العرب في” إسرائيل” في انتخابات الكنيست.
4.المعهد الإسرائيلي للديمقراطية 2019،، ماذا يحدث في أروقة السياسة العربية؟
5. صحيفة معاريف، بعد يوم نعس، ازدياد نسبة التصويت في المجتمع العربي، صحيح حتى ساعة نشر الخبر: 21:41 09/04/2019.
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…