مقدمة العساس | ابتكر الفلسطينيون على مدار مسيرات العودة سلاحاً خلاّقاً جديداً ألا وهو الطائرات الورقية الحارقة، التي أطلقوها على الأراضي المحتلّة عام 1948 والتي تستخدمها إسرائيل لأغراض زراعية. باتت هذه الطائرات ظاهرة تؤرّق الاحتلال بسبب الضرر الذي تُلحقه بـ الزراعة الإسرائيلية ، الأمر الذي استدعى لمحاربتها وحدات خاصّة وطوّر للقضاء عليها أسلحة جديدة، وذلك بعد أن تكبد خسائر في 28 ألف دونم من أحراش وأراض زراعية، بسبب ما يقارب 350 نقطة اشتعلت بها النيران. تقدّر قيمة الخسائر بـ 16 مليون شاقلاً (أكثر من 4.5 مليون دولار) حتى اللحظة. تناقش هذه الورقة المترجمة من موقع “دائرة أراضي إسرائيل” (كاكال) أهمية القطاع الزراعي كحجر أساس للأمن القومي لدولة الاحتلال.
ترجمة العساس| هذه المقالة ليست مقالة عادية ويمكن النظر إليها بسخرية لمن لا يعرف إسرائيل، هل توجد دولة أخرى في العالم مجبرة على حماية قطاع الزراعة؟ ويتوجب عليها تقديم تفسيرات لمواطنيها حول أهمية الزراعة من نواحي اقتصادية وبيئية وحضارية واجتماعية، وفي حالة “إسرائيل” الخاصة جداً، أيضا من نواحي أمنية؟! الزراعة ليست رافداً ثانوياً للأمن الإسرئيلي بل حجر أساس قومي لدولة “إسرائيل”!
هذا لم يبدأ البارحة، وليس في عام 1948 أيضاً. فالزراعة تشكّل أساساً جوهرياً في قيام “إسرائيل” والحفاظ على حدودها منذ عام 1882 سواء في “ريشون ليتسيون” (قرية عيون قارة) أو في بيتح تكفا (قرية ملبس) أو في “روش بينا” (قرية الجاعونة). قامت الزراعة والمزارعين بحماية “إسرائيل” حتى عام 1948 وما بعدها، ويقومون بذلك كل يوم، ليس فقط في الأيام الاعتيادية وما يسمى بـ “الأمن الاعتيادي”، وإنما أيضاً في أوقات الحرب.
على ضوء هذا الواقع يبدو محيّراً أن قطاعاً مهماً ومركزياً بحجمه أصبح على أيدي جهّال وأخصائيين مجانين، قطاعاً ملوِّثاً ومسرفاً للمياه القومية ومزعجاً لمقاولي البناء. ما الذي لم يقل حتى الآن بحق مزارعي “إسرائيل” في الإعلام المكتوب الموجّه ووزارة المالية؟! هذه الأقاويل اختصرت الطريق وأدت لتهجم منظمات حماية الطبيعة وأكاديمين وقادة سياسيين على قطاع الزراعة والمزارعين.
اقرأ أيضًا.. الاقتصاد الإسرائيلي ومؤشرات تباطؤ النمو
ولإضفاء مصداقية على هذه الهجمة الشرسة، اختار الإعلام المزارعين الذين يقطنون في قلب منطقة استثمارات عقارية مطلوبة مثل (جيليل يام، شفاييم وجاعش- وهي مناطق حيوية وغير حدودية) جاعلة منها نموذجاً عبثياً للزراعة الإسرائيلية. ألم يسمعوا عن الزراعة في مستوطنات غلاف غزة مستوطنات وادي عربة، أو الزراعة على امتداد الحدود مع لبنان؟! ألم يسمعوا عن المزارعين الذين يحرسون المساحات اليهودية في جبال السامرة الشرقية على بعد 10 كيلومترات من البحر؟!
{مرفق في هذا المقال خرائط توضّح مساهمة قطاع الزراعة في الحفاظ على الحدود الممتدة “لإسرائيل” في الماضي والحاضر}
في حين يحمي سلاح الجو، وهو الذراع الطولى للجيش الإسرائيلي، سماء “إسرائيل”، يؤدي قطاع الزراعة دوراً محورياً في الحفاظ على الأرض بصورة مباشرة وغير مباشرة وذلك عبر نشر المستوطنات وحقولها التي تغطي كل البلاد. لا يمكن لأي وحدة عسكرية ولا دوريات الشرطة ولا أي رجل أمن أن يحكم قبضته على الأرض، المزارع هو الوحيد الذي يمكن أن يفعل ذلك. علاوة على ذلك فإن المزارع يعرف أكثر من رجل الأمن من مرّ بأرضه ومن نام فيها دون تصريح. وهو يعرف أول من يعرف من خبأ سلاحاً ومواد مسروقة أو ارتكب مخالفات جنائية أخرى.
الزراعة عيون “إسرائيل” أكثر من كل الوحدات الاستخباراتية:
بالنسبة للمتهكمين وبعض أفراد المجتمع بخصوص أمن “إسرائيل” من المهم أن تعرّفوا أن “إسرائيل ليس دولة كباقي الدول التي لا خوف ممن يطمعون بهم. لسنا في فرنسا. إننا نعيش في الشرق الاوسط مكان تسود به قوانين مختلفة عن القوانين الأوروبية. لا يوجد هنا فراغ ولا يوجد هنا من يرى أهمية لتملك على الأرض والقوانين. نحن نعيش في منطقة لا يعترف سكانها “بدولتنا” ليس بسبب الاستيطان أو الاحتلال أو عملية “الرصاص المصبوب”.
في “إسرائيل” هناك مليون ونصف مواطن (القصد: فلسطينيو الداخل) لا يشعرون براحة العيش في دولة يهودية صهيونية. ويسعون بكل ثمن جعلها دولة لكلّ مواطنيها. وهم غير راضين عن التوسع الجغرافي لليهود في النقب والجليل وخط الأخضر في المركز جانب “المثلث العربي الصغير” (المناطق العربية داخل حدود 1948).
اقرا أيضًا.. الاحتلال ومصادرة الأراضي.. ماذا بقي لعرب الداخل؟
لذلك وعلى عكس كل مكان آخر في العالم، الزراعة اليهودية هي أداة مهمة جداً في حرب الوجود والبقاء الإسرائيلية، في هذا الوسط المعادي والعنيف. وعليه، كما أن لا أحد يسائل السعر العالي لساعة طيران بطائرة حربية (30،000 دولار للساعة) أو يتذمر من أن سعر هذه الطائرة أو تلك تساوي 100 مليون دولار، يجب منع إدخال اعتبارات اقتصادية مثل سعر المياه الريّ خلال نقاش القطاع الزراعي. يجب منح القطاع الزراعي مياهاً محلاة مهما غلى ثمنها. يمكن لسكان الحواضر الكبرى من المدن أن يدعموا تعبيراً عن الشكر لمزراعي “إسرائيل”.
يجب إعطاء المزارعين أجراً مقابل المنتج الذي يصل للسوق لحفاظهم على “إسرائيل” خضراء، والأهم إعطائهم أجراً كأجور رجال الجيش لحفاظهم على وجود “إسرائيل” اليهودية. ولذلك يجب على الحكومة ويجب على الجمهور أن يحيوا المزارعين “الإسرائيليين” وان يعتادوا على كون الزراعة أولا وقبل كل شيء، هي أمن.
الخرائط
أرفق المقال بخرائط توضّح سياسية البقاء وحفظ الأرض الإسرائيلية بالمناطق الحدودية ونقاط التماس عن طريق إنشاء المزارع والمساحات الخضراء فيها. المساحات المنقّطة هي المزارع الحدودية والخط الأسود هو الترسيم الحدودي.
المصدر: https://bit.ly/2JgpBUR
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…