مقدمة العسّاس |
طالما حاولت “إسرائيل” استغلال الأزمات والكوارث الإقليمية والعالمية لتبني لنفسها صورة ديمقراطية إنسانية تعمل على محو صورتها السلبية، وخلال السنوات الأخيرة اتجهت هذه المحاولات إلى البحث عن الاستفادة الفعلية وليست المعنوية فقط، في ظل الأزمات العديدة والمعقدة التي تعصف بالدول العربية المجاورة لها.
هذه المادة المترجمة عن صحيفة مكور ريشون، تتحدث عن المحاولات الإسرائيلية للاستفادة من الأزمات الكبيرة التي تعاني منها الدول العربية المجاورة لها.
ترجمة العسّاس |
“إسرائيل” مُحاطة اليوم بدول تُعاني من أزمات اقتصاديّة تتمثل بانعدام المياه وعدم الاستقرار الاجتماعيّ.
من جهة، الاقتصاد اللبنانيّ على حافة الانهيار، ومع هبوط قيمة العملة، ونفاد المُنتجات الأساسيّة وتدمير البُنى التحتيّة.
أمّا من جهة أخرى، يُهدد الجفاف في سوريا مياه الشرب لما يُقارب 5.5 مليون شخص، وهو ما يزيد الضرر على الاقتصاد السوريّ المُدمّر أصلًا.
فيما تُعاني الأردن من انقطاع المياه لساعاتٍ عديدة كلّ يوم في بعض المُناطق؛ كما أضرّ انهيار الاقتصاد السوريّ بالاقتصاد الأردنيّ المُتعثّر أصلًا.
أضف إلى كلّ ذلك، أنّ “إسرائيل” تنتظر من مصر الانضمام إلى الدول التي تمرّ بأَزمات، وهي لا ترى ذلك بعيدًا مع سدّ أثيوبيا لنهر النيل، وتقليل إمدادات المياه نتيجةً لذلك، خاصّةً مع ازدياد عدد السكّان المصريّين.
في ظل ذلك، تعتقد “إسرائيل” أنّ في إمكانها توفير المُساعدة لجميع الدول العربيّة في كلّ هذه الأزمات؛ على سبيل المثال يُمكن للشركات الإسرائيليّة التي طوّرت تقنيّات مُراقبة التسرّبات، أن تُساعد مصر في تحسين بنيتها التحتيّة.
ويأتي ذلك خصوصًا مع معاناة مصر من أساليب الري غير الفعالة، وإهدار حوالي نصف المياه المُستخدمة للري في تسرّب الأنابيب.
إضافة إلى ذلك، يعتقد الإسرائيليّون أنّ بإمكان الأردن الاستفادة بشكل كبير من تسهيل وصول الشركات الإسرائيليّة إليها، عبر تعزيز حركة البضائع إلى أوروبا من خلال “إسرائيل”.
وفي سوريا، يُمكن لـ “إسرائيل” أن تَعرِض على الأمم المُتّحدة مشاركتها في تقديم المساعدات الإنسانيّة (كما اقترحت على لبنان)، وبيع الألواح الشمسيّة للاجئين في شمال البلاد.
وتؤمن “إسرائيل” أنّ هذه هي الطريقة المُثلى التي يُمكنها من خلالها تحويل الفضاء المُحيط بها إلى أقل من “غابة”، من خلال اقتراحها لتقديم المساعدات الإسرائيليّة للدُول المُجاورة.
من خلال هذه الاستراتيجيّة الحديثة، تُحاول “إسرائيل” إجبار الدول العربيّة على التخلّي عن مُقاطعتهم لها، وعلى فهم الفرصة التي تقف وراء مساعدة “إسرائيل” لهنّ، ودعم الازدهار، الاستقرار وتحقيق المصالح الإقليميّة المُشتركة.
هذا كلّه يدفعنا باتّجاه استنتاج واحد فقط، هوَ أنّ “إسرائيل” ما هي إلّا ذئب في ثياب حمل، يجب توخّي الحذر منه دائمًا؛ ذلك أنّها دائمًا ما تُخفي وجهًا أكثرَ خُبثًا وراء قناع الديمقراطيّة والإنسانيّة الذي ترتديه.
المصادر:
(1) “مكور ريشون”: https://bit.ly/3u3beYe
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…