مقدمة العساس | احتلال المساجد الفلسطينية | يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى محو التاريخ الإسلامي العميق وإحلال رواية يهودية مكانه من خلال تهويد المسجد الأقصى و احتلال المساجد الفلسطينية إلا أنه لم يتوقف عند ذلك فقط، بل عمل على تهويد التاريخ الفلسطيني الإسلامي الحديث منذ بداية أحداث النكبة عام 1948، واستمر في ذلك حتى الوقت الحالي، في محاولة إلى إلغاء تاريخ وحاضر مستقبل فلسطين.
هذا المقال يُسلط الضوء على المساعي الإسرائيلية لطمس المعالم الإسلامية في الأراضي المحتلة، من خلال تحويل المساجد التاريخية إلى متاحف ونوادٍ، أو من خلال منع ترميمها وصيانتها حتى يتم هجرها.
ترجمة العساس | تحوّل مسجد يازور بقبابه التي تظهر على الطريق الواصل بين تل أبيب – يافا والقدس، في الوقت الحالي إلى كنيس يسمى “شعاري تسيون”، ورغم الترميمات والتحسينات الإسرائيلية عليه، ما زال المبنى يحمل الطابع المعماري المملوكي. أمّا مسجد المسعودية (صميل)، المتواضع الذي يتكون من غرفة صغيرة دون قبة، تحوّل هو أيضًا إلى كنيس يهودي على يد المستوطنين اليهود بعد النكبة. بينما أصبح مسجد نس تسيونا والذي كان في مستوطنة، تقع بين الرملة ويافا، ويعيش بها العرب واليهود من تجار وعمال زراعة الحمضيات، كنيسًا يهوديًا أيضًا بعدما تم طرد العرب من حيهم السكني أثناء النكبة. ومن ضمن مساجد يافا المُهوّدة، مسجد قرية سلمة الكبير والمسوّر، الذي تحوّل في منتصف سنوات الثمانينات إلى نادٍ للشباب، ثم تم إغلاقه وهجره حتى الوقت الحالي. (1)
في طبريا، أنشأ ظاهر العمر مسجدين منذ أكثر 300 عام، وهما المسجد الزيداني والمسجد البحري، وبعد النكبة
قررت بلدية طبريا تحويل المسجد البحري إلى متحف، ثم عملت لجنة المتابعة للجماهير العربية في الداخل على
القضية، وحصلت على تسوية تتحوّل المساجد بموجبها إلى أماكن سياحية تمنع الصلاة فيها. (2)
وتحول مسجد السوق في صفد إلى معرض فنون يقدم اللوحات والمنحوتات، وأصبح مسجد الخالصة (كريات شمونة)
متحفًا، ومسجد الحمة في الجولان تحوّل إلى حانة وملهى ليلي، أمّا المسجد الكبير في بئر السبع تحول إلى متحف
أيضًا، ثم تم إهماله وهجره حاليًا، بينما مسجد قرية العباسية تحول إلى كنيس في مستوطنة يهودية، والمسجد في عين
حوض تحوّل إلى مطعم. (3)
مسجد العفولة الذي تحوّل إلى كنيس يهودي، ومسجد أبوهريرة يبنا ضمن قضاء الرملة الذي تحوّل إلى كنيس على
اسم الحاخام جملائيل، إضافة إلى مسجد حارة الجورة في صفد وتحوله إلى كنيس، ومسجد طيرة الكرمل في حيفا.
أما مسجد صرفند قضاء حيفا فقد تم هدمه عام 2000، ومسجد اللجون ضمن قضاء جنين كان قديمًا ورشة نجارة ثم
تم إغلاقه، بينما مساجد الصغير في حيفا، وسراقة غرب قليلية، ومسجد زكريا ضمن قضاء الخليل، كلها مغلقة مهملة.
إضافة إلى ذلك أصبح مسجد عين كارم القدس مهملًا ويستعمله المجرمون كملتقى، وتحوّل المسجد الجديد في قيساريا
إلى مطعم، والمسجد الأحمر في صفد تحوّل إلى نادٍ للفنانين، ومسجد عين الزيتون في صفد صار حظيرة للأبقار. (4)
في 15 مارس/ آذار عام 2009، قدم الشيخ عبد الله نمر درويش، والشيخ إبراهيم صرصور، وعضو الكنيست
دهامشة، وجمعية الأقصى وعدالة، التماسًا إلى المحكمة العليا لإعلان سلسلة من المساجد في أماكن مختلفة من البلاد
كأماكن مقدسة للإسلام.
هذه المساجد في القرى العربية التي هجّر أهلها عنها عام 1948، وتم إهمالها وتدنيسها وتحويلها إلى نوادٍ ليلة
وحانات ومحلات تجارية، رغم ذلك رفضت المحكمة هذا الالتماس وعملوا على احتلال المساجد الفلسطينية . (5)
في المحاكم الإسرائيلية، شاعت قضية مسجد بئر السبع الكبير الذي تحوّل إلى متحف يتخصص في ثقافة الإسلام
والشرق، ثم اكتشف المسلمون البدو أن علاقة المتحف بالإسلام فضفاضة وعند افتتاحه لم تتم الإشارة إلى الإسلام لو
لمرة واحدة، ما دفعهم إلى تقديم التماس للمحكمة العليا، طالبوا من خلاله الإبقاء على المسجد كمكان للصلاة. (6)
في حرب النكبة، تم تدمير ما يزيد عن 400 قرية عربية، وتحولت العديد من المدن من أغلبية عربية إلى أغلبية
يهودية، كما تم تدمير عدد غير معلوم حتى الآن من المقابر والمقامات والمساجد، إلا أنه ورد في تقرير من جمعية
الأقصى للحفاظ على المقدسات أنه في عام 1948 هُدم 1200 مسجد ومقبرة للمسلمين في داخل الخط الأخضر،
بشكل مباشر على يد “إسرائيل” أو بسبب منع ترميمها.
أمّا علاقة المؤسسات الإسرائيلية اتجاه المقدسات الإسلامية التي بقيت بعد عام 1948، كانت واهية ومترددة، فقد كان
هناك احتكارًا حكوميًا من جهة، وهدم وإهمال لهذه المساجد والمقابر وتعرضها إلى عمليات تحويل تجارية من جهة
أخرى.
بعد قيام “إسرائيل” عام 1948، أقرّ وزير الأديان الحاخام ميمون، وبموافقة الحكومة الإسرائيلية المؤقتة والقسم
المختصّ، الحفاظ على أماكن الصلاة ومقابر المسلمين الذي طردوا من البلاد، موضحًا أن هناك فرض بالديانة
اليهودية حول التعامل باحترام ومحبة مع الجار، حينها وضعت الأماكن الإسلامية المقدسة تحت رقابة القسم الإسلامي
والدرزي في وزارة الأديان.
وفي عام 1950، تم تشكيل لجنة لإحصاء الأماكن الإسلامية والمسيحية، وخرجت بتوصيات لإعداد قائمة بأسماء
الأماكن التي لو تضررت ستقود إلى ضرر سياسي على “إسرائيل”. وامتنعت “إسرائيل” عن هدم المساجد في المدن العربية السابقة، وكانت أحيانًا تغلقها كليًا لمنع استعادتها من قبل المسلمين، وأحيانًا أخرى كثيرة تحوّلها إلى متاحف بلدية. (7)
المصادر:
1. هآرتس: https://bit.ly/2wb1Nc7
2.يديعوت أحرنوت: https://bit.ly/2DqGir4
3. أون ذي لفت سايد: https://bit.ly/2WWk0WE
4. ذاكرات: https://bit.ly/2YCUCFK
5. نيوز وان: https://bit.ly/2JT98VP
6. يديعوت أحرنوت: https://bit.ly/2VEsD6T
7. كتاب مدينة في قلبها مسجد، للكاتبين: يتسحاك رايتر وليئور ليرس: https://bit.ly/2HNAwBJ
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…