مقدمة العساس | تتبع “إسرائيل” مؤخرًا سياسة رد عسكري محدودة تجاه الصواريخ التي يتم إطلاقها من غزة، في سيناريو متكرر ومتوقع. وهذا يطرح العديد من الأسئلة، هل قوة الردع الإسرائيلية تآكلت والمقاومة الفلسطينية فرضت معادلة جديدة؟ أم أن “إسرائيل” تخفف ضرباتها بسبب اعتبارات سياسية وأجندة متعددة الأهداف؟
هذا المقال يعرض تحليلات من تاريخ 4 أيار/مايو 2019 للتصعيد الإسرائيلي تجاه غزة، وسط ظروف “غير مثالية” تمر بها “إسرائيل” حاليًا.
ترجمة العساس | يعكس التصعيد الإسرائيلي الأخير في الجنوب وإطلاق مائة صاروخ تقريبًا من غزة على “إسرائيل”، واستشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة جنديين إسرائيليين، محاولة حركة حماس في تنفيس الأزمة الاقتصادية الخانقة عبر توجيه ضربة عسكرية إلى “إسرائيل”، وهذا مع إدراكها الجيد بأريحية هذه الفترة للتصعيد تزامنًا مع اقتراب ذكرى “يوم الاستقلال” وبرنامج اليوروفيجن التي تستضيفه تل أبيب.
ولفهم أعمق للوضع الحالي، يجب العودة إلى المفاوضات التي يجريها الوسيط المصري مع الغزيين، التي من بين بنودها دخول الأموال القطرية إلى غزة بموافقة حكومة نتنياهو، إلا أنها تأخرت في الوصول بسبب مشاكل تقنية، واضطرار المبعوث القطري للسفر إلى أمريكا ضمن ظرف خاصّ.
وعقب إطلاق الصواريخ، أشار الجيش بأصابع الاتهام نحو القائد الميداني للجهاد الإسلامي في شمال قطاع غزة، واتهمه بتلقي الأوامر من قادة الجهاد الإسلامي في لبنان، أمّا السؤال الذي يبقى مفتوحًا هو عن مدى التنسيق بين الجهاد الإسلامي وحماس، هل يعمل الجهاد وحيدًا؟ أم أن حماس من توجّه التنظيم من أجل إرسال تحذيرات إلى “إسرائيل”؟
أطلقت النيران على جنديين إسرائيليين ولم تشكّ “إسرائيل” بالجهاد الإسلامي، وردت بقصف مواقع عسكرية لحماس، استشهد فيها عنصران من الذراع العسكرية لحركة حماس، بالإضافة إلى اثنين آخرين من الشبان في مسيرة العودة بحادث منفصل.
وفي حين استيقظت “إسرائيل” على إطلاق حوالي مائة صاروخ من القطاع، أعلنت غرفة العمليات المشتركة من الجهاد وحماس المسؤولية عن ذلك، تزامنًا مع وجود يحيى السنوار وزياد نخالة في القاهرة للتفاوض بشأن التهدئة في غزة. (1)
أما المحلل للشؤون العربية تسفي يحزكيلي في القناة 13، وفي لقاء على إذاعة “103 إف.إم”، قال إن حماس تريد إذلال “إسرائيل” في وقت غير مناسب للتصعيد “إسرائيليا”، ويختبر الطرفان صبر كل منهما، في ظل أن “إسرائيل” لن تصمت لو وصلت الصواريخ إلى المركز، إضافة إلى عدم إمكانية استمرار هذا التصعيد حتى يوم ذكرى “الاستقلال”.
ويضيف يحزكيلي: تجد “إسرائيل” نفسها في فخّ “الجهاد الإسلامي يقصف وحماس كأنها تريد الاستقرار”، ولكن الجهاد يقصف بإشارة من حماس، وحماس تأخذ الأموال وتعزز سلطتها في غزة، فمن جهة لا يمكن الوصول إلى تسوية وتهدئة، ومن جهة أخرى “أنت تعلم أن في غزة أزمة إنسانية فتنصب القبب الحديدية والغواصات وترسل لهم الأموال وتسعدّ للحرب معهم.
ويبيّن أن “إسرائيل” غير قادرة على التعامل مع غزة، هل تتعامل معها بالشرط الإنساني؟ أم بالقوة العسكرية؟، في الواقع فقدت “إسرائيل قوة الردع أمام الغزيين منذ 30 سنة عندما خرجوا بالحجارة، ورغم عدم وجود تكافؤ عسكري، لا تعرف “إسرائيل” حتى الآن ملامح الحلّ مع غزة. (2)
بدوره، يعتقد محلل صحيفة يديعوت أحرنوت رون بن يشاي، أن المسؤول عن الصواريخ هذه المرة ليست الجهاد أو حماس بل غرفة العمليات المشتركة، والسبب وراء هذا التصعيد هو تأخر تنفيذ التفاهمات بين الطرفين، وهذا بعدما اشترطت حماس تجاهل البالونات الحارقة والتصعيد مع الجهاد لاستكمال التفاهمات، ورفضت “إسرائيل” ذلك.
ويرى بن يشاي أن السبب الإضافي للوضح الحالي، هو تأخير بيروقراطي في تمرير المال القطري من نيويورك عن طريق الأمم المتحدة وصولًا إلى غزة، مع الإشراف الأممي على توزيعه، هذا التأخير يوتّر الغزيين.
خلال السنة والنصف الماضية، ترد التنظيمات في غزة بالمثل، لهذا قرر رئيس هيئة الأركان بموافقة وزير الأمن بنيامين نتنياهو، ألا يؤخذ في الحسبان حقيقة وجود سكان في المرافق التي يتم استهدافها، وعلى إثر ذلك قُتل شخصان من حماس على الأقل في هذه المرافق، واثنان على السياج.
ويضيف بن يشاي أن ما تفعله حماس والجهاد يشبه ما حدث في شمال كوريا التي أطلقت صاروخين نحو بحر اليابان، لتذكر ترامب بالعودة إلى التفاوض معها، وتعتبر قوة الردع هي الرد المناسب على استراتيجية التفاوض العنيف، إلا أن لدى “إسرائيل” ضوابط تقيدها تتمثل بذكرى “الاستقلال”، واليوروفيجين، وذكرى النكبة، ورمضان والذي ترافقه همة وحماسة دينية.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أخذ مفاوضات الائتلاف الحكومي بعين الاعتبار، في ظل حاجة نتنياهو إلى الهدوء لتشكيل ائتلاف وحكومة تخدم أهدافه، وهذا ما تفهمه غزة التي يسمح قادتها لأنفسهم بإرخاء الحبل، ولذلك تآكل الردع الإسرائيلي المتبقي في غزة. (3)
المصادر:
1. هآرتس: https://bit.ly/2VII2qQ
2. معاريف: https://bit.ly/2GXWmSY
3. يديعوت أحرنوت: https://bit.ly/2PMpkZQ
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…