مقدمة العساس | كانت الهجرة اليهودية إلى فلسطين التي بدأت قبل نكبة 1948 بسنوات طويلة، من أهم العوامل المساهمة في قيام دولة الاحتلال، وذلك من خلال خلق تغيير ديمغرافي عميق، يدعم الجهود الصهيونية، ويؤيد مزاعم الاحتلال بالحق التاريخي، إلا أن هذا السلاح المهم تراجع مؤخرًا بسبب أنواع الهجرة الجديدة، ولتعدد مخرجاتها غير اليهودية.
هذا المقال المترجم عن موقع ميدا الإسرائيلي، يشرح أنواع الهجرة الجديدة إلى “إسرائيل”، وفقًا لدائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية.
ترجمة العساس | على ضوء التقارير المنشورة عن دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية قبيل عام 2019، انخفضت نسبة اليهود في “إسرائيل” خلال السنة من 74.6% إلى 74.4%، وهذا ليس بسبب ارتفاع عدد السكان العرب، بل بسبب ارتفاع في عدد السكان “الآخرين”، الذين لا يتعبرون كعرب أو كيهود، وقد ارتفعت نسبتهم من 4.5% – 4.7%، وبلغ عددهم حوالي 418 ألف شخص.
وتأتي غالبية فئة “الآخرين” من مهاجري الاتحاد السوفيتي سابقًا، وحسب القانون الإسرائيلي هم ليسوا يهوديًا، بينما يشكّل الأطفال حوالي 20% من المهاجرين.
ووفقًا لدائرة الإحصاء المركزية، يعد مصدر الزيادة في عدد سكان “الآخرين” هو الهجرة، إذ في عام 2017 كان 40% من المهاجرين من غير يهود، أي من 30 ألف مهاجر هناك 12 ألف من غير اليهود، وكما أن غالبهم الأعم كان “دون ديانة”، أو من أقلية مسيحية أو مسلمة.
(في الواقع أعداد المسيحيين والمسلمين، هي أكبر من ذلك، لكنهم اختاروا عدم إظهار ذلك للسلطات).
وفي مقابلة سابقة عام 2016، قال كبير الباحثين في وزارة استيعاب المهاجرين الإسرائيلية، البروفيسور زئيف حنين: إن جميع المهاجرين من غير اليهود تقريبًا هم من الاتحاد السوفيتي السابق، وبما أنهم يشكلون حوالي 60% من المهاجرين في عام 2017، فإن هذا يعني أن ثلثي المهاجرين من الاتحاد السوفيتي السابق الذين هاجروا في السنوات الأخيرة ليسوا يهودًا.
بالإضافة إلى ذلك، هناك فرق بين من هم “دون ديانة” وبين “الآخرين”، فالقصد “بالآخرين” هم من لا ينتمون إلى مجموعة قومية مثل: العرب، واليهود، والشركس، وغيرهم، إذ أن قسمًا منهم يعرف نفسه كمسلم أو كمسيحي ويبلغ عددهم 481 ألف شخص، بينما من هم “دون ديانة” يبلغ عددهم 360 ألف شخص.
دائرة الإحصاء المركزي تحتسب فقط المواطنين المقيمين في” إسرائيل”، بحيث أن العمال الأجانب الوافدين والمتسللين لا يحسبون، بالتالي ليس هم السبب في زيادة مجموعة “الآخرين”، الذين لا يعتبرون يهودًا وفق القوانين الإسرائيلية، وليس حسب الحاخامات.
لكن هناك حالات يرفض الحاخامات الاعتراف بهم وبأبنائهم أو أحفادهم أو أزواجهم كيهود، ووفقًا للدراسات القليلة التي عالجت الموضوع، فإن الغالبية من هؤلاء لا يعبرون أنفسهم يهودًا، ولا يريدون أن يكونوا جزءًا من الشعب اليهودي.
ووفقًا لمعطيات دائرة الإحصاء المركزية، تشمل الهجرة الإسلامية بما فيها المجنسين، ما يقارب 9،300 شخص بين عامي 2009 – 2017 (إضافة إلى 1100 مهاجر مسلم)، لكن أيضًا اليهود الإسرائيليين والمسيحيين أو من هم دون ديانة يتزوجون من مواطنين أجانب ويأتون بهم إلى “إسرائيل” – أي ما مجموعه حوالي 13000 شخص بين عامي 2009 و2017. في الوقت نفسه، كان رصيد هجرة المواطنين اليهود (باستثناء المهاجرين) سالبًا وبلغ 48000، أي أقل من السنوات السابقة.
وفي نفس الفترة، بلغ العدد الإجمالي للمهاجرين المجنسين 211،000، من بينهم 112000، أي 53% من اليهود فقط. وهكذا، أصبحت الهجرة إلى “إسرائيل” من أداة المفترض بها أن تعزز الأغلبية اليهودية إلى سلاح يتحداها.
على ضوء هذه المعطيات، يطرح السؤال لماذا تواصل “إسرائيل” استثمار الموارد من أجل دفع أشخاص غير يهود للهجرة إليها؟ علمًا بأنه عندما صدر قانون العودة في عام 1950، كان لليهود فقط، وفي عام 1970 عُدّل القانون وأضافوا أنه يسمح للحفيد الذي لديه جد يهودي واحد على الأقل بالهجرة إلى “إسرائيل”.
على ضوء أبعاد ظاهرة الزواج المختلط في الغرب، فإن عدد اليهود المستحقين للهجرة سيصبح أكثر من عدد يهود الشتات، وصحيح أن جُلّهم ليس لديهم رغبة في الهجرة إلى “إسرائيل”، ولكن من أجل منع مثل هذه المشكلة في المستقبل، من الأفضل التعامل معها الآن.
المصدر: ميدا
عنوان المادة الأصلي:الصعود والهبوط: 53 في المائة فقط من المهاجرين الجدد إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة هم من اليهود
تاريخ نشر المادة:09.10.2018
رابط المادة:https://bit.ly/2I1W28D
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…