مقدمة العساس | صناعة الحدث ضمن إطارٍ زمني معين بهدف الاستفادة منه سياسيًا، ليس بالجديد على القيادات السياسية لدى الاحتلال الإسرائيلي، وهناك سوابق تاريخية لاستخدام هذه الأسلوب منذ عام 1996، وصولًا إلى الحروب الثلاثة على قطاع غزة أعوام 2008، و2012، و2014.
هذا المقال المترجم عن موقع ماكو العبري، يشرح تأثير افتعال الحرب بأهدافٍ سياسية، على نتائج الانتخابات الإسرائيلية، خلال العقدين الماضيين.
ترجمة العساس | انتشرت العديد الأقاويل على الإنترنت في الوسط الإسرائيلي، التي ترجح أن الحكومات الإسرائيلية تفتعل الحروب من أجل الانتخابات، وأن “إسرائيل” هي الديمقراطية الوحيدة التي تحيط بها الحرب طوال الوقت.
هذا ما يرفضه رئيس برنامج الدبلوماسية في جامعة تل أبيب، البروفيسور يوسي شاين، ويعزز وجهة نظره بأنه “حين تم اغتيال الأمين العام للجان المقاومة الشعبية في غزة، وكان هناك حالة تصعيد، لكن لم يكن هناك انتخابات”.
إلا أن الجدول الزمني والإحصائيات تُظهر أن الحروب سبقت تقريبًا كل معركة انتخابية منذ عام 1996 حتى 2009، إذ حظي هذا الجدول بمئات المشاركات على الإنترنت، تاركًا العديد من التساؤلات المتعلقة بكيفية تأثير الحروب السابقة للانتخابات على نتائجها؟ وهل الحروب كانت ضمن تقديرات السياسيين؟
يجيب المحلل السياسي في إذاعة ريشت بيت حانان كريستال: أن “الحرب الناجحة دائمًا ما تُحسّن مكانة الحكومة في الانتخابات، سيما عندما يتعلق الأمر بتوجهٍ يميني”.
أمّا العملية العسكرية الأولى التي تتبادر إلى الذهن حول تأثير العمليات العسكرية على الحملات الانتخابية هي “عملية تموز”، أو تدمير “المفاعل النووي” في العراق، وكان ذلك قبل ثلاثة أسابيع فقط من انتخابات الكنيست، حينها كان مناحيم بيغين متراجعًا حسب استطلاعات الرأي، إلا أن العملية العسكرية مكنته من النصر بقوة”.
الانتخابات الإسرائيلية مطلع عام 2009، سبقتها حرب على قطاع غزة أمر بها رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك، إيهود أولمرت، أواخر ديسمبر 2008، بهدف ضرب أهداف حماس، إذ تسببت الحرب بتجميد الأحزاب للحملات الانتخابية، ثم في 17 يناير انتهت الحرب بعد مناشدات الأمم المتحدة، لكن حماس بقيت، مع شعور إسرائيلي بأن هذه العملية لم تتم.
ذهب أولمرت في عام 2008 إلى الحرب، رغم أنه لم يكن مرشحًا، وهذا يشرحه المحلل السياسي كريستال بقوله: إن وضع حزب العمل كان بقمة السوء، إلا أن رئيسه بارام استطاع الوصول إلى حالة الاستقرار، لكنه لم يفز بالانتخابات، بينما كان نتنياهو هو المستفيد الوحيد من الحرب، التي نتج عنها انهار حزب كديما ونزوح مؤيديه إلى الليكود، الذي كان شعاره “لإنهاء المهمة”، بمعنى الوصول إلى السلطة في غزة والقضاء على حماس.
هذه الانتخابات سبقتها سلسلة اغتيالات لقيادات من غزة، لكن الأثر الرئيسي للانتخابات كان خطة فك الارتباط التي حدثت في صيف 2005 على يد شارون، بهذا الصدد يقول كريستال: “ليست الاغتيالات السياسة التي أثرّت بشكل مباشر على نتائج الانتخابات، بل أن خطة فكّ الارتباط كان لها التأثير الأكبر، فقد تراجعت قوة الليكود لـ 12 مقعدًا فقط، وصعد كديما وأولمرت لرئاسة الحكومة.
في مارس/آذار 2002، بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون باجتياح الضفة الغربية تحت اسم عملية “الدرع الواقي”، وأكمل ذلك بعمليةٍ أخرى تمت تسميتها بـ “المسار المحدد” في يونيو/حزيران من نفس العام، بهدف القضاء على مراكز الانتفاضة، ما أدى إلى زيادة قوة الليكود، وفوز شارون بانتخابات 2003.
وبهذا الصدد يقول المحلل كريستال: “كان الشعور أننا كابرنا لفترة طويلة، لكن مع الهجوم على فندق بارك لم يعد من الممكن أن نظل صامتين، وبالتالي كان هناك إجماع بشأن العملية العسكرية”.
(هجوم فندق باراك: تفجير قامت به حركة حماس بفندق بارك في نتانيا، في 27 مارس 2002، وأدى إلى مقتل 30 إسرائيليًا).
بسبب امتداد الانتفاضة إلى الأراضي المحتلة في أكتوبر/تشرين الأول 2001، فقد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك دعم العرب، حينها تم إرسال الشرطة الإسرائيلية وقوات الحدود للسيطرة على الأوضاع، ما أدى إلى مقتل 13 عربيًا، ثم فوز شارون بالانتخابات التي تلت الأحداث.
ويقول رئيس برنامج الدبلوماسية في جامعة تل أبيب، البروفيسور يوسي شاين: “عليك أن تتذكر أنه عندما تشرع الحكومة في عملية ما، فإنها لا تعد نفسها بالنصر، وأحداث أكتوبر هي مثال على ذلك”.
في حرب أبريل/نيسان عام 1996 على جنوب لبنان والتي تُسمى إسرائيليًا بعملية “عناقيد الغضب”، أطلق حزب الله وابلًا من صواريخ الكاتيوشا على “إسرائيل”، وجرّاء ذلك أعلن شمعون بيرتس الحرب على لبنان، إلا أن الحرب التي كانت ستنتهي بتعاظم قوة حزب العمل وشمعون بيرتس، انتهت بمقاطعة العرب للانتخابات.
ويُوضح المحلل السياسي كريستال أن “استشهاد العرب في كفركنا، دفعهم إلى مقاطعة بيرتس والانتخابات، وبهذا خسر حزب العمل 30 ألف صوت”، ما أدى إلى فوز نتنياهو.
المصدر: ماكو
عنوان المادة الأصلية: حروب سياسية
تاريخ نشر المادة الأصلية:5.11.12
رابط المادة:https://bit.ly/2Su3zxF
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…