مقدمة العساس | انحسر مفهوم الخصوصية على شبكة الإنترنت بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، ما ساهم في ازدهار برامج التجسس أو تسجيل النشاط الإلكتروني، الأمر الذي يعود بالفائدة الكبيرة على الحكومات، وعلى أصحاب الشركات الكبيرة.
هذا المقال المترجم عن صحيفة ذي ماركر، يعرض نماذج لتطبيقات وبرامج إسرائيلية ساهمت في انتهاك خصوصية المستخدمين على مختلف أنظمة تشغيل الهواتف والحواسيب.
ترجمة العساس | في السنوات الأخيرة، عملت شركات إسرائيلية على جمع معلومات المستخدمين، ما أدى إلى توجيه اتهامات إليها بانتهاك الحق بالخصوصية، والتسبب بمشكلات الأمان وانعدام الشفافية مع المستخدمين في معالجة المعلومات التي جمعتها، وفي بعض الحالات خلق ذلك تصادماً بين هذه الشركات وعمالقة صناعة التكنولوجيا.
خلال عام 2018، زاد وعي الجمهور بهذه القضايا، وذلك على خلفية الكشف عن قضية تحليلات كامبرديج (Cambridge Analytics)، كذلك بدأت “إسرائيل” بسن قوانين لحماية حق الأفراد بالخصوصية، إذ تم وضع خط أحمر لهذه الشركات حول كيفية التعامل مع المعلومات الشخصية التي يجمعونها من المستخدمين.
مؤخرًا، كشف موقع التقنية تك-كرانتش (Techcrunch) أن بعض تطبيقات آيفون الشائعة تسجل وتجمع معلومات المستخدمين سرًا، بما في ذلك ضغطات المفاتيح والسحب (Scrolls) ولقطات الشاشة(Screenshots).
واستخدمت هذه التطبيقات تقنية جلاسبوكس الإسرائيلية (Glassbox)، التي بنت نظامًا يسمح لمطوري التطبيقات والمواقع بمراقبة سلوك المستخدم وتحليله، بهدف مساعدة التطبيقات في تحسين تجربة المستخدم وكفاءته ومدى ملاءمته للتطبيقات ومواقع الويب.
تقنية جلاسبوكس، التي تصل إيراداتها إلى عشرات الملايين من الدولارات سنويًا، يتم الآن استخدامها في العديد من التطبيقات والمواقع في مجال الطيران والسياحة والبنوك داخل “إسرائيل”، إذ تستخدم بنوك (Hapoalim) و(Leumi) و(Discount) خدماتها، كما تشمل قائمة عملائها الطيران الكندي (Air Canada)، واكسبيديا ترافيل (Expedia Travel)، و(Abercrombie & Fitch)، و(Hollister).
رغم ذلك، تعتبر مراقبة وتسجيل تحركات المستخدمين دون علمهم بمثابة العمل المخالف تمامًا لقواعد الخصوصية المشددة لشركة آبل، ويتضمن ذلك التطبيقات المحملة من المتجر.
وجاء في موقع “تك-كرانتش” التقني أنه في حالة تطبيق الطيران الكندي، لم يقتصر الأمر على جمع معلومات حساسة فحسب، بل تعدى إلى تخزينها بالكامل، بما في ذلك أرقام جوازات السفر ومعلومات ائتمان العملاء.
بسبب ذلك، تدخلت شركة آبل ووضعت لمطوري التطبيقات تحذيرات تتعلق بإزالة تقنية جلاسبوكس، أو الكشف عن جمع البيانات بشكل كامل للمستخدمين، وإلا سيتم حظرها وإزالتها من متجر آبل.
ولا تعتبر جلاسبوكس الوحيدة التي تشغل هذه التكنولوجيا، إنا يوجد أيضًا تقنية (Appsee) التي وجدت نفسها في فضيحة مشابهة عام 2018، إذ وجد الباحثون أن تطبيقات الأندرويد التي تستخدم هذه التقنية، تصوّر شاشة المستخدم عند كتابة معلومات شخصية، وترسلها إلى الشركات الإسرائيلية للتحليل، وجراء ذلك أعلنت جوجل أنها فحصت القضية وعملت مع (Appsee) لمنع وقوع حوادث أخرى.
قامت شركة أوناڤو الإسرائيلية الناشئة (Onavo)، التي استحوذت عليها فيسبوك عام 2013، بتطوير تطبيقات لضغط وتقليص بيانات التصفح والتصفح الآمن، إلا أن فيسبوك استخدمت هذه التقنية لأغراض أخرى.
وفقًا للتقارير، تم استخدام التطبيق لتتبع اتجاهات استخدام تطبيق فيسبوك (Trends)، وتمكينه من تحديد التطبيقات الرائجة مبكرًا والاستحواذ عليها، مثلما حدث مع واتس آب.
بصيغة أخرى، قدم موقع فيسبوك للمستخدمين تطبيقًا كان من المفترض أن يحميهم، لكنه في الواقع كان يجمع معلومات عنهم، وأثار هذا الاكتشاف الكثير من النقد لفيسبوك وأوناڤو، حتى أن التطبيق أطلق عليه اسم “تطبيق برامج التجسس”.
وكشفت الوثائق التي نشرها البرلمان البريطاني مؤخرًا، أن المديرين التنفيذيين لفيسبوك ناقشوا كيفية إخفاء المعلومات الخاصة بهذا الغرض واستخدامها تجاه المستخدمين، ثم في آب أغسطس 2018، تمت إزالة تطبيق (Onavo) تمامًا من متجر آبل.
كانت سوبرفيش (Superfish) شركة إسرائيلية ناجحة طورت محرك بحث بصري للصور، وتصدرت الشركة عناوين الأخبار بعد أن قامت شركة لينوفو للكمبيوتر بدمج البرنامج في أجهزتها المحمولة، لغرض إدخال إعلانات في صفحات الويب التي يتصفحها المستخدم.
بينما في عام 2015، قال خبراء أمنيون إن الضعف الأمني مكّن القراصنة من تعقب المستخدمين وسرقة المعلومات السرية، ما أدى إلى انتقاد شديد من خبراء الأمن ووسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، حتى أن الإدارة الأمريكية أصدرت تحذيرًا حول البرنامج، وتم تحديث برامج مكافحة الفيروسات لتحديد سوبرفيش كفيروس.
بعد هذا، أعلنت لينوفو أنها ستتوقف عن دمج برنامج سوبرفيش، وأصدرت أداة لإزالته، بينما ادعى البرنامج أنه لا يشكل تهديدًا أمنيًا، وأن ما حصل هو ثغرة أمنية تم إدراجها في وضع عدم الاتصال بواسطة طرف ثالث، إلا أن هذه التبريرات لم تحدث فارقًا، فما كان من الشركة إلا تغيير اسمها، حتى إغلاقها وإقالة موظفيها عام 2016.
سميلار ويب (Similar web)، هي شركة إسرائيلية ناجحة تدير خدمة شعبية لقياس تصفح البيانات واستخدام المواقع والتطبيقات، وتقدم على سبيل المثال بيانات حول عدد المتصفحين والمستخدمين الذين يستعملون موقعًا أو تطبيقًا معينًا.
ويجمع سميلار ويب المعلومات من عدة ملحقات للمتصفح والتطبيقات وأشرطة الأدوات والبرامج والخدمات الأخرى المثبتة على أجهزة المستخدمين، بهدف مراقبة وجمع الإحصائيات في تصفحهم، وبدون علم المستخدمين.
وخلال عام 2018، واجهت الشركة مشاكل مع غوغل وموزيلا (مطور متصفح فايرفوكس)، بعد أن زعم أن أحد المكونات الإضافية المسماة (Stylish ) ستايللش، يملك مجموعة من المعلومات ويراقب نشاط التصفح الخاص بالمستخدم.
وتمكن أداة ستايللش المستخدمين من تغيير تصميم الموقع الذي يتصفحون، ولكن مهندس برمجيات يدعى روبرت هوتون قال إن الأداة تجمع بيانات المتصفح.
ردًا على ذلك، أزالت غوغل وفايرفوكس الإضافات من متاجرها (تم إعادتهم لاحقًا)، ونفت الشركة صحة هذه المزاعم، قائلة إن المعلومات التي تم تجميعها مجهولة الهوية، وأنها ليست شخصية.
المصدر:ذي ماركر
العنوان الأصلي للمادة:الجانب المظلم من الابتكار الإسرائيلي: المراقبة والتجسس واسترجاع المعلومات من قبل المتصفحين
تاريخ المادة:11.02.2019
رابط المادة:https://bit.ly/2GXtVG8
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…