مقدمة العساس | الوسط السياسي الإسرائيلي | تسيطر الأحزاب اليمينية على مقاليد الحكم في “إسرائيل” منذ أكثر من 18 عامًا، ضمن رؤية واحدة متطرفة، أدت إلى تزايد الرهان على الشخصيات بدلًا عن الأحزاب ذات التوجهات الواضحة، وهذا يظهر بالصراع الانتخابي الذي اختفت منه الأفكار، وطغت عليه المناكفات بين كاريزما الشخصيات.
هذا المقال المترجم عن المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، يناقش كاريزما الشخصيات السياسة ويطرح فكرة توجه التصويت الانتخابي لصالح التكتلات بدلًا عن الأفراد، مما يساهم بتقليل تأثير المتطرفين، وتعزيز قوة أحزاب الوسط السياسي.
ترجمة العساس | يؤدي التصويت في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة لصالح التكتلات على حساب الأفراد، إلى ضبط الأصوات المتطرفة في كل اتجاه، وتقوية الصوت المكتوم لتيار المركز، إضافة إلى المساهمة في تعزيز الديمقراطيّة الإسرائيليّة.
قبل نحو ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات، تتحضّر الأحزاب السياسية الإسرائيلية إلى رحلة مليئة بالمفاجآت، ومع نهايتها سيتمّ اختيار القائد الجديد، لذلك من المهم النظر إلى الصور الشاملة قبل البدء بهذه المرحلة.
الضفّة الغربية، والمستوطنات والتعامل مع الفلسطينيين، والأمن على الحدود، وطرق عمل الجيش الإسرائيلي،
إضافة لطرح موضوع التوتّر بين الدين والدولة سيما بما يتعلق بقضيّة تجنيد المتديّنين، والفجوات الاجتماعيّة
الاقتصاديّة وغلاء المعيشة، والعلاقات بين اليهود والعرب من سكّان “إسرائيل”، وهذه المواضيع بالطبع ستطرح، إلّا
أنّ الأغلبيّة الإسرائيليّة لن تتذكرها كمرجع عند التصويت في الانتخابات.
وتتركز الانتخابات في “إسرائيل” على الأشخاص وليس على المواضيع، إذ أن المصطلح “بيبي”( المحرر: للإشارة
لنتنياهو)، والعواطِف التي يُثيرها، سيُنافس “ماركات سياسية” أخرى، جزء منها مخضرم ومألوف، والآخر جديد
ولامع، إلا أن محتواها غير معروف بعد.
ويظهر ذلك في توجه ثُمن الناخبين إلى التصويت لبيني غانتس، وهو الذي لم يعرف بعد الكثير عن مواقفه وآراؤه في
المواضيع المركزيّة، إلّا أنّ شخصه هو المرغوب وليس برنامجه الانتخابي، وكذلك الأمر مع الآخرين الذين تتبدّل
آراءهم القويّة من فترة إلى أخرى، وفقط القشرة التي بداخلها يتواجدون، متجذّرة وباقية. في الحقيقة، بالرغم من أنّ
الواقع المعقّد يطرق بإلحاح على الباب الإسرائيلي، يفضل الإسرائيليون تجاهل هذا الواقع، والتصويت للشخصيّات
والتخيّلات.
لكن في عالم “الماركات السياسية”، على التصويت أنّ يكون عقلانيًا، وبالفعل فإنّ المهمّة الكبيرة المشتركة للجميع من
اليمين إلى اليسار الإسرائيليّ مرورًا بالمتدينين وغير المتديّنين واليهود والعرب، هي إضعاف حقّ الفيتو الذّي يشغّله
المتطرّفين تجاه المركز في الجبهات المختلفة.
وكبح القوى المنبوذة يحصل في حال عرفت الجماهير التصويت للتكتّلات الكبيرة، وفي حال التجميع في فريقين
مكونين من يمين ويسار، أو بالأحرى لأربعة فرق تتمثل بالمتديّنين اليهود والعرب أيضًا، الأغلبيّة في كلّ فريق
ستكون أغلبيّة تقترح جدول يومي أساسي ينبع من التصوّر والمصالح المعنيّة لكل مجموعة.
بخلاف الوضع الرّاهن، غالبيّة التيار اليميني لن يقع كأسير المتطرّفين الذين يطالبون “بضمّ دمشق الآن”، كما أنّ الغالبيّة اليساريّة لم تستطيع نفض المتطرّفين الذين يطالبون بمصادرة الهويّة اليهوديّة للدولة باسم المساواة المزعومة، أمّا غالبيّة المتديّنين سيستطيعون الموافقة على ترتيبات تجنيد معقولة من قبلهم، مثل تلك التي مرّت من القراءة الأولى.
وإذا عبّر عدد كافي من الإسرائيليين في الاستطلاعات عن تفضيلهم للتكتلات الكبيرة، ستجبر آليات السّوق السياسيّ المتنافسين إلى ضمّ القوى ضمن كتل، والماركات السياسية ذات الكبرياء ستضطر إلى التنازل عنه إذا فهمت أنها
ستتلاشى في حال عدم انضمامها لإطار سياسي كبير ليس تحت قيادتهم. وبهذا سيعود الصّوت المكتوم لتيّار المركز
في كلّ واحد من المعسكرات الأيديولوجيّة، إلى الظهور في موقع متقدّم.
وحال تحقق ذلك، سيتم إنجاز نتائج مهمة تؤدي إلى تقوية الديمقراطيّة، إذ يُدار في السنوات الأخيرة جدل منظّم يهدف
للمسّ بشرعيّة “الحراس في إسرائيل”، المتمثلين بالمحاكم القضائيّة، والمستشارين القانونيين، والشرطة وبقيّة الأجسام
المتحكّمة.
التيار الحاكم في “إسرائيل” هو من اليمين المتطرف، لكن حتى بين المتطرفين اليساريين هناك تحدٍ متزايد لهذه الأنظمة عندما لا تتوجه قراراتهم إليها، إلا أنه بحسب ما تظهره الاستطلاعات، تثق الغالبيّة في اليمين واليسار بالحراس، إذ أن الانتقال إلى الكتل الكبيرة بوسعه خلق ائتلاف واسع من مؤيدي سلطة القانون، يتكون من اليمين واليسار وحتى من الائتلاف والمعارضة، تحديدًا بعد ضعفهم مؤخرًا تحت هجمات المتطرفّين.
في الواقع، تُدار الحياة السياسيّة في “إسرائيل” من لبّ الخلاف، حيث عندما يقودها المتطرّفين تذهب نحو تفكّك المجتمع وروابطه، وإلى تمييز “الأوفياء” من “الخائنين”، لإضعاف الديمقراطيّة ومؤسّساتها والمسّ بالجماليّة والمرونة الوطنيّة، وهذه الخروقات ستتوازن في حال عودة تيار المركز إلى الواجهة السياسية، ومن أجل ذلك، المرجوّ هو تغيير واحد صغير لكن بتأثير ضخم وهو التصويت لكتل.
المصدر: المعهد الإسرائيلي للديموقراطية
عنوان المادة الأصلي: دولة واحدة كتلتان مركزيتان
تاريخ المادة: 27.12.2018
رابط المادة: https://bit.ly/2RI28Ae
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…