مقدمة العساس | وحدة دوفدوفان | عمليات حساسة نفذها الاحتلال “الإسرائيلي” على يد قوات المستعربين في الضفة الغربية خلال أحداث الانتفاضتين الأولى والثانية، طالت قيادات فلسطينية بارزة، وحدّت من القدرة اللوجستية والعملياتية للمقاومة خلال الصراع.
هذا المقال يُعرّف بوحدة دوفدوفان “الإسرائيلية”، الشهيرة باستخدام أسلوب التخفي كمستعربين وسط الأوساط الفلسطينية.
ترجمة العساس | وحدة دوفدوفان (217)، وهي وحدة كوماندوز تابعة للجيش “الإسرائيلي”، تعمل بشكل رئيسي في الضفة الغربية، وعملت سابقًا تحت القيادة المباشرة لشعبة “يهودا والسامرة” من حزيران يونيو 1986 حتى كانون الأول ديسمبر 2015، لكنها شاركت في الحرب على غزة عام 2012، وعام 2014، وأصبحت الوحدة في الـ 27 كانون الأول ديسمبر 2015 تابعة للواء أوز، وتقرّر دمجها في جميع قطاعات القتال.
تتركز مهام وحدة دوفدوفان على الاستخبارات والاعتقالات المعقدة أو تصفية المستهدفين المطلوبين والنشطاء والمقاومين في قلب المناطق المعادية، وذلك باستخدام قدرات متطورة وتصنيفية، ويتم تنفيذ بعضها بتطبيق تكتيك المستعرب وبالتعاون مع جهاز الشاباك. (يتنكر مقاتلو الوحدة في صورة مارة عرب)
ويتكون رمز الوحدة من سيف ذو حدين، ويرمز إلى مكائد إيهود بن جيرا في اغتياله لعجلون ملك موآب، وفقًا لكتاب القضاة، إذ اتخذ إيهود إجراءات جريئة لإنقاذ “إسرائيل”، وقرر اغتيال ملك موآب في قصره ما تسبب ببدء الحرب بعد ذلك بوقت قصير في ظل أجواء ارتباك في معسكر موآب بسبب إصابة قائدهم.
تأسست الوحدة عام 1986، على يد إيهود باراك والذي كان رئيس القيادة المركزية قبيل اندلاع الانتفاضة الأولى، وذلك في ظل حاجة الجيش “الإسرائيلي” إلى القدرة على العمل داخل الضفة، سواء من الجناب الاستخباراتي أو العملياتي، وذلك من أجل منع العمليات والانتفاضة وضرب المقاومة الفلسطينية بطريقة دقيقة وحادة.
اقرأ أيضًا.. وحدة “متسادا”: الذراع القمعية في السجون
وبسبب الوضع الجيوسياسي المتفجر في الضفة الغربية حينها، جاء الغرض من إقامة الوحدة، وهو منع نشاط المقاومة في الضفة، وكان نموذج إنشاء الوحدة مشابهًا للنموذج الذي عرفه باراك منذ إنشاء وحدة القيادة الخاصة بساييرت ماتكال. وأقيمت لمنتسبي الوحدة دورات تدريبة خاصة تشمل التعلّم على استخدام الأسلحة الساخنة والباردة، وكذلك التخفي كعرب (مستعربين)، وإطلاق النار من السيارة، واللغة العربية، والتحرّك خفية في المخيمات والمدن الفلسطينية.
نفذت وحدة دوفدوفان منذ تأسيسها آلاف العمليات، وتلقت دعمًا كبيرًا بعد توقيع اتفاقيات أوسلو التي خلقت واقعًا جديدًا، حيث لم يعد بوسع الجيش “الإسرائيلي” البقاء في مراكز المدن الفلسطينية، وتولدت الحاجة إلى وجود قوة نوعية مع القدرة على دخول المراكز السكانية السرية.
ومنذ ذلك الحين أخذت وحدة دوفدوفان على عاتقها دور مزدوج للجيش والشاباك لتنفيذ المهام الأكثر تعقيدًا المتمثلة في تحديد مكان المطلوبين في الضفة الغربية، لاسيما أولئك الذين لم يتم تصفيتهم وكان لا بد من التحقيق معهم، ومع آخرين عُرِّفوا بأنهم “قنابل موقوتة”، وقتلت الوحدة إياد بطاط الذي كان رئيس حماس في منطقة الخليل.
وفي يوليو 1992 قتل رقيب أول الوحدة بنيران صديقة في قرية برطعة ضمن عملية للقبض على مطلوب، وقدمت الأسرة التماسًا إلى المحكمة العليا في قضية مقتل الرقيب إيلي ايشا، وفي عام 2000 واجهت الوحدة أزمة في أعقاب خلل وظيفي في إطلاق نيران صديقة من كلا جانبين (أصيب الجنود بنيران القوة التي ينتمون إليها)، ووقع الحادث خلال عملية “سيمفونية الحياة” التي هدفت إلى إلقاء القبض على محمود أبو هنود المطلوب الأول في الضفة الغربية وقائد الجناح العسكري كتائب عز الدين القسام.
اقرأ أيضًا.. اليمام : وحدة حل الأزمات في “إسرائيل”
وخلال العملية في قرية عصيرة الشمالية، اعتقد قناصة الوحدة أن خمسة من أصدقائهم الذين كانوا يعتلون الأسطح في منطقة العمليات أنهم مقاومين وأطلقوا النار عليهم وقتلوا أعضاء الوحدة من بينهم ثلاثة رقباء، وعليه بعد فشل الوحدة التنفيذية تقرر تعليق مقرّها التشغيلي، لكن مع اندلاع الانتفاضة تم تمديد عمل الوحدة لسنة إضافية.
ومع اندلاع الانتفاضة الثانية، وبعد حوالي ثلاثة أسابيع عادت دوفدوفان إلى النشاط الكامل، وعادت لتكون رأس الحربة للجيش “الإسرائيلي” الذي حصل فجأة على موافقة دبلوماسية على العمليات العسكرية، واستخدمت دوفديفان القوة على نطاق واسع، وقبضت على مئات المطلوبين، وقام مقاتلوها باغتيالات في الضفة الغربية، وكما كانت الوحدة أول من اقتحم المقاطعة التي اعتبرت المعقل الحصين لمنظمة التحرير الفلسطينية.
في عام 2009، شاركت الوحدة بأول عملية عسكرية في غزة، ثم انضمت للعمليات اللاحقة عامي 2012 و2014، منذ إنشاء دوفديفان أصبح نشاط المستعربين يقتصر فقط على كونه جزءًا من قدراتها.
وخلال عام 2018، نفذت الوحدة عمليات اعتقال في مخيم الأمعري للاجئين بالقرب من رام الله، حيث ألقيت بلاطة رخامية من ارتفاع على الجندي رونين لوبارسكي، الذي أصيب في البداية بجراح بالغة وبعد حوالي ثلاثة أيام توفي متأثرًا بجراحه، وتم ترقيته إلى رتبة رقيب ، ويعتبر لوبارسكي هو المصاب الوحيد الذي قتل خلال العمليات ليس بسبب حادث.
المصدر:همخلول
تاريخ النشر:5.7.2018
رابط المادة:https://bit.ly/2B6MUcO
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…