مقدمة العساس | تمتلك “إسرائيل” العديد من الأجهزة والوحدات السرية المختلفة، لكن أهمها ربما هي وحدة “ساييرت ماتكال” الرمادية التي تعود إلى الضوء بعد الاشتباه بتنفيذها عملية عسكرية شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، حيث قتل نائب قائد الوحدة.
هذا المقال يتحدث عن وحدة ساييرت ماتكال “الإسرائيلية” المسؤولة عن العديد من عمليات الاغتيال البارزة في العقود الأخيرة.
ترجمة العساس | ساييرت ماتكال: وحدة كوماندوز للعمليات الخاصة ضمن القسم الاستخباراتي الإسرائيلي، كانت تدعى بالماضي بالوحدة 269 أو 262، وتتركز وظيفتها على جمع المعلومات الاستخباراتية وراء خطوط العدو ( بشكل عام زرع أجهزة تجسس لاسلكية)، لذلك هي وحدة مؤهلة لكل أنواع القتال البري.
ظلّت وحدة ساييرت ماتكال لسنوات بمثابة وحدة السيطرة “الإسرائيلية” العليا، إذ اكتسبت هذه السمعة باستجابتها لهجمات الإرهاب والحرق (خاصة بعد عملية الإنقاذ في عنتيبي)، لكن بعد فشل عملية الإنقاذ في معالوت، انتقلت هذه المهمات لفرق اليمام، الذي يعتبر جناح الوحدات الخاصة لوحدات حرس الحدود. أصبح المعسكر الدائم لهذه الوحدة هو قاعدة سيركين في بيتح تكفا، وقائدها هو “العقيد ح” الذي استعمل المنصب عام 2016.
أقيمت الوحدة عام 1957 بمبادرة الجنرال إبراهام أرنان وبدعم الرقيب دافيد العيزر، وتأسست من المستعربين الذين تخرجوا من البلماح وقدامى جنود الاستخبارات من خريجي الوحدة 101 ووحدة المظليين، وهم يستحالك شوشان، ويئير هارري، وايلي جيل، وشارل لوي، وموشيه ليفين، ويستحاك غبيل، ويحيائيل امسلم، والضابط المسؤول مئير هارتسيون.
وحتى نهاية الثمانينيات لم يتم تأكيد وجود وحدة ساييرت ماتكال بشكل رسمي، وما تزال قدراتها وأنشطتها سرية للغاية حتى يومنا هذا.
اقرأ أيضًا.. وحدة كيدون: خنجر “إسرائيل” السري
وتم اقتباس شعار (القوة الغالبة) للوحدة من شعار الوحدة الموازية لها في الجيش البريطاني المعروفة اختصارًا بـ SAS، كما كان كتاب “قائد الشبح” حول قائد القوات الخاصة الأمريكية ديفيد ستيرلنغ له تأثيرًا عميقًا على الجنرال أرنان ورؤيته لوحدة الاستطلاع، وقد تأثر القادة الآخرون في الوحدة بالكتاب، ومنهم إيهود باراك، وأوزي دايان، ويوني نتنياهو الذي قيل له إنه يعرف الكتاب عن ظهر قلب، ويظهر ذلك من خلال توزيع الكتاب على جنود وحدة الاستطلاع في نهاية التدريب والتأهيل.
العملية الأولى لهذه الوحدة كانت في مايو 1962، في قيادة ياعكوب طال وتمت بنجاح، إذ كان هدفها لبنان والتي اعتبرت سهلة للتنفيذ، وبعد خمس أشهر من نجاح هذه المهمة كانت المهمة الثانية في سوريا في نوفمبر تشرين الثاني وضمت وقتها 40 مقاتلا.
يقتصر عمل ساييرت ماتكال في أوقات السلم على جمع المعلومات الاستخباراتية والردّ على نقاط إرهابية بعينها، لكن في أوقات الحرب من الصعب إيجاد مكان عمل محدد لها، حيث شاركت في حرب الأيام الستة عام 1967، وحرب أكتوبر 1973، وأرسلت قوات إلى سيناء وجبل الشيخ، وحتى في حرب لبنان، كما أصرّ قائدها شاي أفيتال على تشكيل وحدة مشاة.
اقرأ أيضًا.. اليمام : وحدة حل الأزمات في “إسرائيل”
أمّا في السنوات 1987 – 1989 قاد العقيد موشيه يعالون، الذي أصبح رئيس الأركان الـ 17 ووزير “الدفاع” فيما بعد، الوحدة واعتبر ذلك أفضل وقت في خدمته العسكرية، حيث قاد “عملية الدرع الواقي” التي نجحت في اغتيال رئيس الجناح العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية في تونس أبو جهاد.
كما نفذت وحدة الكوماندوز غارات عميقة داخل لبنان قتل خلالها العقيد إيمانويل مورينو الذي عمل كضابط كبير في الوحدة، إضافة لاقتحام مطار بيروت الدولي في الـ 28 من ديسمبر 1968.
بالإضافة للعمليات القتالية، كان للوحدة دور آخر تمثل بالتفاوض خلال عملية “أوراق مساومة” للإفراج عن رون أراد وجواد القصفي اللذين تم اختطافهما.
وفي عام 2010 منح رئيس الأركان في “جيش الدفاع” ميدالية شرف رئيس الأركان لقاء القيام بعمليات معقدة، وفي عام 2014 حصلت الوحدة على لقب رئيس هيئة الأركان لتنفيذ أعمال “أدت إلى مساهمة كبيرة في أمن الدولة”، وحصلت أيضًا على وسام شرف لمشاركتها في حرب غزة، إضافة لوسام رئيس أركان جيش “الدفاع الإسرائيلي” مرتين: واحد بسبب “العمليات العملية والسرية والجريئة التي نفذتها الوحدة”، والثاني لقاء “الإبداع والذكاء والجرأة.”
على الجهة المقابلة، يوجد عدد من العمليات الفاشلة لهذه الوحدة أبرزها: الفشل بتنفيذ عملية في الشق المصري من قناة السويس في الـ 13 مايو 1969 حيث تراجعت القوة بعد إطلاق نار كثيف على القوارب وقتل ضابط الوحدة الملازم حاييم بن يونا.
كما كان للوحدة محاولة فاشلة في إنقاذ طيار أسقطت طائرته على الجبهة المصرية خلال حرب أكتوبر، كما لم تنجح الوحدة خلال الهجوم في معالوت وتمثل ذلك بعدم تمكنها من إنقاذ الطلاب الذين أخذوا كرهائن.
اقرأ أيضًا.. وحدة دوفدوفان: حرباء الجيش “الإسرائيلي”
أمّا في الـ 18 ديسمبر 1984 أدى عطل تشغيلي لمقتل مقاتلة الوحدة براك شرابي، كما لم تنجح محاولة الوحدة بإنقاذ الجندي المختطف نحشون فاخسمان من نشطاء حماس في 14 أكتوبر 1994 حيث قتل واكسمان وضابط وحدة الاستطلاع الكابتن نير بوراز.
وأشهر ضباط وحدة ساييرت ماتكال هم: إيهود باراك الذي كان مرة قائد الوحدة، وبنيامين نتنياهو قائد فرقة، وموشيه يعالون ضابط الوحدة حيث حظيت الوحدة في حينها بنجاحات كبيرة، وكان رئيس الأركان “وزير الدفاع” شاؤول موفاز نائب قائد الوحدة وماتان فيلناي.
وتخرج من الوحدة: رئيس الشاباك آفي ديختر، ورؤساء “الموساد”، داني ياتوم، وشبتاي شافيت اللواء “عوز”، ديفيد زيني.
وضمّت الوحدة أعضاء الكنيست: دورون افيتال، ويوحنان بلسنر، وأفشالوم فيلان، وإيهود ياتوم، وموتي يوغيف، ونفتالي بينيت وعمر بارليف، والجنرالات عميرام ليفين، وعوزي ديان، ونحميا تماري، وشاي أفيتال، واسحق ايتان، ونوعام تيفون، وتال روسو، ونيتسان ألون، هاليفي.
المصدر: همخلول
تاريخ النشر: 28.04.2018
رابط المادة: https://bit.ly/2OHTQSn
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…