يعتبر يوفا ديكسين هو أبرز رئيس لجهاز الأمن العام “الإسرائيلي”، ويؤكد ذلك نجاحه بتزويد القيادة “الإسرائيلية” بالعديد من المعلومات المهمة والتحذيرات من خطوات سياسية معينّة، وهذا ما دفع نتنياهو أن يطلب من الحكومة تمديد فترته برئاسة الجهاز الأمني الحساس.
يوفال ديسكين: الرئيس السابق لجهاز الشباك، ولد ونشأ في مستوطنة جفعتايم قرب تل أبيب، في الـ 11 من حزيران 1956، والديه هما إبراهام وشولاميت ديسكن.
انضمّ يوفال ديسكين في أغسطس 1974 للجيش “الإسرائيلي” وتطوّع في دورية شاكيد، وخضع لدورة تدريبية كجندي مقاتل، كما خضع لدورة تدريبية لقائدي المشاة ودورة استطلاعية، بعد الانتهاء من الدورة شارك في الأنشطة التدريبية والتشغيلية، ثم التحق بدورة للضباط وأصبح قائد فرقة، وأنهى عام 1978 خدمته في الجيش بعد أن شغل منصب نائب قائد سرية في الدورية.
أما حياته الأكاديمية، فدرس ديسكن البكالوريوس في الدراسات “الإسرائيلية” والعلوم السياسية من جامعة بار إيلان، وحصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية والإدارة العامة من جامعة حيفا، بينما في حياته الخاصة تزوج مرتين ولديه ستة أطفال.
انضم يوفال ديسكين للشاباك في مايو أيار 1978، وخلال حرب لبنان الأولى خدم في بيروت وصيدا، وفي 1984 حتى 1989 عمل كمنسق لمنطقتي جنين وطولكرم، ثم عاد وخدم في لبنان بمنطقتي بيروت ومخيمات اللاجئين في صور وصيدا، أمّا في عام 1990 تم تعيينه رئيسًا لـ “منع الإرهاب” في قسم الشؤون العربية، وخلال نفس الفترة، كان ديسكن مسؤولًا عن بناء علاقات أمنية مع قوات الأمن الفلسطينية، ثم شارك عام 1996 في استخلاص دروس الشاباك من التفجيرات الانتحارية في “إسرائيل”، وعقب ذلك بسنة تم تعيينه كقائد لمنطقة القدس، حيث تمكّن من إلحاق ضرر شديد للجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية وتدمير القادة الأخوة عماد وعادل عوض الله، مما أدى إلى هدوء كبير في عمليات المقاومة حتى الانتفاضة الثانية.
اقرأ أيضًا.. موشيه أدري: منفذ إعدامات برتبة مفتش
شغل يوفال ديسكين في الفترة ما بين يوليو 2000 إلى سبتمبر 2003، منصب نائب رئيس الشاباك، حيث كان تخصصه مجال مكافحة العمليات، وتطوير قدرات وأساليب عملية لمكافحة التفجيرات الانتحارية، ووضع آلية الإحباط المسبّق وخلق تصوّر للتعاون بين أذرع الاستخبارات الأخرى والأمن.
وروّج يوفال ديسكين لفكرة “غرف القيادة والتحكم المتكاملة” للقيام بأنشطة مكافحة العمليات ضدّ “إسرائيل”، وفي هذا الإطار أصبحت المعلومات التي لم تكن قد صُرّح عنها في السابق من الشاباك تُمنح لبقية أجهزة الاستخبارات بغرض إحباط الهجمات.
وفي أيلول سبتمبر 2003، خرج ديسكن في إجازة دراسية شغل خلالها منصب مستشار رئيس الموساد وفي تلك الأثناء عمل على فكرة تجنيد للموساد في فترة رئيسه ميئير دجان، والذي أعقبها تعيينه في 15 مايو 2005، كرئيس لجهاز الشاباك خلفًا لآفي ديخت، وهذا قبل شهرين من تنفيذ خطة فك الارتباط الأحادية مع قطاع غزة.
ويذكر أن أحد المهام الرئيسية للشاباك خلال هذه الفترة هي منع الإرهاب من قبل المتطرفين اليهود المعارضين لفك الارتباط، ولكنه فشل، وتمثّل ذلك بالهجمات التي ارتكبها الجندي عدن ناتان زاده ضد مدنيين فلسطينيين، والتي تعرف بمجزرة شفا عمرو.
اقرأ أيضًا.. روني الشيخ.. الثعلب
وفي يناير 2006، كانت أولوية الشاباك منع الهجمات والحصول على الصورة الاستخبارات وتقييم الوضع على الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وكان ديسكن وجهازه رجّحوا حسب تقييمهم فوز حماس بجدية في الانتخابات.
واعتبر ديسكن أحد الذين عارضوا بشدة صفقة تبادل الأسرى التي تم خلالها إطلاق سراح جلعاد شاليط، ووفقاً لتصريحاته العلنية بعد استقالته من الشاباك، ويستند اعتراضه على التصوّر الأساسي بأن مثل هذه الصفقات تشجّع على المزيد من عمليات خطف المدنيين والجنود، وتعزيز “البنية التحتية للإرهاب” على المدى المتوسط والبعيد، كما يرى أن هذه العمليّة من شأنها إضعاف قدرة “إسرائيل” الرادعة.
وخلال فترة توليه رئاسة جهاز الأمن الداخلي، نجح الشاباك إلى جانب الجيش “الإسرائيلي” والشرطة في القضاء على ظاهرة الهجمات الانتحارية التي شنتها حماس والجهاد، من خلال الجمع بين الذكاء الدقيق والقدرات العملياتية الخاصة، وعشيّة تقاعده أعلن أنه رأى فشل “الشاباك” في تقديم معلومات استخبارية تسمح بإطلاق سراح جلعاد شاليط كفشل شخصي.
السنوات الست التي تولى فيها ديسكن رئاسة الشاباك، كان نتيجتها انخفاض ملحوظ في عدد العمليات ضدّ الاحتلال، وانخفاض أيضًا في عدد الإصابات من الهجمات، حتى توقفت تمامًا بعد ذلك.
في عام 2009، وافقت الحكومة “الإسرائيلية” على طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تمديد فترة ديسكن لسنة أخرى، إذ أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإيهود باراك عن تقديرهما الكبير لأدائه، وفي أيار مايو 2011، أكمل ديسكن ست سنوات كرئيس لجهاز للشاباك، ليحل محله يورام كوهين الذي كان نائبه في الفترة ما بين 2005 إلى 2008.
في أبريل 2011، وجّه ديسكن نقدًا لاذعًا لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن إيهود باراك وقال: “أنا لا أصدق رئيس الحكومة ولا وزير الأمن، أنا لا أصدق القيادة التي تأخذ قرارتها من هواجس الإيمان المسيحانية”، هذه التصريحات جعلت الكثير من المطلعين يعتقدون أن هجوم “إسرائيل” على المفاعل النووي الإيراني يمكن أن يساهم في تسريع الخطّة النووية.
آراؤه السياسية:
وصف ديسكن نفسه بالسياسي عدة مرات، وأعرب عن انتقادات حادة ضد اليمين، وفي مقابلة قبل انتخابات الكنيست الـ 20، قال: “مركز عاقل يترك الدولة جوفاء لحزب حزب يميني ضحل ويقصد الليكود، الذي يسيطر عليه مجموعة من المتطرفين، وإذا ستبقى الدولة تواصل العمل دون رؤية ودون طريق سوى التطرف إلى اليمين، فهذا سيغير وجهها”، وله تصريح آخر بلهجة ثورية: اعتقد أن الوقت قد حان لـ “ربيع إسرائيلي”.
في مقابلة أجريت معه في يونيو 2015، قال ديسكن إنه يدرس بجدية الدخول إلى عالم السياسة من منطلق رغبته في التأثير ولأنه يمتلك الأدوات اللازمة، لكن من ناحية أخرى قال إنه “نافر بشكل كبير من النظام السياسي”.
المصدر: همخلول -موسوعة يهودية
تاريخ النشر:16.08.2018
رابط المادة:https://bit.ly/2Rf3wpk
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…