مقدمة العساس | تسعى “إسرائيل” لتحسين صورتها دائمًا أمام العالم بمختلف الطرق لإخفاء جرائمها المختلفة منذ عام 1948 حتى اليوم، وتعمل على عدة أساليب دعائية لتغيير الحقائق، لكن كل الأساليب التقليدية تعتبر بسيطة وبدائية أمام ما يمكن تحقيقه بأسلوب الذباب الإلكتروني الذي ينشر الدعاية الإسرائيلية في كل منصات التواصل الاجتماعي.
هذا المقال يتحدث عن تطبيق Act.il، الذي استطاعت “إسرائيل” من خلاله أخذ فكرة الذباب الإلكتروني لمستوى جديد أعلى تحقق من خلاله حملات دعائية تُحسن من صورتها أمام العالم.
ترجمة العساس | وصلت “إسرائيل” خلال السنة الماضية لقناعة بأن طريق مواجهة الحملات التحريضية ضدها على مواقع التواصل الاجتماعي طويل وصعب، لكن في الشهرين الأخيرين تغيّرت الأمور عندما تم إطلاق التطبيقAct.il، والذي سيُمكّن مناصري “إسرائيل” من خلق ظاهرة الذباب الإلكتروني للرد والنشاط على كلّ الجبهات المركزية للشبكات الاجتماعية.
وتستمر الصفحات المعادية “لإسرائيل” في فيسبوك وانستغرام بالانتشار، وعندما تغلق صفحة تُفتح عوضًا عنها ثلاث صفحات جديدة تنشر نفس الصور المعادية “لإسرائيل” وتُحقق التأثير المطلوب، ورغم أن “إسرائيليين” ينشطون بصراع صناعة الكذب على الشبكة، لكن حتى اليوم لم يكن هناك أي جسم منظّم كما يجب لينجح في تكثيف الجهود لمواجهة العداء والتحريض.
ويقول مدير تطبيق Act.il يارون فيشلزون، والذي يكّرس أيامه للصراع من أجل تلميع صورة “إسرائيل” في شبكات التواصل الاجتماعي: “في 2017 فهمنا أن الدمج بين التكنولوجيا وأناس جيدين هو مفتاح النجاح، وأن عالم الدبلوماسية الجماهيرية تطلّب تجديدًا وابداعًا”، موضحًا أن التطبيق هو نتيجة مُحصّلة الدروس والنجاحات من حملة الهسبراة التي تم العمل على تحليلها في حربي غزة عام 2012 و2014.
وتعمل وزارة الشؤون الاستراتيجية “الإسرائيلية”- الهسبراه، على عدد من النشاطات المهمّة لاستئصال حملات التحريض ضدّ “إسرائيل”، وترى بتطبيق Act.il وأسلوب الذباب الإلكتروني إحدى الأدوات الفعّالة لمواجهة “عن عدم شرعية إسرائيل” على الشبكة.
بدأ تطوير التطبيق بالتعاون بين معهد هرتسليا متعدّد التخصّصات ومنظمة IAC، وبالشراكة مع منظّمة أمريكية – “إسرائيلية”، ومنظمة مكابي (Maccabee Task force)، ما يظهر أنّ المنظّمات الداعمة “لإسرائيل” فهمت أن التكاتف بخصوص التحريض على الشبكة يمكن أن يقود لنتائج مدهشة، وهذا ما يؤكده فشلزون بأن “الجمهور تجنّد بأعداد غفيرة من أجل هذه القضية”.
يقول فشلزون إن “عمل التطبيق يبدأ بتسجيل قصير، ثم يظهر على الشاشة نافذة مهام متجدّدة، ويوجد لدينا 13 طالب وطالبة جامعيين يمسحون الشبكة ويبحثون عن المواضيع الرائجة والتي تحتاج للمعالجة” ويضيف “المهمات تتوّزع بين مشاركة المحتوى، تبليغ عن محتوى آخر معادٍ، وإزالة مقاطع فيديو تنادي بقتل “الإسرائيليين”، وبناء ردود جاهزة للردّ على المقالات التي تعرض صورة سيئة أو خاطئة عن “إسرائيل”، وكذلك نشر دعوات لنشاطات مختلفة خارج نطاق شبكات التواصل الاجتماعي”.
وانضم فشلزون (32 عامًا) لمبادرة التطبيق Act.il بعد سنتين من عمله كمدير برنامج في جامعة ستانفورد الأمريكية حيث كان مبتعث الوكالة اليهودية، لكن مع عودته إلى “إسرائيل” عمل في قسم تصنيف مبتعثي الوكالة للجامعات المختلفة وتطوير شبكة خريجي البعثة، ثم عمل كمدير ملفات زبائن في شركة ناشئة متخصّصة في التسويق الرقمي، وهذا ما جعله يربط العمل في مجال التسويق الرقمي، والتربية والهسبراة “الإسرائيلية”، للخروج بعمل لتطوير “إسرائيل” في الشبكة وبأدوات مبتكرة.
ويؤكد فشلزون أنه تم تحقيق نجاحات متعددة، و”نحن نسعى لنجاحات كثيرة صغيرة، وخطّ لا نهائي من الانجازات اليومية بإزالة عشرات المقاطع والصور والمقالات المحرّضة”، ويُبيّن “قبل شهر تقريبًا وصلنا تبليغ عن متجر أسترالي، يرفض بيع “الإسرائيليين” وحتى أنه علّق لافتة تنصّ على ذلك، وهنا قرّرنا إرسال مناصرينا بأعداد كبيرة لصفحة المتجر على فيسبوك، حيث تم توجيه الانتقادات ومنحه تصنيف منخفض، وبالفعل انخفض تصنيف المتجر من 4.6 لـ 1.3 في غضون ساعات، وبعد عدة أيام قام صاحب المتجر بإنزال اللافتة وفهم إشكالية التمييز ضدّ “الإسرائيليين”.
وفي حالة أخرى، نشرت جريدة الإندبندنت البريطانية مقالا عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا فيه لـ “معاداة الصهيونية” وذلك لأن الجريدة شوّهت مقولة ماكرون، ويُشير فشلزون إلى تجهيز رد خلال دقائق للردّ على المقال في فيسبوك، و”بعثنا مستخدمين لبثّ التعليق ذاته الذي حاز على مئات الإعجابات والتعليقات وأصبح يظهر كأول تعليق لكلّ من يتابع الصفحة، وبالفعل في اليوم التالي أزيل المقال من صفحة فيسبوك وغُيّر عنوان المقال في الموقع”.
أمّا فيما يتعلق بحركة BDS التي استضافت عبر تقنية البث المباشر على فيسبوك روجر واترس سولان، وفرقة بينك فلويد، وزعيم المقاطعة الثقافية “لإسرائيل”، تمّ الدخول إلى البث وتوجيه أسئلة صعبة له ولحركة المقاطعة، وتم السيطرة على التعليقات باللونين الأزرق والأبيض، لدرجة أن المُحاور اختار التوقف عن قراءة الأسئلة من المشاهدين.
وعن الخطط المستقبلية، يقول فشلزون: “نحن نواصل تطوير القسم الاجتماعي في التطبيق وتطوير مجتمعات تقوم بالأساس على المكان الجغرافي، بهدف تمكين الناس ومنحهم الأدوات حتى ينخرطوا في نشاطات من أجل “إسرائيل”.
ويشرح فشلزون سبل تحقيق ذلك بأنه يمكن للطالب البريطاني الذي يريد التعامل مع حملة معادية “لإسرائيل” الحصول على تصميمات للملصقات من مصمم جرافيك من فرنسا، وتلقي المعلومات والخلفية من منظمة بحثية أمريكية، ثم توزيعها من خلال أعضاء المجتمع البريطاني، ويؤكد “نحن نبني مجتمعًا قويًا يعمل بطريقة متزامنة ومنظمة ويخلق تأثيرًا حقيقيًا، اعتقد اننا في الاتجاه الصحيح تماما”.
رابط المادة: https://bit.ly/2EzW0nC
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…