مقدمة العساس | تعتبر وحدة متسادا بمثابة الذراع الإسرائيلية في سجون الاحتلال، وهي منفذة خطوة التصعيد الاستفزازية الأشد منذ عشر سنوات، والتي أدت إلى اشتعال الموقف في سجن عوفر الإسرائيلي، حيث أصيب أكثر من مائة أسير فلسطيني، وتم الإعلان عن بدء الإضراب عن الطعام.

هذا المقال يُعرّف بوحدة متسادا النخبوية في المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال الإسرائيلي، والمتخصصة في التعامل مع “أحداث الشغب” واحتجاز الرهائن.

تعرف على وحدة متسادا

ترجمة العساس | تأسست وحدة “متسادا” عام 2003 على أثر نتائج التحقيقات التي قامت بها لجنة “أور” (حققت في أحداث استشهدا على إثرها 13 فلسطينيًا عام 2000)، إذ لم يكن لمصلحة السجون وحدة عملية تكتيكية للتعامل مع “أحداث الشغب” أو حالات احتجاز الرهائن، وحينها كانت تضطر إلى استدعاء وحدات شرطة مثل “اليّمام”.

وخرجت لجنة “أور” بنتيجة إضافية كانت متعلقة بضرورة إقامة وحدة متخصصة بالأسلحة غير الفتاكة، وتم تعريفها كوحدة سيطرة هدفها الاستجابة لحالات الطوارئ القصوى في جميع السجون عند احتجاز رهائن و”أعمال شغب” أخرى، أو عند عمليات التفتيش الموسعة في خلايا الأسرى.

تتكون وحدة متسادا من أعضاء دائمين غالبيتهم من وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، ونسبة كبيرة منهم أيضًا من الضباط، وهذا التنوع يوفر أساليب متنوعة تعتمد على خلفية كل مجند وخبرته في الوحدة التي جاء منها، وتنقسم الوحدة لعدة فصائل من المحاربين المختصين بما يسمى “الاشتباك المزدوج”، أي اشتباك وهجوم بسلاح غير قاتل، والانتقال السريع إلى سلاح فتاك حين الحاجة.

وسمحت المعدات والتدريبات النوعية التي يتلقاها مجندي النخبة، بإدخال الوحدة إلى مهام غير اعتيادية شملت تعاون مع هيئات أخرى للجهاز الأمني، وتشترك الوحدة في جمع المعلومات الاستخباراتية الهامة، من اعتقال مطلوبين للتحقيق، أو مطلوبين لمصلحة السجون، عدا عن عمليات خاصة أخرى داخل وخارج “إسرائيل”.

اقرأ أيضًا.. وحدة دوفدوفان: حرباء الجيش “الإسرائيلي”

تفخر وحدة متسادا بإجراءات عملية القبول إلى الوحدة وتدريب المقاتلين، حيث يتنافس كل عام ما يقارب من ألف مرشح على المناصب القليلة المتاحة في الوحدة، وينجح أقل من 5% فقط في اجتياز التصنيفات والدورة التدريبية.

أفي، وهو أحد ضباط الوحدة يقول: “يجب على أي محارب في الوحدة أن يكون باردًا وحادًا وسريع البديهة، حيث لا مكان للأخطاء، وعلى عكس الجيش لن تتوفر المساعدة لأي شخص يواجه العراقيل والصعوبات، ثانية واحدة هي الوقت المتوفر للمحارب كي يقرر الانتقال لسلاح فتاك، وهل الشخص أمام هدف أم رهينة”.

تدريب المقاتلين

ويضيف الضابط “يمنع الاضطراب والتردد ساعة الصفر، نحن لسنا في الضفة أو لبنان، ومن المهم فهم المحارب ذلك، وأنه يتواجد داخل  “إسرائيل”، حيث للأسير حقوق أيضًا، وعليه أن يكون ذكيًا لمنع أي تصعيد، وهذا يتم بأخذ جميع ما ذكر بالحسبان والخروج بقرار سريع هو ما يصعب اجتياز التصنيفات”.

ويتم تدريب القلة الذين يجتازون التدريبات وينضمون إلى الوحدة، على مجموعة متنوعة من الأسلحة والبنادق الهجومية والمسدسات والأسلحة غير الفتاكة، ويتم التشديد على تدريب الاشتباك القريب، حيث يصبح محاربي الوحدة بمثابة الخبراء في هذا المجال.

ويُشير الضابط أفي إلى أن وحدته تتعامل مع أصحاب الهوية الزرقاء، أو عناصر حركة حماس، مؤكدًا أن “موتهم في سجن إسرائيلي سيعقد وضع “إسرائيل” كلها، لذلك على المحارب تحييد الخصم والسيطرة عليه بأقل ضرر ممكن”.

وتصدر مقاتلو “متسادا” الأخبار للمرة الأولى بعد تأسيس الوحدة بعام، أي في أبريل نيسان 2004، حيث وقعت “أحداث شغب” ضخمة في سجن نفحة، والذي يضم مئات الأسرى السياسيين، في ذلك الوقت تمكن الأسرى من خطف أحد ضباط السجن واحتجازه رهينة.

وجرّاء هذه الأحداث، حضر سجانون كثر من وحدتي “نحشون” و”متسادا”، وتضمن الموقف التعامل مع الزيت المغلي، والمعلبات الحادة، والأغطية المحترقة، التي استخدمها الأسرى كأسلحة، وتعيّن على وحدة “متسادا” التي أقيمت حديثًا التعامل مع الموقف، وبالفعل نجحت بتخليص الضابط بدون إصابات في صفوف أعضاء حماس.

بعد مرور عام، اشتركت الوحدة بعملية غير اعتيادية، حيث عمل مجنديها كمستعربين بين ملقيي الحجارة في قرية بلعين، وساهمت الوحدة أيضًا بتنفيذ اعتقالات لكبار المطلوبين في الضفة الغربية، ومهام كهذه غالبًا كانت تنسب لوحدات أخرى.

اقرأ أيضًا.. ساييرت ماتكال: الوحدة الرمادية

في عام 2012، تصدرت الوحدة عناوين الأخبار مرة أخرى، حين تطور أحد تدريبات الاقتحام والتفتيش في سجن النقب الصحراوي (أنصار 3) إلى “أعمال شغب” انتهت بموت أحد الأسرى، ومع الانتقادات القاسية للحادث تعتقد الوحدة حتى اليوم أنها تصرفت كما يجب.

المصدر: ماكو
العنوان الأصلي للمادة: هذا ما حصل خلال التدريبات: كوماندوز السجون الإسرائيلية
تاريخ النشر:24.02.2014
رابط المادة: https://bit.ly/2BfmXZx

 

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

A post shared by العسّاس (@alassasnet) on