مقدمة العساس | اتفاقية فيصل وايزمان | يصادف الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني من هذا العام مئوية وعد بلفور، وهو المعروف بالذاكرة العربية باسم “الوعد المشؤوم”، كونه “وعد من لا يملك لمن لا يستحقّ”. لكن على ما يظهر التاريخ كان للأمير فيصل بن علي الهاشمي، ثالث أبناء شريف مكة، وجهة نظر أخرى يعرضها هذا التقرير المترجم عن اتفاقية أبرمت بين الأمير فيصل كممثل عن مملكة الحجاز ووايزمان كممثل عن الحركة الصهيونية، لبناء رؤى وسبل تعاون مشتركة.
ترجمة العسّاس | يعتبر الإعلان الرسمي عن تصريح بلفور عام 1917 أول خطوة من قبل الغرب للاعتراف بآمال وتطلعات اليهود بإقامة وطن في فلسطين. كما أنه اعتراف بالحركة الصهيونية ممثلاً عن اليهود في العالم. انتهت الحرب العالمية الأولى وشاع الاعتقاد بين العرب أن فلسطين هي جزء لا يتجزأ من جنوب سوريا الكبرى وعاصمتها دمشق، وتزامن ذلك مع الإعلان عن وعد بلفور، وعقب ذلك تشكلت حركات عربية، تدعمها بريطانيا لمحاربة الحركة الصهيونية ومشروعها في فلسطين.
كان حاييم وايزمان قائد الحركة الصهيونية العالمية على معرفة كافية بضرورة منع المعارضة العربية للمشروع الصهيوني. وقد خاف حقاً، من تورّط الحركة الصهيونية في “المسألة العربية”، لذلك آمن وايزمان بالتعاون بين
العرب واليهود، وبناء على ذلك بدأ مساعيه الجادة للوصول لقادة الثورة العربية والحوار معهم. ومن جهة أخرى كان
الأمير فيصل، ابن الشريف حسين، أحد قادة الثورة العربية الكبرى ضدّ الأتراك، وحليف بريطانيا. قد سمع وعرف
عن الحركة الصهيونية من خلال مستشاريه البريطانيين، وقد اعتقد أن الاتفاقية مع الحركة الصهيونية خطّة محبذة من
أجل إنهاء الحرب وتحقيق الأماني بإقامة مملكة عربية كبرى.
في تاريخ 3 يناير/كانون ثاني 1919، عقد اتفاق بين وايزمان، رئيس الحركة الصهيونية، والأمير فيصل. أثناء اللقاء
ناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون المشترك بين الحركة الصهيونية والحركات القومية العربية. تضمّنت اتفاقية فيصل-وايزمان اعتراف العرب بوعد بلفور، مقابل وعد اليهود بالمساعدة في بناء وتطوير الدولة العربية.
ولكن بنود هذه الاتفاقية خضعت لتفسيرات لا حصر لها، فلم تفصّل الاتفاقية شيئاً عن إقامة دولة يهودية، وبالمقابل لم
يرد ذكر أي حقّ وطني أو سياسي للعرب الفلسطينيين في فلسطين.
كذلك تمّ ترسيم حدود الاستيطان اليهودي في فلسطين، بحيث يشكل اليهود المستوطنون وحدة إدارية مستقلة ذات حكم
سيادي ذاتي، تعيّنها لجنة معتمدة. لذلك يجب اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتعزيز الهجرة والاستيطان في مكان واحد
مكتظ كي لا يضرّوا بالفلاحين والنبلاء. ومن جانبها اعتبرت الحركة الصهيونية أن هذا اعتراف بحق اليهود في
فلسطين وبوعد بلفور، ونقطة أساس جيدة لبناء مجتمع استيطاني صهيوني في فلسطين بصورة تدريجية. أما قادة
الثورة العربية سارعوا للتملّص من هذه الاتفاقية بحجّة أن فيصل لم تفوّضه الثورة العربية كي ينطق بلسانها.
المصدر: باز: محرّك بحثي علمي متخصص
http://www.bazz.co.il/article.phtml?aid=261&sid=29
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…