ترجمة العساس | بحث تقرير  صادر عن مؤسّسة متخصّصة في بحث سبل تطوير التكنولوجيا في “إسرائيل”، الصعوبات التي تواجه قطاع صناعات الفضاء. فوجد بين هذه الصعوبات أنه رغم ميّزة انخفاض تكاليف إنتاج التكنولوجيا الفضائية، فإن هناك نقصاً في الإنتاج والمنتج المحلّي مقارنة بالإنتاج العالميّ. وعليه فإن تكلفة استيراد الأقمار الصناعية مساوية لتكلفة الإنتاج المحلي. وكما هو معلوم، فإن الريادة في قطاع صناعة الفضاء يعود للشركات الكبرى التي تصنّع الأقمار الصناعية مدار الساعة، أما  في “إسرائيل” فيكون التصنيع حسب الطلب.

ثانياً، يوجد نقص في عدد العمّال المتخصّصين وخصوصاً في مجال البرمجة، فالكثير من المبرمجين يخرجون للتقاعد ويعملون بعد ذلك كاستشاريين، هذا إلى جانب النقص الموجود في فرق إدارة المشاريع. والأهم من ذلك هو عدم وجود شروط عمل جذّابة مقارنة بالشروط التي تمنحها شركات التكنولوجيا الفائقة. لهذا السبب يخسر قطاع صناعة الفضاء في “إسرائيل” سنوياً كفاءات بشرية مميزة لصالح شركات التكنولوجيا الأخرى. أضف إلى ذلك أن الأشخاص أصحاب الشهادات العليا في مجال الفضاء يفضلّون الانخراط في مجالات أخرى.

ثالثاً، إن صناعات الفضاء الإسرائيليّة هي صناعات مشتّتة ومهمشة مقارنة بالصناعات الأخرى التي يمكن الخوض والتطوّر فيها، إذ يعتبر قطاع صناعات الفضاء قطاعاً صغيراً نسبيّاً مما يحدّ من إمكانية الاحتراف والريادة في المجال.

إلى جانب ذلك، تعتبر نسبة ضريبة القيمة المضافة على استيراد منتجات صناعات الفضاء نسبة منخفضة، وعليه تستورد “إسرائيل”90% من معدات تجهيز القمر الاصطناعيّ من الخارج، لذا يقتصر عمل الفرق الإسرائيلية على التركيب والبرمجة.

لذا يعتبر التخلّص من التبعية للصناعات المنتجة أمراً مهماً، فعدم قدرة “إسرائيل” على إنتاج موادّ أساسية يسيء لسمعتها عالمياً، كما أن شركات صناعات الفضاء تطمح لقطاع يعتمد على الاكتفاء الذاتي والكفاءات الإسرائيلية لا غير.

ولا يحظى هذا القطاع بميزانيات كافية لتطويره. فهو لا يموّل عبر وزارة مباشرة بل عبر وزارات مثل وزارة العلوم أو عبر وكالات فضاء أخرى، وهو قائم بفضل استثمارات قديمة؛ لأنّ الحكومة تتبع سياسة تقليص الميزانيات. بالمقابل وبحسب تصريح لرئيس قطاع صناعات الفضاء الإسرائيلي، على الحكومة ضخّ 150 مليون دولار في السنة للحاق بركب الصناعات العالمية في المجال.

إضافة لذلك، هناك تقاعس في نشر الثقافة التي تركز على أهمية علوم الفضاء في المجتمع الإسرائيليّ. إذ يفتقر الإسرائيليون للمعلومات والثقافة في مجال الفضاء مقارنة بالمجتمع الأوروبي والأمريكي. كما أن هناك تقاعساً  تجاه تطوير الاهتمام في علم الفلك والفضاء وتطوير الأبحاث والاختراعات في المجال، فعلى سبيل المثال لم تنتج “إسرائيل إلّا قمرين صناعيين اثنين في التخنيون (معهد متخصّص بدراسة الهندسة والتكنولوجيا والتقنيّة). ومقارنة بدول أخرى هذا لا يعتبر إنجازاً ضخماً؛ بل يصنفه المتخصصون ضمن المحاولات الارتجالية كأي محاولة أخرى.

المصدر : هآرتس