مقدّمة العسّاس | مع دخول 1700 أسير أسبوعهم الرابع على التوالي، في إضرابهم المفتوح عن الطعام، في معركة الحرية والكرامة التي بدأت في 17/نيسان/2017، شرعت مصلحة السجون بالتلويح بورقة التغذية القسريّة لكسر ارادة الأسرى الفلسطينيين، وفي هذه الأيام نقلت مصلحة السجون الإسرائيلية كافّة الأسرى المضربين عن الطعام إلى سجون قريبة من المستشفيات، في رسالة منها إلى خطورة الوضع الصحّيّ للأسرى المضربين عن الطعام، أو ربما تكون خطوة أوّلى نحو تغذيتهم قسريا.
ترجمة العسّاس | بينما خاضّ الأسير محمّد علّان إضراباً مفتوحاُ عن الطعام في السجون الإسرائيلية عام 2015، سبقه العديد من رفاقه، على طول مسيرة النضال الفلسطيني داخل السجون، في وسيلة الإضراب من أجل الكرامة والحرية، والتي راح ضحيتها آنذاك عدد من الأسرى، منهم الجعفري وأبو الفحم، ممن تمّت تغذيتهم قسرياً بعد أيام من إضرابهم.
قبل 47 عاماً من خوض الأسير الأمني محمّد علّان إضراباً مفتوحاً عن الطعام، استخدمت مجموعة من الأسرى الأمنيين في سجن نابلس الوسيلة ذاتها للمرّة الأوّلى في “إسرائيل”. حينها طالب الأسرى بتحسين ظروف السجن القاسية، والتي كان من ضمنها أساليب التعذيب الشديدة. لم يترتّب على هذا الإضراب أيّة أضرار نفسية؛ لكن لاحقًا، وما بين 1970-1992 مات خمسة أسرى أمنيين أضربوا عن الطعام وتمّت تغذيتهم قسريًا.
من بين هؤلاء الأسرى الأسير علي الجعفري، والذي توفي عام 1980 في سجن نفحة. في مقابلة مع شقيقة الجعفري، والتي تسكن في مخيم الدهيشة للاجئين بالقرب من بيت لحم، قالت: “قُتِل أخي على يدّ “إسرائيل”، وهو الآن مدفون في مقبرة الأرقام (مقبرة عسكرية للأسرى الأمنيين)”.
استشهد الجعفري في الـ34 من عمره، وكان قد أكمل تعليمه في الأردن وهناك انضم لحركة فتح. قضى 13 سنة في السجن إثر مشاركته في عملية عسكرية ضدّ الجيش الإسرائيلي في أريحا. قالت شقيقته أنه خاض إضرابه احتجاجاً على ظروف سجنه: “على مدار السنوات، كانوا ينقلونه من سجن إلى آخر. بدايةً كان في سجن في رام الله، وبعد ذلك نقلوه إلى سجن الرملة، ومن ثمّ إلى عسقلان ثمّ إلى نفحة. والأخير يقع وسط الصحراء، وتعتبر ظروفه صعبة جدًا، يعامل السجناء فيه بشكلٍ قاسي، لذا خاض أخي مع أسيرين آخرين الإضراب احتجاجًا على ظروف سجنهم “.
بعد مرور تسعة أيام على الإضراب ، تمّ نقل الأسير الجعفري والأسير راسم الحلاوة، المضرب عن الطعام، إلى سجن الرملة، حيث ربطوا هنالك بأنابيب تغذية قسرية. أضافت شقيقته: “مات كلاهما في ذلك اليوم”.
أعلنت أم احمد وعائلتها دعمها الكامل لقرار ابنها الجعفري في الإضراب، على الرغم من الضرر الدائم الذي قد يصيبه، والذي يؤدي أحيانًا إلى الموت. قالت: “لقد كانوا يحتجون على الظروف القاسية التي عاشوها خلال 13 سنة في السجن”. بعد مرور 35 عاماً، ما زالت أم أحمد متمسكة برأيها رغم الذي حدث: “ما يفعلونه بمحمّد علّان هو شديد وقاسٍ، نتنياهو مجرد إرهابي؛ والحكومة الإسرائيلية هي المسؤولة عن حياته”.
“التغذية القسرية بطريقة همجية”
وتقول المحامية “ليئا تسيمل”، التي رافقت عائلتا الجعفري وحلاوة، أنّ العلاج هو الذي أدى إلى موتهم؛ “لقد ماتوا بسبب التغذية القسرية، والتي نُفّذت بأكثر الطرق همجية. حيث وُكِّل المُسعف بإتمام العملية، وجرّاء مقاومتهم للتغذية، تمّ ربطهم بالكرسي وقام المُسعف بعنف بإقحام الزوندا (الأنبوب) عبر الأنف، ومن ثمّ مرر إلى الأنبوب كأساً من السمنة، البيض، الحليب والفيتامينات؛ لكن بدلًا من إدخال الأنبوب إلى المعدة تم توصيله بالرئتين، الأمر الذي أدّى إلى موتهم بشكل فوريّ”.
الأسير الآخر الذي قضى حتفه بسبب الظروف ذاتها كان عبد القادر أبو الفحم، والذي خاض إضراباً عن الطعام عام 1970 في سجن “شكمة”. وصف موسى شيخ بكر، والذي كان أحد رفقائه في السجن تلك الأيام، عملية تغذية أبو الفحم والموت السريع الذي جاء عقبها: “بعد عشرة أيام من الإضراب، تم ربطه بالزوندا (الأنبوب) بقوة”؛ ومن ثمّ تدهورت الأوضاع فوراً على حدّ قوله: “تدهور وضع أبو الفحم بسرعة، ومات في اللحظة الأولى؛ لقد رأينا ذلك أنا وبضعة أسرى في السجن بأمّ أعيننا، لقد مات خلال التغذية القسرية”.
حسب ادعاء جمعية “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، والتي تناهض التغذية القسرية، فإنّ “إسرائيل” تستخدم اليد الحديدية ضدّ الأسرى: “تشير هذه القصص إلى أنّ “إسرائيل” تضع حياة الأسرى في خطر، وكانت السبب في موت الأسرى المضربين عن الطعام بطرق همجية في سبيل فكّ إضرابهم”. والقاسم المشترك الذي يجمع هؤلاء الأسرى هو أنّ جميعهم شباب، تمّت تغذيتهم قسريًا في مراحل مبكرة من الإضراب، وحسب الأدبيات الطبية لم تكن حياتهم في خطر آنذاك.
“إسرائيل هي التي قتلتهم، وهي الآن تحاول أن تستنسخ هذه القصص عبر قانون التغذية القسرية الذي تمّت المصادقة عليه، والذي يسمح بتغذية المضربين عن الطعام، قسريًا- وهو أمر منافٍ تمامًا للأخلاق الطبية، هذا وعلى الرغم من اعتراض الأطباء”.
بالإضافة إلى الجعفري، الحلاوة والفحم، مات عام 1984 الأسير الأمني محمود فريتخ في سجن مجدّو، وتلاه الأسير حسين نمر عبيدات، والذي تمّت تغذيته قسريًا في سجن “شكمة” عام 1992.
المصدر: موقع واللا http://news.walla.co.il/item/2882735
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…