مقدمة العسّاس | أطفال اليمن المخطوفون | بعد كشف أرشيف الاحتلال الإسرائيلي عن 200 ألف وثيقة تسرد
كواليس عمل لجان التحقيق المسؤولة عن قضية “خطف أطفال اليمن” والبلقان الشهيرة، أفضى تحليل جزء من
الوثائق الواردة عن وجود شبهات لتورط مستشفى “إيتانيم” الإسرائيلي للأمراض العقلية، بإبقاء أطفال لمئات وآلاف
الأيام في المشفى وإجراء تجارب عليهم، بإعطائهم أدوية غير ملائمة لجيلهم، ادعاء دعمه إخفاء معطيات مهمة من الوثائق المنشورة.
ترجمة العسّاس | أرشيف “إسرائيل” يُعلن: قام مشفى إيتانيم “الإسرائيليّ” للطّبّ النّفسيّ باستقبال أطفال رضّع
وتشخيصهم طبياً بأنهم مصابون بأمراض نفسية، وبالتالي أبقاهم ضمن الاستشفاء لسنوات عديدة، جرى خلالها
تجارب عليهم، وذلك في سنوات الخمسين؛ أي خلال فترة الاختفاء المفاجئ لأكثر من ألف طفل يمني وبلقاني من
مخيمات القادمين الجدد من اليهود.
هناك أمثلة عدة تثير الشبهات حول تورط المشفى. مثلاً، في الصورة التالية تظهر “بطاقة مريض” فيها معلومات
حول طفلة تبلغ من العمر عاماً واحداً، وصلت مدة مكوثها في المشفى إلى 1128 يوماً، دون تفصيل عن سبب
مكوثها. كما تم نقلها عدة مرات من مشفى لآخر دون توضيح السبب بالرغم من أنه في نهاية البطاقة تظهر كلمة “إلى
البيت”، ما يعني عدم الحاجة لإرسالها لمشفى آخر. كما لم ترد في أي من صفحات البطاقة توقيعاً من أهلها بالرغم من
أن البطاقة توضح أن الطفلة هي من “معفيرات زرنوقة”، وهي منطقة تجمع لليهود بعد النكبة، وتقع اليوم جنوباً بجانب مدينة “الرملة”.
انظروا ما كتب بخطّ اليدّ في الصّفحة المرفقة: “مولود يمنيّ، بلا عمر ولا عنوان مُحدّد. صرّح بمكوثه بالمشفى 9 أيام
فقط بينما شطبت معلومات 35 يومًا آخر من مدّة إقامته العلاجيّة وبعد ذلك نُقِل إلى مشفى هداسا الإسرائيلي في
القدس”. وهنا تثار أسئلة عديدة، كيف أُخذ الولد للعلاج؟ كيف وصل إلى هناك، ولماذا أُخفي 35 يومًا من مدّة علاجه؟
لا نرى أيّة ردود على هذه الأسئلة من لجنة التحقيق.
اقرأ أيضًا.. المتورّطون في خطف أطفال اليمن
يمكن إيجاد دليل آخر لهذا في الوثيقة المفصّلة في الصّفحة التالية. بحسب بطاقة المشفى، نُقلت رضيعة تبلغ من العمر
7 أشهر من مشفى “أساف هاروفيه” (مشفى إسرائيلي عادي) لمؤسّسة الأمراض النّفسيّة والعقليّة في “إيتانيم”،
ومكثت فيه مدّة 778 يومًا. الأسئلة التي تثار هنا هي ما هو المرض النفسي الذي قد تصاب به طفلة رضيعة؟!
أسئلة أخرى تبحث عن إجابات، لماذا أخفوا في أرشيف الدّولة التّشخيص الأساسيّ (مخطط بالأسود) للرضيعة الّتي
أُخذت بعمر سبعة أشهر وعولجت لأكثر من سنتين؟ في الوقت الّذي كشفوا فيه كلّ التّفاصيل الّتي تثبت قطعًا بأنّ هذه
الرضيعة سليمة لا تعاني من أيّة مشاكل صحيّة؟ هذا يعني أن هذه الرضيعة رقدت في المشفى مدّة سنتين بلا أي سبب.
إضافة لذلك لم يكن هناك علاجات طبيّة نفسيّة ملائمة للأطفال في ذلك الوقت، لكنّ، في مشفى إيتانيم قرّر إجراء
تجارب تتعلّق بإعطاء علاجات (أو عقاقير) طبيّة عقليّة للرضّع، على أطفال اليمن المخطوفون . وهنا يذكر أن الممرضات كان لهن دور بإحضار الأطفال.
في الأرشيف المكشوف، ستجدون مئات الأوراق التي تثبت إجاء معاينات طبيّة نفسيّة للرضّع والأطفال، وإخضاعهم للاستشفاء لسنوات طويلة، الكثير منهم من أصل يمني.
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…