مقدّمة العسّاس : يعتبر تدريس اللغة العربية لليهود في المدارس الإسرائيلية إحدى وسائل الضبط التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي لخدمة الأهداف الاستخباراتية والعسكرية، وذلك بالتنسيق الكامل مع وزارة التربية والتعليم ومجلس التعليم العالي الذين ازداد اهتمامهم باللغة العربية في السنوات الأخيرة. وتعرض هذه المادة المختارة نموذجاً من الدروس التعليمية التي يتضمنها منهج “العربية الأمنية” الذي تشرف عليه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
ترجمة العسّاس | “كطلاب يدرسون اللغة العربية، نحتاج مساعدتكم من أجل إحباط عملية تفجيرية وصلتنا عنها إنذارات طارئة”. هكذا يفتتح الجنود الإسرائيليون الدرس الأول ضمن برنامج تدريس اللغة العربية في إحدى المدارس الإعدادية الإسرائيلية، والذي يهدف لرفع الوعي حول أهمية تعلم وفهم اللغة العربية لأهداف أمنية. إذ يتضمن الدرس فعالية يقوم فيها الطلاب بالكشف عن حيثيات عملية محتملة بالاعتماد على تحليل معلومات باللغة العربية.
وضع منهج تدريس “العربية الأمنية” على يد مرشدي قسم دراسات الشرق الأوسط الذين يعملون في المدارس ويشكلون جزءاً من وحدة 8200 الاستخباراتية. وقد كتب على منهج الدرس أنه موجّه لصفوف الثامن والتاسع والسابع ايضاً. وهو يتضمن أربعة مهام:
ويعدّ هذا الدرس هو ثمرة العلاقة المقربة بين مؤسسة التربية والتعليم الإسرائيلية والمؤسسة العسكرية، وهو نتيجة لإخضاع تدريس اللغة العربية للاحتياجات العسكرية. وهذا ما يظهر خلال الدرس الذي يقوم عليه جنود يرتدون الزي العسكري ويتبعون أجندة عسكرية.
ويذكر أنه في الصفوف المتقدمة يتم التركيز على تدريس عمليات الاغتيال المعروفة التي نفذتها “إسرائيل” وتعتبرها مدعاة للفخر. فعلى سبيل المثال هناك درس حول اغتيال أبو جهاد ويحيى عيّاش وقائد حزب الله عباس الموسوي، إلى جانب دروس أخرى عن خطر الأنفاق، وعن مساهمة الاستخبارات الإسرائيلية بالقبض على أدولف آيخمان، أحد القادة النازيين المشاركين في المحرقة.
ولا يعتبر التكافل بين المؤسسة التربوية والعسكرية أمراً جديداً، فبحسب بحث جديد أجراه د.يوناتان مندل من معهد “فان-لير” والجامعة العبرية بالقدس، كشفت وثائق خطية جذور التعاون بين نظام الأمن والمؤسسة التعليمية في مجال تعليم اللغة العربية للطلاب اليهود. ففي عام 1956 كتب مستشار رئيس الحكومة لشؤون العرب آنذاك “شموئال ديبون” لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية رسالة بعنوان: تجنيد خريجي “تخصص الشرق الأوسط” بالمدارس الثانوية لأنه يجب “الاهتمام بتطوير طواقم للعمل بمناصب تعنى بشؤون العرب، وتتطلب هذه المهمة ملاءمة الآلية التعليمية لسد هذه الاحتياجات الخاصة”.
وبعد 8 سنوات قامت وحدة الاستخبارات بإبلاغ “اللجنة القطرية لمعلمي اللغة العربية” أنه وفقاً للاحتياج المتزايد لدى الجيش، بادر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية لعقد اجتماع مع وزارة التربية والتعليم بهدف تشجيع تعليم اللغة العربية.
ويتضح من البحث أن قسم دراسات الشرق الأوسط الذي أقيم بعد حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر) كان جزءاً من سلسلة قرارات اتخذها الجيش فيما يتعلق بتعليم اللغة العربية. ومن غير المؤكد إذا كانت الأمور قد تغيرت منذ تلك اللحظة، حتى وإن كانت التدخلات العسكرية في السنوات الأخيرة تتم من خلف الكواليس.
المصدر : http://www.haaretz.co.il/news/education/.premium-1.2718194
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…