Categories: مُكوّن

صناعة الفضاء: تعرّف على أهم الأقمار الصناعية الإسرائيلية

مقدمة العسّاس: يعدّ تطوير الأقمار الصناعية الإسرائيلية وصناعة الفضاء من المواضيع الغائبة عن القارئ العربي المهتم بدراسة دولة الاحتلال. وتكمن أهميتها بكونها جزء من آليات الضبط المستخدمة لجمع المعلومات ومراقبة الاتصالات وتطوير سبل الدفاع العسكري، إلى جانب كونها جزءًا من استراتيجية القوة الناعمة التي يستخدمها الاحتلال للتمدد في علاقاته الخارجية حول العالم.

ترجمة العساس | طوّرت “إسرائيل” خلال العقود الأخيرة قطاع الصناعات الفضائية وأصبحت واحدة من الدول التسع المصدّرة للأقمار الصناعية بشكل مستقل إلى الفضاء. ويجدر بالذكر أن برنامج الفضاء الإسرائيلي أسس في سنوات الثمانين من القرن الماضي بهدف جمع المعلومات الأمنيّة. ونظراً لمحدوديّة الموارد وإمكانية التوسّع؛ اختارت “إسرائيل” أن تركّز في مجالَيْن بتكنولوجيا الفضاء: الاستشعار عن بُعد والاتّصال. وبسبب محدوديّة التمويل ومحدوديّة إرسال وإطلاق الأقمار؛ تعتبر الأقمار الصناعية الإسرائيلية صغيرةٌ حجمًا بالنسبة لباقي الأقمار، لكنّها ذات فاعلية عالية.

مجالات الصناعة الفضائية

وتعمل “إسرائيل” في مجال الصناعة الفضائية في مجالين أساسيين وهما: بناء أقمار صناعية، أنظمة تحكّم وقيادة أرضية وجوّية، تكنولوجيا تصوير الأقمار الصناعية والاتصال. إذ تصنّع أقمارًا صناعية من نوع “عاموس” للاتصال وأقمار مراقبة من نوع “أوفِك” (أقمار صناعية عسكرية) ومن نوع “إيروس” – النسخة المدنية للقمر الصناعي “أوفِك”. كما أطلِقَ هذا العام قمر صناعيّ باسم “بولاريس” – tecSAR ، الذي يصوّر الكرة الأرضية بواسطة رادار على مدار الساعة وفي كل حالات الطقس، هذا إضافة للقمر الصناعي “عاموس-3”.

أطلق القمر الصناعي الإسرائيليّ الأول – قمر صناعي للتصوير “أوفِك 1” عام 1988، وفي عام 1990 أطلِقَ “أوفِك 2″، وفي عام 1995 أطلِقَ “أوفِك 3”. لكن إطلاق القمر الرابع من مجموعة “أوفِك” فشل في عام 1998 مما حفّز قرار إطلاق القمر الصناعي الأول للمراقبة “EROS-A” الذي استعمله النظام الأمني الإسرائيلي. وقد أدى نجاح “إيروس-A” لإطلاق “EROS-B” في عام 2006. وقد سخّر النظام الأمني إمكاناته لخدمتها أيضًا بحيث أصبحت زبوناً لدى شركة Imagesat المصنّعة والتي تسوّق أيضًا التصوير عبر الأقمار الصناعية على مستوى
عالمي.

اقرأ أيضًا.. فشل إسرائيلي بالهبوط على القمر: ماذا بعد؟

وفي عام 2002 أطلق القمر الصناعي العسكريّ “أوفِك 5” من الجيل الجديد للأقمار الصّناعية في الدولة. بعد ذلك، أتى فشل إطلاق “أوفِك 6”. وفي عام 2007، أطلِق القمر الصناعي “أوفِك 7” بنجاح. وفي كانون الأول من عام 2008 أطلِق القمر الصناعي “تِكسار” – tecSAR؛ وهو قمر صناعي راداري مسخّر لمهمّات تصويرية.

وقد طوّر الرّادار على يد شركة “ألتا” (شركة تطوير أنظمة إلكترونية عسكرية)، أما القمر الصناعي فقد طوّر بواسطة شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، وكل ذلك بتفويض وزارة الأمن قبل ست سنوات. وضمن المشروع أطلِق القمر الصّناعي “tecSAR” بواسطة صاروخ هندي كجزء من التعاون المشترك بين الدولتين في المجال الأمنيّ.

إطلاق الأقمار الصناعية الإسرائيلية من دول أخرى

في الواقع، إنّ “إسرائيل” قادرة على إطلاق الصّواريخ بنفسها، إلّا أن عمليّاتٍ كهذه تعدّ صعبة ومحدودة لارتباطها بقيود أمنيّة. ولذلك، من المفضّلٌ إطلاق الصواريخ التّجارية الإسرائيلية من دولٍ أخرى. وكون قمر “tecSAR” يعتمد على تكنولوجيا الرّادار يجعله ذا قدرات تصويرية جيدة في الليل والنهار، وكذلك الأمر في الأحوال الجوية الصعبة والسماء المليئة بالغيوم. ويُعّد “tecSAR” القمر الصناعي الإسرائيلي الأكثر تطوّرًا في الفضاء. وفي شهر نيسان عام 2008 أطلِق -كما ذكرَ أعلاه- أيضًا القمر الصناعي الخاصّ بالاتّصال، وهو “عاموس-3″، ليحلّ مكان “عاموس-1″، الذي عمل في الفضاء لمدّة 12 سنة. ويُتوقّع من “عاموس-2″، الذي أطلقَ للفضاء في عام 2003، العمل لمدّة 8 سنواتٍ أخرى.

وهنا يذكر أنه عقب النجاح التقني والتّجاري لقمريّ “عاموس-1” و”عاموس-2″، خُطِّطَ وصُمّم القمر الصناعي الثالث من مجموعة “عاموس” على يد شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، وأطلِق من كازاخستان. ويعتبر “عاموس-3” هو الإصدار الأكثر تطورًا وحداثة من بين الأقمار الصناعية المعدّة للاتصال؛ إذ إنه مزوّد بأربعِ هوائيّات بثّ، منهنّ اثنتان متحركتان وقابلات للتعديل حسب حاجات الزّبائن. وهكذا بالإضافة للبثّ التلفزيوني، المذياع وخدمات نقل البيانات للقواعد الثابتة للساحل الشرقي للولايات المتّحدة وأوروبا والشّرق الأوسط، يستطيع “عاموس-3” توفير الخدمات بواسطة الهوائيّات المتحركة لكل نقطة تلقّي في الشّرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا والأمريكيّتين.

قبل إطلاقه للفضاء، تم شراء أكثر من 85% من قدراته الخدماتيّة. ونظراً لنجاحه تخطط شركة “فضاء الاتصال” (SPACECOM) لإطلاق أربعة أقمار صناعيةٍ أخرى لنقطتين فضائيتين مختلفتين خلال السنوات العشر القادمة؛ ومن بين الأهداف الأخرى، ستواصل هذه الشّركة لتعزيز مكانتها كمزوّدة منصّات من نوع DTH8 المتصدّرة في أوروبا، وستخترق أسواقاً أخرى كأفريقيا.

المصدر : http://bit.ly/2aEF92R

لمى طه

طالبة صحافة وإعلام وأدب إنجليزي في جامعة حيفا

Recent Posts

طائرة القنابل: صنعت خصيصًا للفلسطينيين

طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…

3 سنوات ago

تهجير المسيحيين بعيد الفصح

يستعدّ المسيحيون  للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…

3 سنوات ago

شهاداتهم عن تهجير حيفا

قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…

3 سنوات ago

مسيرة الرقص الاستيطاني

باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…

3 سنوات ago

10 أعوام من تاريخ منع الأذان

يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…

3 سنوات ago

وحدة الوعي.. رادار لاعتقال المقدسيين

لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…

3 سنوات ago