إندونيسيا هي أكبر دولة إسلاميّة في العالم، والمعروفة بمواقفها الداعمة بوضوح للقضيّة الفلسطينيّة، إلّا أن تقريرا في مجلّة “دبلوماسي” للعلاقات الدولية كشف حجم العلاقات بين إسرائيل وإندونيسيا ، حسب ما ورد في تقرير صحيفة يديعوت احرونوت. يرصد التقرير بداية العلاقات وزيارة الوزير الإسرائيلي نفتالي بينت وتوسّع العلاقات بين إندونيسيا والاحتلال.
وبدأت العلاقات بين الدولتين منذ عام 1948، لكنها كانت محدودة حتى استلام الرئيس الإندونيسي، سوهارتو، الحكم، الذي كان قد توصّل لاستنتاج حول أهميّة تحسين العلاقات مع “إسرائيل” في المجال العسكري تحديدًا. وبعد انتهاء ولاية سوهارتو، وتحديداً في فترة حكم الرئيس عبد الرحمن وحيد، استمرّت هذه العلاقات بالتوسّع. ففي عام 1993 زار رئيس الحكومة الإسرائيلي، اسحاق رابين، إندونيسيا وبعدها دُعي الرئيس عبد الرحمن وحيد من قِبَل شمعون بيرس إلى القدس للاشتراك في مراسيم التوقيع على اتفاقيّة السلام بين “إسرائيل” والأردن.
على الرغم من الانتقادات التي وجهتها الحركات والمنظّمات الإسلاميّة له، لم يمتنع عبد الرحمن وحيد عن زيارة “إسرائيل” عام 1997، ولم يتوقف عن استقبال البعثات الإسرائيليّة. وفي حين لم تنشّأ بين الدولتين علاقات دبلوماسيّة، ازدادت العلاقات التجاريّة بينهما في السنوات الأخيرة حتى وصلت قيمتها إلى ما يُقدّر بنصف مليار دولار.
في هذا السياق يذكر أن شركة تأمين إندونيسيّة وقعت في عام 2000 على اتفاقيّة عمل مع شركة إسرائيليّة للتأمين التجاري المُتبادل، وافتتحت مكتباً يمثّلها في “إسرائيل”. هذا بالإضافة إلى شركات أخرى أقامت علاقات مع “إسرائيل” مثل مجموعة “باكري”.
وأقامت الدولتان منظّمات غير حكوميّة لتطوير وتحسين العلاقات فيما بينها. وفي عام 2002، شكّلت لجنة للعلاقات الخارجيّة الإسرائيليّة-الإندونيسيّة، بمساعدة يهودي إندونيسي يدعى بنيامين كنتاج، الذي كان عضوًا سابقًا في إحدى المنظّمات الإسلاميّة التي أسسها بعد عودته إلى “إسرائيل”، وكان قد تلقى تعليمه في “إسرائيل” بمساعدة منحة تعليميّة من الرئيس الإندونيسي آنذاك، عبد الرحمن وحيد.
بدأت هذه المنظّمة عملها بشكلٍ علنيّ عام 2010 في جاكرتا، وبحسب وسائل الإعلام الإندونيسيّة تضم هذه المنظمة 4450 عضوًا. بالإضافة إلى ذلك، أنشئ “لوبي” تجاري بهدف تطوير الاستثمارات الإسرائيليّة في إندونيسيا. وهنا يذكر أن نقابة التجارة الإندونيسيّة-الإسرائيليّة أنشئت عام 2009 في “إسرائيل” وذلك ضمن إطار نقابة التجارة المسماة “إسرائيل-آسيا”.
اقرأ أيضًا.. العواقب الاقتصادية والدوليّة لعلاقات إسرائيل و باراغواي
مع مرور السنوات، توسّع التعاون الإسرائيلي-الإندونيسي ليشمل مجالات أخرى. ففي عام 2008 وقّعت الحكومة الإندونيسيّة على اتفاقيّة “نجمة داوود الحمراء” مع منظّمة يهوديّة أمريكيّة من أجل توفير دورات تأهيل طبّي للمسعفين في إندونيسيا.
أحد أهم المجالات التي شهدت تطورًا هي مجال السياحة. إذ تظهر معطيات سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية أنه في السنوات الست الأخيرة زار “إسرائيل” 124719 سائحًا إندونيسيّا، بينهم 29,519 سائحًا إندونيسيا في عام 2013، مقارنة ب 9,442 سائحًا إندونيسيّا زار ها عام 2009 – أي أن العدد تضاعف بأكثر من 3 مرات منذ 2009 حتى 2013.
وفي هذا السياق يشار إلى أن وزير الاقتصاد الإسرائيلي السابق، نفتالي بينت، زار إندونيسيا عام 2013 للمشاركة في اجتماع للمنظّمات التجاريّة العالميّة في بالي. إضافة إلى زيارات بعثات إندونيسيّة إلى “إسرائيل”، بينها زيارة سريّة أجريت عام 2013 أيضًا. وفي العام السابق (2014)، شاركت بعثة إندونيسيّة في مؤتمر “الأمن القومي” في تل أبيب.
وتعمل وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة على تفعيل موقع إنترنت في إندونيسيا للتأثير في الشارع الإندونيسي، كما تعمل على استقطاب بعثات من الصحفيين وقادة الرأي العام في إندونيسيا سنويّا، إضافة إلى دعوة رجال الأعمال الإندونيسيين لاحتفالات عيد الاستقلال التي تقيمها السفارة الإسرائيليّة في سنغافورة، وهنا يذكر أن سنغافورة هي الدولة المسؤولة عن العلاقات بين “إسرائيل” وإندونيسيا.
رابط المصدر : http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-4636155,00.html
طالما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد الأقصى بمختلف الطرق، وربما كان أبرزها مؤخرًا…
يستعدّ المسيحيون للاحتفال بعيد الفصح وسبت النور بكنيسة القيامة في القدس، فيما ينشغل الاحتلال، كعادته؛…
قبيل النكبة، سكن مدينة حيفا نحو 61 ألف فلسطيني، وبقي فيها أقل من 20 ألف…
باتت مسيرة الأعلام أو رقص الأعلام في البلدة القديمة في القدس طقسًا مكررًا للاستفزاز والتصعيد…
يمتدّ تاريخ الصراع حول الأذان حتّى ما قبل النكبة؛ في العقدين الثاني والثالث من القرن…
لا يقتصر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين على الأحداث الميدانية المشتعلة في القدس والمسجد الأقصى، بل إنه…