بدأت الدعوات للمقاطعة الأكاديميّة في عام  2001, وذلك من خلال مؤتمر “ديربان” في جنوب أفريقيا (وهو مؤتمر لمناهضة العنصرية, نظّمته الأمم المتحدة) والذي تعامل مع دولة “إسرائيل” على أنها دولة “أبرتهايد” ووصف المؤتمر الصهيونيّة بالــ”عنصريّة”. ونحن نشهد دعوات متكرّرة من قبل مؤسسات أكاديميّة أوروبيّة وأمريكيّة بمقاطعة المؤسسات الاكاديمية الإسرائيليّة.

إنّ المقاطعة موجهة للمؤسسات الاكاديمية الاسرائيليّة وممثليهم ( رؤساء الجامعات, عمداء شؤون الطلبة, ادارة الجامعات والخ), لكنها لا تشمل الباحثين بشكل فرديّ, ولا تشمل المقاطعة التعاون مع أعضاء جمعيّة الباحثين في المؤسسات الأكاديميّة الإسرائيليّة, كما لا يشمل المشاركة في المؤتمرات العالميّة وما إلى ذلك.

نقاش وتوصيات لجان الكنيست:

أقامت لجنة العلوم والتكنولوجيا في حزيران 2007  وبمشاركة لجنة التربية في الكنيست، نقاشًا مشتركًا حول موضوع “المقاطعة الأكاديميّة في بريطانيا تجاه العلماء الإسرائيلييّن” . وأوصت بما يلي:

  1. الزيادة الجارية والمكثّفة للهسبراه (الشرح), وزيادة التعاون الأكاديمي بين “إسرائيل” ودول العالم, كما وعلى الوزارات الحكوميّة توسيع وتخصيص الميزانيات للهسبراة (شرح) الاسرائيليّة في العالم بشكل عام، وفي الحرم الأكاديمي ( الكامبوس)خاصة, وتقديم تقارير دورية بعملها.
  2. التوجّه لكل المؤسسات الأكاديمية في البلاد وخارجها , بما فيها المنظمات الطلابيّة, والمنظمات العامّة واليهوديّة في البلاد؛ لمحاربة حملات المقاطعة.
  3. التوجه إلى جميع البرلمانات في العالم, وللمؤسسات البرلمانيّة المحلّية والعالميّة لإدانة حملات المقاطعة.
  4. تُدين اللّجان الأكاديميين الإسرائيليين القلائل، الذين يشجّعون ويدعمون حملات المقاطعة الأكاديميّة ضدّ “إسرائيل”.

نشاط الهيئات الرسميّة :

وزارة الخارجية الإسرائيليّة: بالإضافة إلى أنشطتها التفسيريّة الجارية (الهسبراه) في أرجاء العالم, أقيم قبل عدّة أشهر منتدى وزاريّ، مهمته التنسيق وتوجيه النشاط الحكوميّ؛ لإحباط مبادرات نزع الشرعيّة ومقاطعة “إسرائيل”, والذي يضمّ تحته وزارة الخارجيّة, ووزارة الشؤون الاستراتيجيّة، ووزارة القضاء، ومجلس الأمن القومي, ومكتب رئيس الحكومة (مقر الهسبراه القوميّ),و مجلس الأمن, وجيش الدفاع الإسرائيلي والمخابرات. وسيعقد المنتدى لقاءات عدّة؛ حيث يُقسم لطواقم عمل مصغّرة.

كما وستعمل الوزارة على مساعدة ودعم التحالف المؤيّد لــ”إسرائيل”, ووحدة الهسبراه والاتحاد اليهودي في عدّة مجالات, من بينها:

– تشكيل قائمة بأسماء الأشخاص المؤثّرين والأكاديمييّن والذين يستطيعون المساعدة في النضالات من هذا النوع.

– مراقبة وجمع معلومات عن حملات عدائيّة.

-تحضير أوراق مواقف ورسائل, وتقارير  كرد على هذه التوجهات, ومن أجل مناهضة ودحضّ الاتهامات الموجهة ضدّ “إسرائيل” في منتديات مختلفة.

–  تنسيق وتوجيه وتفعيل المنتدى /مجموعة ( اعطاء استشارة/ توجيه للمعلومات وللمصادر/ ربط ما بين مركبات المنتدى والذين يعملون في مستويات مختلفة).

-تجنيد حلفاء من بين المنظمات المعنيّة؛ لمنع و مقاومة الحملات الداعيّة للمقاطعة.

أشارت الوزارة ايضاً، بأنّها “تقيم علاقة متواصلة ومتلازمه مع المؤسسات الأكاديميّة الإسرائيليّة,(مجلس التعليم العالي , ولجنة التخطيط والموازنة), من أجل العمل على إحباط مبادرات المقاطعة، وبالأساس العمل على ترويج وتعميق نشاط المؤسسة الأكاديميّة الإسرائيليّة في الحلبة الدوليّة.

وزارة العلوم و التكنولوجيا :  أشارت الوزارة بأنها لم تتلقى توجيهات حول هذا الموضوع, ومع ذلك, عندما التقى مؤخّراً وزير العلوم والتكنولوجيا والفضاء, عضو الكنيست يعكوف بيري مع الوزير البريطاني للجامعات والتعليم العالي, دافييد ويلتس, طرح أمامه القضية المذكورة أعلاه وطلب تدخله. رد الوزير البريطاني بأن وزارته ستبذل كل طاقتها لصدّ دعوات المقاطعة الأكاديميّة, وبحسب أقواله فإنّ وزارته أصدرت وعممت كتيب إجراءات وزارية, خُصص لمواجهة ظاهرة المقاطعة في الجامعات البريطانيّة, والتي عرّفتها كإحدى قضايا التمييّز المحظور.

الاكاديمية القومية الاسرائيلية للعلوم : تعمل الأكاديميّة ضمن إطار تنظيميّ عالميّ, والتي تُشكّل إحدى أعضاءه, وعلى رأسهم لجنة الحرية والمسؤولية في مجال العلوم (CFRS)  التابعة للمنظمة الدوليّة للعلوم (ICSU) , ومن خلالها يتمّ التوجه والطلب بالتصدي ورفض دعوات المقاطعة. حدّدت المنظمة الدولية للعلوم في الماضي؛ خطة العمل التابعة لها، على أنها سترفض كل دعوات المقاطعة الأكاديميّة أيّاً كانت وستعمل على منعها. كما وأنها في عام 2007 قامت بسحب مشاركتها ودعمها لمؤتمر دوليّ مصغّر أقيم في الأردن لمنعه مشاركة باحثين إسرائيلييّن.

لجنة رؤساء الجامعات: أعربت عن معارضتها لأيّ نوع من المقاطعة بشكل عام، والمقاطعة الأكاديميّة بشكل خاص. مشدّدة على أنّ البحث العلميّ في العالم يرتكز على التعاون ما بين المؤسسات والدول دون حدود أو قيود, بعيدًا عن التوجهات الأيديولوجيّة أو السياسيّة.وإنّ مقاطعة باحث واحد أو مؤسسة تعليميّة؛ تأتي بعواقب وخيمة على الحرية الأكاديميّة وعلى التعاون ما بين الباحثين والجامعات … كما وأنها تتعارض مع قيم أساسيّة يرتكز عليها عالم العلوم والبحت العلمي, وبالتالي فهي خطوة مرفوضه وخطيرة تتعارض مع روح البحث وتقوّض أسسه. وأضافت اللجنة بأنّ جامعات “إسرائيل”ساهمت وتساهم في التعاون المحليّ بمجالات عدّة ومختلفة، والتي ساهمت في نمو وتعزير التعايش والاحترام المتبادل كجزء من رؤيا تقدّس وتحترم البحث العلميّ والطبيّ بأوسع أبوابة.

ذُكر أيضاً في تعقيب وردّ لجنة رؤساء الجامعات أنّ “(رؤساء الجامعات) تبادر وتعمل بشكل دائم وجنباً إلى جنب مع زملائها في أرجاء العالم، ومع مؤسسات تربط بهم علاقات علميّة؛ بهدف وقف وصدّ كل محاولة لمقاطعة مؤسسات إسرائيليّة أو باحثين إسرائيليين, ومن جهته يرحب رئيس اللجنة بكل تعاون من قبل أيّ جهة سياسيّة أو أخرى؛ بهدف وقف الظاهرة المرفوضة والخطرة هذه” .

مجلس التعليم العالي : يعتبر المقاطعة “تخريبُا للقيم الأساسيّة للمجتمع الأكاديميّ”. ويعمل على تطوير تعاون أكاديميّ وبحثيّ مع دول ومؤسسات عالميّة؛ بهدف تطوير التعليم العالي في “إسرائيل” ورفع مكانة التعليم العالي الإسرائيليّ في العالم.

 

رابط المصدر: http://knesset.gov.il/committees/heb/material/data/mada2013-12-24-01.pdf