ترجمة العساس | من هو بلفور؟ وما هو وعد بلفور
بلفور، وهو آرثر جيمس بلفور، سياسيّ بريطاني، شغل عدّة مناصب أهمّها: رئيس وزراء بريطانيا (1902-1905)، وزير الخارجيّة البريطانيّة في حكومة لويد جورج (1916-1919).

رسالة بلفور

تعد بصمة بلفور الأهم في التّاريخ الصّهيوني هي “تصريح بلفور” الصادر في 2 نوفمبر 1917. وبموجب هذا التصريح وعد بلفور والحكومة البريطانيّة اليهودَ بإقامة وطن قوميّ لهم في أرض فلسطين. وذلك في رسالة أرسلها بلفور للورد اليهودي “ليونيل وولتر دي روتشيلد”، جاء فيها:

“عزيزي لورد ريتشارد،

إنّه من دواعي سروري أن أزفّ إليكم، بالنّيابة عن الحكومة، خبر تأييد حكومة بريطانيا للتطلّعات اليهوديّة الصهيونيّة والتّعاطف معها، وقد قُدّمت للكابينيت وصودق عليها من قبله.

حكومة صاحب الجلالة تبشر بإقامة بيت قومي للشعب اليهوديّ في أرض إسرائيل، كما تعد أن تبذل أقصى ما بوسعها لتحقيق هذا الهدف، مع التفهّم التّامّ وعدم الإقدام على أي فعل يمسّ بحقوق المواطنة أو الأديان من غير اليهوديّة الموجودة في أرض إسرائيل، أو بحقوق اليهود ومكانتهم السيّاسيّة الّتي يتمتّعون بها في باقي الدّول.

سأكون ممتنًا لك إذا أطلعت الاتّحاد الصّهيونيّ على هذا التّصريح.”

باحترام آرثر جيمس بلفور

اقرأ أيضًا.. هرتسل: الأب الروحي للدولة اليهودية

ما هي دوافع بريطانيا وراء الوعد؟

لفهم أهميّته وولادته، يجب الالتفات إلى أهميّة الموقع الجغرافيّ لأرض فلسطين بالنّسبة لبريطانيا. فعند انهيار الإمبراطوريّة العثمانيّة كان على بريطانيا منع سقوط المنطقة في يدّ عدوّتها ألمانيا، كما لم ترض سيطرة صديقتها فرنسا على أرض فلسطين مع العلم أنّها كانت معرّفة -بموجب اتّفاقيّة سايكس بيكو-كمنطقة دوليّة.

وعد بلفور… إرضاء لمن؟

تشير الأبحاث الأولى ّإلى أن بريطانيا أرادت كسب رضا مجموعتين أساسيّتين:

  •  يهود الولايات المتّحدة: كوسيلة ضغط على حكومة الولايات المتّحدة الّتي كان موقفها محايدًا في الحرب العالميّة الأولى، وانطلاقًا من معرفة قوّة اليهود السياسيّة وقدرة تأثيرهم على القرارات الحكوميّة.
  • يهود روسيا: التّأثير على روسيا كي لا تنسحب من الحرب، وذلك كون انسحابها يعني انتهاء الحرب في الجبهة الشّرقيّة وتضافر القوى وتكاثفها في الجبهات الأخرى، أي استخدام وجود هذه الجبهة كان يشتّت القوى المُعاديّة لبريطانيا ويستنزفها.

اعتبر تصريح بلفور من أوّل وأبرز انجازات الحركة الصهيونيّة، وذلك لأنّها استطاعت أن تحصل على وثيقة رسميّة تقرّ بحقّ اليهود بإنشاء وطن قوميّ على أرض فلسطين. أعلت هذه الوثيقة من شأن الحركة الصهيونيّة وسط اليهود وبثّت الأمل لديهم، وهو ما ترجم لاحقاً لزيادة الهجرة اليهوديّة إلى فلسطين بعد وعد بلفور.