مقدمة العساس | تعتبر “إسرائيل” دولة أمنية بامتياز تزدحم بالعديد من الأجهزة الداخلية والخارجية، لكن أكثر هذه الأجهزة صيتًا وسمعة سيئة هو الموساد ، المسؤول على العديد من عمليات الاغتيال لشخصيات فلسطينية وعربية بارزة في مختلف دول العالم.

هذا المقال يتحدث عن تاريخ تأسيس جهاز الاستخبارات “الإسرائيلية” بأسمائه المختلفة وصولًا إلى جهاز الموساد الحالي.

ترجمة العساس | أدى قرار تقسيم البلاد الصادر عن الأمم المتحدة إلى حروب دائمة بين العرب اليهود، ومع انتهاء الانتداب البريطاني وإعلان قيام دولة “إسرائيل” في الـ 15 أيار 1948، دخلت الجيوش العربية كفاعل رئيسي في هذه الحروب، ما ولّد الحاجة لعمل عدد من المنظمات السرية على جمع المعلومات، وفي طبيعة الحال احتاجوا لقوات استخباراتية لجمع المعلومات لإنقاذ اليهود ولضبط التحركات العربية.

أنشأت عصابة الهاغاناة العسكرية خدمات استخباراتية لجمع المعلومات من أجلها ومن أجل حماية المستوطنات والمواجهة السياسية والعسكرية مع الفلسطينيين والدول العربية وسلطات الانتداب، إذ تأسست هذه الخدمات الاستخباراتية قبل قيام “إسرائيل” وكان رئيسها ايسير هارئل الذي أصبح لاحقًا رئيس الشاباك والموساد.

أمّا مع قيام دولة “إسرائيل” وغزو الجيوش العربية النظامية استدعى الأمر تقديرات مختلفة، تمثّلت بإقامة بنية استخباراتية وأطر حكومية، حيث أصبح تحديد المسؤوليات ضرورة ملحّة.

الأجسام الاستخباراتية الأولى

ومع قيام “إسرائيل” دعا أول رئيس حكومة دافيد بن غوريون لإقامة أطر حكومية لأجهزة الاستخبارات، التي عملت في فترة سبقت تأسيس “إسرائيل”، وفي الـ 7  من يونيو حزيران 1948 دعا بن غوريون مسؤول القسم السياسي في الوكالة اليهودية وكذلك ايسير باري مدير الخدمات الاستخباراتية الذي استلم المنصب بعد دافيد شالتيئل إلى جلسة كان من نتائجها الترسيم الأول للجسم الاستخباراتي في “إسرائيل”.

نصّ القرار من مفكرة بن غريون

وجاء على لسان بن غريون أنه “يجب إقامة خدمات استخباراتية عسكرية من قبل رئيس أركان الجيش خاضعة لإدارة ايسير (باري) وفيفان (حاييم هرتسوج)، وهذه الخدمة العسكرية تكون مسؤولة عن الأمن والرقابة وضدّ التجسس وتنقسم لجزئين،  الأول كان يتمثل بالخدمات الاستخبارات الداخلية بقيادة ايسير هارئيل ويوسف يزرعيلي الذي كان قبل قيام “إسرائيل” عضوا في المؤتمر القطري للهاغاناة، وفي صيف عام 1948 عُيّن سكرتيرا لمكتب الأمن، بينما الجزء الثاني يتمثّل بخدمة الاستخبارات للسياسة الخارجية  برئاسة روبن شيلواح، إذ سيخضع هذا المكتب حتى نهاية الحرب لوزارة الأمن، وثم بعد ذلك لوزارة الخارجية.”

مؤسسة مركزية للتنسيق اسمها الموساد

في يوليو عام 1949 اقترح روبن شيلواح المقرّب من بن غوريون إقامة “مؤسسة مركزية لتجميع وتنسيق خدمات الاستخبارات والأمن” وكان الهدف من ذلك الوصول لتنسيق تام وتوجيه العمليات الاستخباراتية، وفي 13 ديسمبر كانون الأول من نفس العام أقرّ بن غوريون 1949 هذه الهيئة، وكان ومن المفترض أن ينسق بين هيئتين أخريين “الشين بيت” وفرع المخابرات (قسم المخابرات في فرع عمليات الدفاع الإسرائيلي) وعرفت لاحقا باسم “الموساد للاستخبارات والعمليات الخاصّة”.

اقرأ أيضًا.. توغل الشاباك في مؤسسات الدولة

وبقيت الهيئة الجديدة التي تعرف اليوم بـ “الموساد” تحت جناح وزارة الخارجية، من أجل تحسين قدراتها التنفيذية
ولتوحيد عمليات التجميع في الخارج، وفي مارس عام 1951 تم العمل التنظيمي الأخير لتعزيز بنيته.

وبموافقة بن غوريون أقيمت السلطة المركزية المستقلة للتعامل مع الأنشطة الاستخباراتية في الخارج، تحت مسمى “السلطة” والتي شكلت في بدايتها جزءًا مهمًا من “الموساد” وضمّت كذلك ممثلين عن الهيئتين الأخريين على مستوى المقرّ والميدان.

وفي عام 1952 أنهى روبن شيلواح وظيفته رئيسا للموساد، وأخذ مكانه ايسير هرئيل وبقي في منصبه حتى عام 1963، وفي وقت لاحق اتخذ الموساد آية من نصوص الأمثال تنصّ على أخذ الحيطة والحذر.

المصدر: مصادر رسمية
تاريخ النشر:د.ت
رابط المادة: https://bit.ly/2qwQbgN